أوبرا تتهم مايكروسوفت بممارسات احتكارية وتطالب بتحقيق رسمي

قدّمت شركة "أوبرا" النرويجية، المطورة لأحد أبرز متصفحات الإنترنت، شكوى رسمية ضد شركة "مايكروسوفت" إلى المجلس الإداري للدفاع الاقتصادي في البرازيل (CADE)، متهمة عملاق البرمجيات بانتهاك قواعد المنافسة وخلق بيئة غير عادلة أمام المتصفحات المنافسة لمتصفح "إيدج" التابع لها.
تستند الشكوى إلى اتهامات متكررة توجهها أوبرا لمايكروسوفت تتعلق بطريقة توزيع متصفح إيدج مع نظام التشغيل ويندوز، حيث يتم تثبيت المتصفح بشكل مسبق على الأجهزة دون منح فرصة عادلة للمتصفحات الأخرى بالظهور أو التثبيت بنفس السهولة. وترى أوبرا أن هذه الممارسة تضعف قدرة المستخدمين على الوصول بسهولة إلى خيارات بديلة، وتُقيّد حرية التفضيل، ما يؤدي في النهاية إلى تقويض المنافسة في سوق المتصفحات.
وجاء في تصريح رسمي لآرون ماك بارلان، المستشار القانوني العام لشركة أوبرا: "مايكروسوفت تُحبط المنافسة في سوق المتصفحات عند كل منعطف. فهي لا تتيح لمتصفحات مثل أوبرا فرصة التثبيت المسبق، ثم تستخدم أساليب معقدة وتصميمات مُضللة لتثبيط المستخدمين عن تحميل واستخدام المتصفحات المنافسة".
وتُشير أوبرا إلى أن مايكروسوفت لا تكتفي بمجرد تثبيت متصفحها بشكل افتراضي، بل تتبع أيضًا أنماط تصميم "مظلمة" – وهي طرق تصميمية تهدف إلى التأثير على قرارات المستخدمين بطريقة غير مباشرة – لتقليل احتمال استخدام متصفحات بديلة. وتشمل هذه الأساليب النوافذ المنبثقة المُضلّلة، وإعادة التوجيه المتكررة، وخيارات الإعدادات غير الواضحة، ما يجعل تغيير المتصفح الافتراضي على نظام ويندوز أكثر صعوبة للمستخدم العادي.
هذه الخطوة القانونية ليست الأولى من نوعها في تاريخ العلاقة بين أوبرا ومايكروسوفت. ففي عام 2007، رفعت أوبرا دعوى قضائية ضد مايكروسوفت في الاتحاد الأوروبي، متهمة إياها باحتكار سوق المتصفحات من خلال دمج متصفح إنترنت إكسبلورر بشكل افتراضي في نظام ويندوز. وقد أدى ذلك في النهاية إلى فرض غرامات على مايكروسوفت وإجبارها على تقديم "شاشة اختيار" تسمح للمستخدمين باختيار متصفحهم المفضل.
وفي العام الماضي، دعت أوبرا أيضًا المفوضية الأوروبية إلى تصنيف متصفح مايكروسوفت إيدج كـ"حارس بوابة" بموجب قانون الأسواق الرقمية الأوروبي، ما من شأنه أن يُخضع المتصفح لقواعد أكثر صرامة تضمن حياد المنصة وتكافؤ الفرص للمنافسين. وما تزال هذه القضية قيد النظر في مؤسسات الاتحاد الأوروبي.
يُذكر أن سوق المتصفحات يشهد منذ سنوات منافسة شرسة، تقودها متصفحات مثل جوجل كروم، وموزيلا فايرفوكس، وأوبرا، إلى جانب إيدج. وترى الشركات الصغيرة والناشئة في هذا القطاع أن التحكم في نقاط الدخول الأساسية، مثل أنظمة التشغيل، يضعها في موقع ضعف أمام اللاعبين الكبار الذين يمتلكون البنية التحتية والنفوذ داخل النظام نفسه.
التحرك القانوني لأوبرا في البرازيل قد يكون مؤشرًا على توجه أوسع للشركة في التصدي لممارسات تعتبرها غير عادلة في أسواق متعددة، خاصةً مع تزايد التدقيق العالمي على شركات التكنولوجيا الكبرى فيما يتعلق بالاحتكار والمنافسة الرقمية، ومن المتوقع أن يُتابع المراقبون تطورات هذه القضية عن كثب، خصوصًا إذا قرر CADE فتح تحقيق رسمي ضد مايكروسوفت.