ملخص للعرض
كتاب .."بريطانيا واغتيال حسن البنا"

فى عام 1953لجأ قائد شرطة الحراسات المصرية فى ذلك الوقت العميد محمد وصفى الى السفارة البريطانية بجاردن سيتى وطلب سيارة دبلوماسية تنقله لمعسكرات القوات البريطانية فى بالاسماعيلية ليستقل إحدى طائرات السلاح الجوى الملكى البريطانى إلى أى مكان بعيدا عن مصر بعد أن علم أن التحقيقات الدائرة فى قضية مقتل مرشد الاخوان حسن البنا بقرار من مجلس قيادة الثورة تناولته صدر قرار باستدعاؤه .
داخل مبنى السفارة البريطانية استقبله ضابط المخابرات سانسوم والذى لم يضيع وقت وارسل على برقية للخارجية البريطانية قال فيها :
"انقذوا حياة هذا الرجل الذى ساعدنا كثير".
رد الخارجية البريطانية على البرقية لم يتأخر كثيرا وردت على طلب ضابط مخابراتها فى برقية عاجلة قالت فيها :
"لا نريد أن نبدأ تعاملنا مع النظام الجديد بخطوة خاطئة ولا يوجد ما يدعونا للمخاطرة بانقاذ رجل شرطة"!!
عاد وصفى الى مكتبة بوزارة الداخلية وجمع اوراقة فى“جوال”واخفاها وانتحر!!
لكن لماذا يلجأ قائد شرطة الحراسات المصرية وقبل مرور اقل من عام على ثورة يوليو للسفارة البريطانية لمساعدته فى الهروب خارج مصر؟وماهى العلاقة بين ضابط مصرى بدا حياته الوظيفية فى الشرطة الملكية "القلم المخصوص"لحراسة الملك فاروق والسفارة البريطانية ؟
وماذا قدم لبريطانية حتى تبرق سفارتها فى القاهرة برقية تطلب فيها انقاذه وتؤكد في ختامها انه ساعدهم كثيرا؟وماهى المساعدات التى يمكن أن يقدمها ضابط فى الامن السياسى المصرى للمخابرات البريطانية ؟
؟وماهى علاقته بمقتل مرشد جماعة الإخوان حسن البنا ؟وماهى علاقة بريطانيا بمقتل مؤسس جماعة الإخوان حسن البنا؟
مجموعة من الاسئلة المشروعة الاجابة على سؤال فيها تفتح الباب للاجابة على السؤال الذى يليه حتى نصل للاجابة على السؤال الاخير عن الدور البريطانى فى اغتيال حسن البنا وهو مايهدف الكتاب تحقيقة!!
في 23 من سبتمبر 1948 توجه حسن البنا إلي مطار القاهرة للحج ومعه جواز سفر يتيح له السفر إلي جميع أنحاء العالم ..
فى المطار قام العقيد حسن فهمي مفتش الجوازات بسحب الجواز منه ، وألغي جميع الدول المصرح له بالسفر إليها ، واكتفي منها بالمملكة العربية السعودية ،حتى لايقال ان النظام كافر ويمنع المسلمين من اداء شعائرهم مع التأكيد على القنصل المصري في جدة بعدم السماح للبنا من السفر إلي أية دولة عربية أخرى.
واما السعودية فلم تسمح للبنا بدخول الاراضى السعودية الا بعد كتب تعهد بعدم الخطابة والكلام في السياسة وفى اليمن
رفض الحاكم البريطانيا لمستعمرة عدن السماح للبنا بدخول الاراضى اليمنية عقب استيلاء الثوار على صنعاء وقتل الامام يحيى وتنصيب الاخوانى عبد الله الوزير حاكم لليمن بعد تهديد نجل الامام يحيى أعلان الجهاد ضدها وضد قتله أبيه
لكن لماذا اصدرت الممالك الثلاثة قرار واحد فى توقيت واحد وبصيغة واحدة بمنع دخول رجل كان حتى اوائل سبتمبر 1948رجل محسوب عليهم وبينه وبينهم علاقات متجذرة وممتدة ومصالح مشترك وهدف مشترك .ونهاية العلاقة بين كل ملك من الملوك الثلاثة جاءت على عكس بدايتها؟!!
رغم أن جماعة الاخوان المسلمين بدأت اولاً فى مصر 1928 الا أن الاعلان عنها تاخر كثير حيث وضع اسس بناءها قبل حسن البنا رشيد رضا وهو رجل سورى هاجر الى مصر ليصير اقرب حواريي محمد عبده .
