عاجل
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

هل الأفضل تأخير صلاة العشاء عن أول وقتها؟

بوابة الوفد الإلكترونية

يطرح الكثير سؤالًا متكررًا حول أفضل وقت لأداء صلاة العشاء، وهل يُستحب أداؤها في أول وقتها، أم أن تأخيرها إلى ثلث الليل أو نصفه أفضل؟ خاصة مع وجود أحاديث نبوية تشير إلى مشروعية التأخير، وقد أجابت دار الإفتاء المصرية على هذا التساؤل مستندة إلى أقوال الفقهاء والأحاديث النبوية الثابتة.

 حكم تأخير صلاة العشاء في الفقه الإسلامي

استدل عدد من فقهاء المذاهب الإسلامية على أن تأخير صلاة العشاء عن أول وقتها أفضل، بشرط ألا يُشكل ذلك مشقة على المصلين، وهو مذهب الحنفية، والحنابلة، وقول للإمام مالك، وقول للشافعي، وبه قال أكثر أهل العلم، ومنهم الإمام ابن حزم، والإمام عالشوكاني.

وقد استندوا إلى ما ورد عن الصحابي سيار بن سلامة، حيث قال: "دخلتُ أنا وأبي على أبي برزة الأسلمي، فقال له أبي: كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي المكتوبة؟ فقال: «... وكان يستحب أن يُؤخِّر العشاء، التي تدعونها العَتَمة، وكان يكره النوم قبلها، والحديث بعدها»" [رواه البخاري ومسلم].

كما جاء عن جابر بن سمرة رضي الله عنه أنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُؤخر صلاة العشاء الآخرة" [رواه مسلم].

دار الإفتاء المصرية: تأخير العشاء إلى ثلث الليل أو نصفه من السنة

أكدت دار الإفتاء المصرية أن ما ورد في الأحاديث النبوية الثابتة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يدل على أفضلية تأخير صلاة العشاء إلى ثلث الليل أو نصفه، إذا لم يترتب على ذلك مشقة.

ومن الأحاديث التي استشهدت بها الدار:

ما رواه الترمذي عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِندَ كُلِّ صَلَاةٍ، وَلَأَخَّرْتُ صَلَاةَ الْعِشَاءِ إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ»
[رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح].

وما رواه الترمذي أيضًا عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ أَنْ يُؤَخِّرُوا الْعِشَاءَ إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ أَوْ نِصْفِهِ»
[حديث حسن صحيح].

 آراء الفقهاء في تأخير العشاء

نقلت دار الإفتاء أقوالًا موثقة لعدد من كبار العلماء الذين أكدوا فضل تأخير العشاء، ومنهم:

قال الإمام النووي في كتاب "المجموع" (ج3، ص59-60):
"فهذه أحاديث صحاح في فضيلة التأخير، وهو مذهب أبي حنيفة وأحمد وإسحاق وآخرين، وحكاه الترمذي عن أكثر العلماء من الصحابة والتابعين، ونقله ابن المنذر عن ابن مسعود وابن عباس والشافعي وأبي حنيفة.. وهو أقوى دليلًا للأحاديث السابقة."

وأشار إلى أن هذا التأخير يكون أفضل لمن يعلم من نفسه أنه لا يغلبه النوم أو الكسل، وإلا فتعجيلها أولى.

وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني في "فتح الباري" (ج2، ص48):
"من وجد به قوة على تأخيرها – أي: العشاء – ولم يغلبه النوم، ولم يشق على أحد من المأمومين، فالتأخير في حقه أفضل، وقد قرر النووي ذلك في "شرح مسلم"، وهو اختيار كثير من أهل الحديث من الشافعية وغيرهم."

 شوقي علام: الأفضلية مشروطة بعدم المشقة

وفي سياق متصل، قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية السابق، إن الأحاديث الصحيحة تؤكد أن الأفضلية في تأخير صلاة العشاء عن أول وقتها إلى ثلث الليل أو نصفه، لكنها ليست على إطلاقها.

وأوضح "علام" أن هذه الأفضلية تثبت في حق النساء مطلقًا، وكذلك في حق من لا يحضرون صلاة الجماعة لعذر شرعي.

أما الرجال القادرون على الجماعة، فإن الأفضلية لا تثبت إلا إذا كانوا جماعة في مكان ليس حولهم مسجد، فإذا كان هناك مسجد جامع قريب، فلا أفضلية في ترك الجماعة من أجل تأخيرها مع جماعة أخرى في غير مسجد.

وأشار إلى أنه إذا ترتب على تأخير الصلاة مشقة على المأمومين، فإن الأفضلية تسقط أيضًا، ويُستحب تعجيلها في هذه الحالة.