في مناقشة (جبال الملح) للكاتب أحمد القن: الصراع النفسي بين الذات وشرورها محور العمل

أقيمت بنقابة الصحفيين ندوة لمناقشة رواية (جبال الملح)، للكاتب أحمد القن، ناقشها كل من: الكاتبة الصحفية والناقدة سمية عبدالمنعم، الكاتبة والناقدة نسرين يوسف، الكاتب والناقد طارق الدياسطي، وأدار اللقاء د. حسن علي دبا.
نظم الندوة صالون أقلام، لمنسقه نشأت المصري، بالتعاون مع اللجنة الثقافية بنقابة الصحفيين.
نسرين يوسف: لغة جزلة وملاحظات على الأحداث

في البداية تحدثت الكاتبة نسرين يوسف، مؤكدة أن الرواية تتسم بجزالة اللغة وقوة الأسلوب، ثم تطرقت لسرد بعض الملاحظات التي نالت العنوان وطبيعة بطل الرواية، وتسلسل الأحداث.

طارق الدياسطي: تدفق السرد وعدم منطقية بعض الأحداث
بينما اتفق الكاتب المهندس طارق الدياسطي، مع نسرين في جزالة لغة السرد، وتدفقها، ووضوح اللغة الشاعرة على طول الأحداث، مشيرا لعدم منطقية بعض الأحداث كالقتل غير المبرر.

منال رشاد: الشخصيات اجتمعت على الوضاعة والعقد النفسية
وتحدثت الدكتورة منال رشاد عن الرواية مؤكدة أن هناك خطًا واحدا ومهما يجمع شخصيات العمل وهو الوضاعة والنقص النفسي، وارتباط ذلك بما يفعلونه من سلوكي لاإنساني وصل ببعضهم حد القتل، مثنية على أسلوب الكاتب ولغته القوية.

سمية عبدالمنعم: قدرة الكاتب على التحليل النفسي لشخصياته وتعدد الأصوات السردية
فيما قالت الكاتبة الصحفية والناقدة سمية عبدالمنعم، إن الرواية تدور حول فكرة رئيسة وهي أن لكل منا نقيصة وبداخل كل منا ضحية وجانٍ، ولكن من منا يمكنه ألا يمكن نقيصته منه حتى لا يصبح جانيا وشريرا؟، موضحة أن في الرواية شخصيتين أساسيتين تعدان الركيزتين الأساسيتين للرواية، هما الفتاة القزمة، وهي فتاة صغيرة أصيبت منذ مولدها بمتلازمة تيرنر وهي مرض جيني يصيب الأطفال يظهر عليهم في سن الخامسة ويؤثر على نموهم الجسدي فيتحولون الى أقزام، ومن هنا جاء شعور الفتاة بعقدة النقص، الذي كان سببه لديها شقان، مظهرها المختلف والمثير للتنمر، وشعورها النفسي بالنقص، والذي نبع من لفظ المجتمع لها والذي تمثل في أسرتها وجيرانها، وهو الأمر الذي جعلها تكن لذلك المجتمع كرها واضحا وتعمل على الانتقام منه.
جمع هذا الشعور بالنقص بين تلك البنت وبين شخصية أخرى تشعر أيضا بداخلها بنقص وتقزم معنوي، وهو شخصية(ابن عِرس)، وتندمج الشخصيتان ليمثلا محوري شر الأحداث، ويكمل مثلث الشر رجل ذو سطوة ومال، وتتوالى الأحداث لتؤكد الرواية أن الشر سيستمر وأن كل ذي نقيصة لا يتعظ من تصاريف القدر فهو بؤرة فساد لا تندمل.
ثم تطرقت سمية للسرد، مؤكدة قدرة الكاتب على استخدام أربعة أصوات سردية، دون تداخل مربك، بل سار الأمر ببساطة وسهولة تحسب للكاتب، منتقلة لبعض الصور المجازية الفارقة ومواضع التناص في الرواية، واختتمت بأن الرواية نفسية في المقام الأول، استطاع الكاتب أن يلج بقلمه لنفس الأنثى وأن يصف كثيرا من مشاعرها في ظروف حالكة، وبمهارة شديدة، مؤكدة أن شخصية (ابن عرس) كانت بحاجة لأن يتم تناولها بتفاصيل ودقة أكثر، ربما احتاجت لرواية كاملة.
حضر الندوة لفيف من المثقفين والإعلاميين والأكاديميين، وشهدتها قاعة طه حسين بنقابة الصحفيين.















