رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

في قطاع غزة، لا يتوقف الموت عند القصف والدمار، بل يمتد ليحاصر المدنيين بالجوع والعطش والخذلان، في ظل تدهور إنساني غير مسبوق وانهيار كامل لكل سبل الحياة، حيث يعيش السكان تحت وطأة حصار مشدد يمنع الغذاء والدواء والماء والكهرباء، بينما يصم المجتمع الدولي آذانه عن الاستجابة لأي نداء عاجل ينقذ الأرواح التي تزهق بصمت.

وتشهد غزة كل يوم انتهاكاً جديداً للكرامة الإنسانية، إذ لا يجد الأطفال ما يسد رمقهم، وتُحرم العائلات من أساسيات البقاء، في وقت تتعطل فيه المساعدات الدولية، وتغيب فيه القرارات الفعالة، وتتحول المؤسسات المعنية بحقوق الإنسان إلى كيانات رمزية لا دور لها، وسط تقارير أممية تؤكد أن المجاعة باتت تهدد مئات الآلاف من المواطنين، وأن أكثر من مليون ونصف مواطن يعيشون بلا مياه نظيفة ولا كهرباء ولا أي مصدر آمن للغذاء.

ويؤكد الواقع أن الاحتلال لا يستخدم السلاح وحده في حربه على غزة، بل يوظف سياسة التجويع كأداة عقاب جماعي، تمنع دخول الإمدادات وتغلق المعابر وتمنع فرق الإغاثة من الوصول، ما يؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني إلى حد بات يهدد بوقوع كارثة شاملة، وفقاً لتقارير منظمة الصحة العالمية وبرنامج الأغذية العالمي.

ونحن في حزب الوفد أعربنا عن إدانتا الكاملة لهذا الحصار الذي يعد جريمة موثقة ضد الإنسانية، كما نستنكر الصمت الدولي المريب الذي يوازي في بشاعته حجم المعاناة اليومية لأهالي غزة، هذا التغاضي عن المجازر والانتهاكات لا يعد موقفاً سياسياً بل خيانة صريحة لكل ما تمثله قيم العدالة والحرية وحقوق الإنسان.

كما نطالب كافة المنظمات الدولية بتحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية، والتحرك العاجل لرفع الحصار ووقف عمليات التجويع، والعمل على فتح الممرات الإنسانية والسماح بوصول المساعدات بشكل فوري ودون عوائق، محذراً من أن استمرار هذا الوضع سيجعل المجتمع الدولي شريكاً في جريمة جماعية لن يغفرها التاريخ.

التضامن اللفظي لم يعد مجدياً، وبيانات الإدانة وحدها لا ترد حقاً ولا تنقذ طفلاً من الجوع ولا مريضاً من الموت، وبالتالي ندعو إلى خطوات ملموسة تبدأ بوقف العدوان ورفع الحصار وضمان الحد الأدنى من مقومات الحياة لأبناء الشعب الفلسطيني في غزة، الذين ما زالوا يواجهون كل أشكال الظلم والصمت والعزلة بكرامة وصمود.