«سلخانة غزة»

أطباء بريطانيون وأمريكيون: «الماء والملح» بديل الحليب للأطفال
تقرير سرى: فظائع إسرائيل تفوق جرائم الألمان فى الحرب العالمية الثانية
667 يوما من الابادة الصهيونية الامريكية الجماعية بتواطؤ دولى وتخاذل ضد لشعب الفلسطينى صاحب الأرض فى قطاع غزة المستهدف بكل صنوف الموت حرقا وجوعا وعطشا ومرضا لإجباره على التهجير القسري
كشف الجراح البريطانى «جرايم جروم» عن فضيحة دولية ترتكبها حكومات العالم فى القطاع بأضخم كارثة بشرية فى التاريخ الانساني.
..وفى شهادة صادمة نقلها بعد عودته من مهمة تطوعية فى القطاع واصفا الأوضاع الإنسانية بالمروعة، مؤكدا أن الأطفال يضطرون للنوم وبطونهم مملوءة بالماء والملح، وسط مجاعة مفتعلة نتيجة الحصار الإسرائيلى المستمر ومنع دخول الغذاء والدواء.
وأشار «جروم»، الذى عمل ضمن فريق طبى تابع لمنظمتى «الإغاثة الإسلامية» و«إيديالز» البريطانيتين، إلى أن المجاعة أدت إلى وفاة عشرات الرضع وتدهور حالات المصابين المدنيين، مؤكدا أن ما يجرى فى غزة ليس مجاعة طبيعية بل متعمدة.
وشرح الطبيب البريطانى فى شهادته أن الجوع لا يطال فقط المرضى، بل أيضًا الطواقم الطبية، مستشهدًا بزميله الفلسطينى طبيب التخدير «نزار أبو دقة»، الذى أخبره بأن عائلته لا تجد ما تأكله، وأن أطفاله الستة لجأوا إلى شرب الماء ولعق الملح كى يتمكنوا من النوم، بعدما اشترى 8 كيلوجرامات من الطحين مقابل 300 دولار، وهو كل ما يملك.
وأكد «جروم» أن الجوع يعوق تعافى المصابين ويزيد من احتمالات العدوى والوفاة، ويترك آثارًا صحية ونمائية دائمة على الأطفال، مضيفا أن العيادات الطبية تشخّص يوميًا 12 حالة سوء تغذية حاد لدى الأطفال، بينما تعانى الأمهات من ضعف جسدى يمنعهن من إرضاع أطفالهن.
وقالت الطبيبة الأمريكية «أمبرين سليمي»، التى تعمل مع منظمة «بيت المال»، إن نقص الغذاء والدواء اضطرها لإجراء عمليات ولادة قيصرية مبكرة لفلسطينيات يعانين مضاعفات خطيرة، مشيرة إلى أن العديد من الأطفال يولدون بأحجام صغيرة وفى توقيت مبكر.
وكشف موقع «ديكلاسيفايد» البريطانى عن تقرير داخلى ونقاشات سرية داخل الجيش البريطانى، تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلى يرتكب جرائم حرب فى قطاع غزة، بما يشمل قصف المستشفيات وسيارات الإسعاف، فى تناقض صارخ مع المواقف العلنية للحكومة البريطانية التى تواصل تعاونها العسكرى والأمنى مع الاحتلال.
وأشار التقرير الصادر عن الإعلام العسكرى البريطانى إلى أن الاحتلال ينتهك اتفاقيات جنيف بطرق «لم يرتكبها حتى الألمان خلال الحرب العالمية الثانية»، مؤكدًا أن من بين الانتهاكات الموثقة استهداف مرافق الرعاية الصحية، وعمليات القتل المباشر للفلسطينيين أثناء اصطفافهم لتلقى المساعدات الإنسانية.
ورغم هذه الاعترافات، لا يزال التعاون العسكرى بين بريطانيا وإسرائيل قائما. فقد تخرج ضابط إسرائيلى برتبة عقيد مؤخرًا من أكاديمية عسكرية بريطانية، كما زار قائد سلاح الجو الإسرائيلى قاعدة جوية تابعة لسلاح الجو الملكى البريطانى.
