الشرقية تتزين بألوان الديمقراطية في أول أيام انتخابات الشيوخ 2025

شهدت محافظة الشرقية، اليوم الإثنين، مشهدًا انتخابيًا مميزًا مع انطلاق أول أيام التصويت في انتخابات مجلس الشيوخ 2025، حيث فتحت اللجان أبوابها في تمام التاسعة صباحًا وسط استعدادات أمنية وتنظيمية مكثفة، لتستقبل آلاف الناخبين الذين توافدوا منذ الدقائق الأولى من مختلف مراكز ومدن وأحياء المحافظة، في أجواء اتسمت بالهدوء والنظام والحماس الوطني.
وتضم الشرقية في هذه الانتخابات 829 مقرًا انتخابيًا موزعين على 844 لجنة فرعية، يتوجه إليها ما يقرب من 4 ملايين و867 ألفًا و259 ناخبًا للإدلاء بأصواتهم واختيار ممثليهم تحت قبة مجلس الشيوخ، في عرس ديمقراطي يؤكد حرص أبناء المحافظة على ممارسة حقهم الدستوري والمشاركة الفاعلة في صياغة مستقبل البلاد.
منذ الساعات الأولى وحتى كتابة سطور الخبر في منتصف الظهيرة، تزينت مداخل اللجان بالأعلام المصرية، وارتفعت الأغاني الوطنية التي بثتها مكبرات الصوت، في مشهد عكس أجواء احتفالية مبهجة، وشهدت العديد من اللجان توافد كبار السن الذين حضروا على مقاعد متحركة أو بمساعدة ذويهم، في صورة جسدت الانتماء والوفاء للوطن.
كما حرص الشباب على التواجد بكثافة، حيث ظهروا في مجموعات يرتدون الملابس التي تحمل ألوان العلم المصري، وبعضهم التقط صورًا تذكارية أمام اللجان توثق مشاركتهم في هذا الحدث المهم.
الأجواء داخل وخارج اللجان كانت منظمة للغاية، حيث انتشرت قوات الشرطة لتأمين محيط المقرات الانتخابية، بينما تواجد موظفو اللجان لتسهيل عملية التصويت والإجابة عن استفسارات المواطنين، وتم تخصيص ممرات لذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن، ما ساهم في انسيابية حركة الدخول والخروج.
وفي هذا السياق، أكد المهندس حازم الأشموني محافظ الشرقية، أن المحافظة وفرت جميع الإمكانيات اللازمة لضمان سير العملية الانتخابية بسهولة ويسر، مشيداً بروح المسؤولية التي يتحلى بها المواطنون وإقبالهم المبكر على صناديق الاقتراع.
ودعا المحافظ جميع أبناء الشرقية إلى النزول والمشاركة الإيجابية في هذا الاستحقاق الديمقراطي المهم، تعبيراً عن إرادتهم الحرة وإيمانهم بأهمية دور مجلس الشيوخ في دعم الحياة النيابية وترسيخ أسس الديمقراطية.
ورصدت عدسات صحفي الوفد مشاهد إنسانية مؤثرة، أبرزها اصطحاب الأسر لأطفالهم إلى اللجان لتعريفهم بأهمية المشاركة الانتخابية وغرس قيم الانتماء في نفوسهم منذ الصغر، بالإضافة إلى لقطات لمواطنين يرفعون الأعلام ويلوحون بها ابتهاجاً وهم في طريقهم إلى الإدلاء بأصواتهم.
العملية الانتخابية في الشرقية لم تقتصر على الحضور الكثيف فقط، بل تميزت بالتنوع الكبير في الفئات العمرية والمهنية للمشاركين، ما يعكس شمولية الوعي الوطني وحرص جميع فئات المجتمع على المساهمة في صنع القرار.
وقد سادت حالة من الفخر والانتماء بين الناخبين، الذين أكدوا أن مشاركتهم تأتي من منطلق إيمانهم بأن صوتهم أمانة يجب أن توضع في مكانها الصحيح لخدمة الوطن.
ومن المتوقع أن يستمر الإقبال الكبير على اللجان الانتخابية حتى إغلاق أبوابها مساء اليوم، في ظل توقعات بزيادة الأعداد خلال الفترة المسائية بعد انتهاء ساعات العمل، حيث يحرص الكثير من الموظفين والعمال على التوجه للجان بعد انتهاء دوامهم الرسمي.
ومع تواصل هذه الأجواء الإيجابية، تبقى الشرقية نموذجاً للمشاركة الشعبية الواعية في الممارسة الديمقراطية، بما يعزز صورة مصر أمام العالم كدولة تسير بثبات نحو مستقبل أكثر استقراراً وتقدمًا.