أسس رضا الجمعية التى سوف تكون فيما بعد هى النواة لحركة الاخوان المسلمين :" جمعية الدعوة والارشاد."
فى القاهرة وتحت رعاية بريطانية افتتح رضا معهد الدعوة الاسلامية.
استطاع رشيد رضا خلال الفترة من عام 1902 وحتى 1932 أن يضع الأسس الحقيقية لأفكار جماعة الإخوان المسلمين مستغلا الظروف السياسية فى ذلك الوقت
كان حسن البنا يرى في جمعيته نواة لإعادة الخلافة الإسلامية التي كانت سقطت رسميا قبل تأسيسه لجماعته بأربع سنوات وكانت فكرة تأسيس كيان بديل عنها حاضرة في ذهنه وكان على قناعة أن أفضل صورة لهذا الكيان أن يبدأ من الشعوب وليس الحكومات التي لم يكن يعول عليها كثيرا في إصلاح حالة الأمة الإسلامية.
أسس حسن البنا قسما خاصا أسماه ( قسم الاتصال بالعالم الإسلامي) كان عمله الأول والوحيد إنشاء فروع للجماعة خارج مصر والتواصل مع الشخصيات والتيارات القريبة من أفكار جماعته ومن هذا القسم بدأت كل علاقات الإخوان واتصالاتهم في كل أنحاء العالم.
اتصلت الجماعة عبر هذا القسم بالطلاب العرب والمسلمين الذين كانوا يدرسون بمصر خاصة في الأزهر الشريف وانضم من خلاله عدد من الطلاب صاروا بعد تخرجهم ورجوعهم لبلدانهم قيادات إسلامية بارزة وضعت نواة تنظيمات الإخوان في بلدانها .
استطاع القسم خلال سنوات قليله ربط جماعة الإخوان بالعالم وتأسيس عدد كبير من تنظيمات الاخوان في العالم الإسلامي من أندونيسيا إلى المغرب ومن الصومال إلى سورية
حتى تحول قسم الاتصال بالعالم الإسلامي بمثابة وزارة خارجية لجماعة الإخوان المسلمين، طالت اتصالاتها معظم بلاد العالم الإسلامي إن لم تكن كلها.
لم يكن حسن البنا يمانع أن يبدأ دعوته لعودة الخلافة في أي بلد وليس مصر فقط وكان يرشح لها اليمن، لاعتبارات عدة .
بدأت المخابرات البريطانية منذ اليوم الاول لانقلاب عبد الله الوزير فى اليمن البحث عن من يقف وراؤه واين تم تدريبه واعداده حتى استوى عوده ليقود ثورة فى منطقة كانت لقرون بعيدة كل البعد عما يحدث فى العالم من تطور.
سرعان ما اكتشفت بريطانيا أن المحرك هو حسن البنا وليس عبد الله الوزير وان الوزير وجماعته ماهم الا ادوات لتنفيذ مخطط أكبر واشمل واعمق من مجرد خلع الإمام يحيى .
لم يكن الامام حاكم اليمن بدعا من الحكام فى هذة المنطقة وبريطانيا كانت تعلم وتؤمن ان الحكم فيها مبرر باسم الدين والنسب ويقوم على الفردية المطلقة المفضية إلى الاستبداد إذ لا حكومة ولا مؤسسات حكم فالناس رعايا وفي خدمة من أرادهم الله أئمةً وحكاماً للمسلمين.
كان شكل ونمط الحكم فى شبة الجزيرة العربية وقت الاحتلال البريطانى لها متماثل تجاوز فيها السكان حكم القبيلة وعرفت القبائل نوع من الاستقرار النبسى وتحولت بعضها من حكم القبيلة الى حكم الدولة واتخذت شكل حكم ملكى وراثى فالحكم سواء فى اليمن او السعودية والاردن كان نظام ملكى وراثى واللإرث لغة البقاء وفيها يعتقد الملك ان الوراثة تملك الدولة ومن عليها وأنها توزع كالإرث،وأنه مصون من الخطأ و غير مسؤول .
ارتضيت بريطانيا من البداية هذة الصيغة وكانت ملائمة لها وحرصت كل الحرص أن تبعد عن الدين والا تقترب من عقائد سكان هذه المنطقة
طالما بريدها منتظم فى الوصول الى كل مستعمراتها والنفط يمول سفنها من محطات والموانىء المنتشرة على طول امتداد البحر الاحمر والمتوسط
حتى جاء انقلاب الوزير وفتح اعين وازاح الستار وطرح وثيقة تضمنت
لأول مرة الدعوة لإقامة حكم دستوري شوري.