ويواصل سلاح الجو البريطانى تنفيذ طلعات استطلاعية مكثفة فوق قطاع غزة منذ عام 2023، بينما تستمر صادرات مكونات الطائرة المقاتلة F-35 إلى الاحتلال عبر دول ثالثة، فى ظل تجاهل رسمى للجرائم المرتكبة، وصمت حكومى بريطانى عن الانتهاكات التى تُوثّق داخل مؤسساتها العسكرية نفسها.
ومنذ مطلع مارس الماضى، تنصّل الاحتلال من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع حركة «حماس»، الذى بدأ فى 19 يناير الماضى، واستأنف الإبادة الجماعية، رافضًا كافة المبادرات الدولية لوقف العدوان.
واستشهد واصيب عشرات الفلسطينييين بينهم المسعف بالهلال الأحمر الفلسطينى «عمر منصور اسليم» بعد قـصف الاحـتلال مقر الجمعية غرب خان يونس.
وأوضحت الجمعية فى بيان صحفى، أن قوات الاحتلال قصفت الطابق الأول من مبنى الجمعية، ما أدى إلى استشهاد أحد الموظفين وإصابة آخرين، واشتعال النيران فى الطابق. وأظهر مقطع نشره الهلال الأحمر الفلسطينى يقول إنه يلتقط اللحظات الأولى للهجوم، حيث تشتعل النيران فى مبنى تناثر الركام حوله.
أعلنت وزارة الصحة فى القطاع ارتفاع عدد ضحايا التجويع إلى 175 فلسطينيًّا، خلال الـ 24 ساعة الماضية. وأشارت وزارة الصحة الفلسطينية فى القطاع، إلى تسجيل 6 حالات جديدة لضحايا الجوع.
أكد المدير العام فى وزارة الصحة الفلسطينية منير البرش، أن المستشفيات لم تعد تكفى لاستقبال الأعداد المتصاعدة من المصابين، وأن المرضى والمصابين يعالجون فى ظروف غير مناسبة.
وأوضح البرش، فى تصريحات صحفية، أن غرف العمليات مزدحمة بالمرضى والمصابين والأقسام مكتظة، والممرات «أصبحت أسرة للألم». وتابع قائلا: «لم يعد هناك مكان؛ فالأطباء يفترشون الأرض، والمرضى يعالجون فوق البلاط، والأوجاع تمتد من غرفةٍ إلى رصيف».
وأوضح أن نسب إشغال الأسرة فى مستشفيات القطاع بلغت مستويات قياسية، إذا بلغت النسبة فى مستشفى الشفاء 240%، وفى مستشفى الرنتيسى 210%، وفى مستشفى ناصر 180%، وفى المستشفى الأهلى العربى «المعمداني» 300%.
وأكد أن هذا الوضع ليس كارثة صحية فحسب، بل جريمة بحق الإنسانية، مضيفا: «أن تترك مستشفيات غزة تنهار، يعنى أن نوقّع على موت الأبرياء بأيدينا».
وكان المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى وسط القطاع، قد اعلن أن مستشفيات القطاع تضطر لوضع المرضى والجرحى فى الممرات والساحات بسبب الاكتظاظ الشديد.
وتواجه المنظومة الصحية فى قطاع غزة حربا ممنهجة يشنها الاحتلال منذ بداية العدوان، من خلال منع دخول الأدوية والمستلزمات الطبية والأجهزة الطبية والمولدات الكهربائية وحليب الأطفال إلى القطاع.
وكانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) قد أشارت قبل أسابيع إلى أن النظام الصحى فى قطاع غزة يمر بـ«وضع حرج»، مع اقتراب نفاد مخزون الأدوية الحيوية ومشتقات الدم، فى ظل الإبادة الجماعية التى ترتكبها «إسرائيل» بالقطاع.