إيران وإسرائيل على حافة المواجهة .. وطهران ترفع سقف شروط العودة للمفاوضات

أطلقت إيران رسائل سياسية مشفرة وواضحة على حد سواء، مفادها أن العودة إلى طاولة المفاوضات لن تكون كما كانت، وأن التفاوض مع واشنطن لن يستأنف إلا بثمن سياسى ومادى باهظ.
وكشف وزير الخارجية الإيرانى، عباس عراقجى، عن تبادل للرسائل مع المبعوث الأمريكى ويتكوف، وأكد أن أى حوار مقبل لا يمكن أن يبدأ دون «إجراءات لبناء الثقة»، تتصدرها تعويضات مالية عن الأضرار التى لحقت بإيران نتيجة الهجمات الأمريكية، وضمانات أمنية بعدم تكرار أى هجوم مستقبلي.
وأضاف عراقجي، أن الولايات المتحدة لا يمكنها أن تتوقع استئناف المفاوضات من النقطة التى توقفت عندها الجولات السابقة، بل يجب فتح صفحة جديدة كلياً، بما يعكس الواقع الاستراتيجى الجديد فى أعقاب الحرب.
وصرح «عراقجى» بأن على الولايات المتحدة أن تفسر سبب مهاجمتها إيران فى خضم المفاوضات وضمان عدم تكرار ذلك، كما أكد أنه على الولايات المتحدة تعويض إيران عن الأضرار التى سببتها، وأشار إلى أن إمكانية استمرار المفاوضات مع واشنطن لا تزال قائمة، لكن الكثيرين فى إيران يبدون الآن تشككا كبيرا فى المبادرات الدبلوماسية الأمريكية.
وحذر رئيس مجلس الشورى الإيرانى، محمد باقر قاليباف، الخميس، خلال لقاء مع وفد عماني، من فخ التفاوض مع واشنطن.
وأفاد تقرير أمريكى بأن المخاوف ازدادت من احتمال شن إسرائيل عملية عسكرية واسعة توجه ضربة قاضية للبرنامج النووى الإيراني، خصوصا بعدما أعلنت مجموعة قرصنة إيرانية اختراق شركة ماناميم القابضة للصناعات الغذائية.
وقالت وكالة تسنيم الإيرانية، إن هذه الشركة تعد موردا رئيسيا للغذاء والدعم اللوجستى للجيش الإسرائيلى فى غزة، وأكدت وكالة مهر الإيرانية، أن هذه الجماعة هى «جبهة إسناد» الإلكترونية، أعلنت تأسيسها عقب الحرب مع إسرائيل فى يونيو الماضى، وتبنت «جبهة إسناد» هجوما سيبرانيا استهدف استخبارات الحكومة الإسرائيلية، واعتبر التقرير أن هذه العملية تعكس الحرب التى اشتعلت بين إسرائيل وإيران، منذ حرب الـ12 يوما.
وبدورها، انتقدت إيران، أمس، الاتهامات الغربية لها بانتهاج سياسة «اغتيالات وعمليات خطف» فى أوروبا وأمريكا الشمالية، واعتبرتها «بلا أساس».
نفت وزارة الخارجية الإيرانية الاتهامات الأمريكية الغربية لطهران بشأن مخططات «خطف واغتيال» خارجية، ووصفت الخارجية الايرانية فى بيان، الاتهامات بأنها «مضحكة وعارية عن الصحة».
كما أكدت بأن تلك التصريحات جاءت فى اطار سياسة الإسقاط الواضحة والمحاولات الرامية إلى صرف الرأى العام عن أهم القضايا الراهنة، أى جرائم الإبادة والقتل الجماعى القائمة فى فلسطين المحتلة.
وقال إسماعيل بقائي، المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إن البيان الذى أصدرته الولايات المتحدة ودول غربية، ويتهم إيران باستهداف معارضين وصحفيين ومسئولين، هو تكرار لاتهامات باطلة وسخيفة ضد طهران، ورأى «بقائى» أن هذا الاتهام محاولة لصرف الرأى العام عن الإبادة الجماعية فى غزة ضمن حملة لتخويف العالم من إيران.
واتهم «بقائى» الدول الموقعة على البيان، كالولايات المتحدة وفرنسا، باستضافة «عناصر وجماعات إرهابية»، داعيا إياها إلى «تحمل مسئولية دعم الإرهاب بما يخالف القانون الدولي».
ونددت الولايات المتحدة و13 دولة غربية، فى بيان، الخميس، بتصاعد مؤامرات الاغتيال والخطف والإيذاء التى تحاك من أجهزة المخابرات الإيرانية ضد أفراد فى أوروبا وأمريكا الشمالية.
وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن الموقعين على البيان نددوا «بتزايد التهديدات» من أجهزة المخابرات الإيرانية فى بلدانهم، وأضاف البيان الصادر عن حكومات الولايات المتحدة وبريطانيا وألبانيا والنمسا وبلجيكا وكندا وجمهورية التشيك والدنمارك وفنلندا وفرنسا وألمانيا وهولندا وإسبانيا والسويد، أنه «نحن متحدون فى معارضتنا لمحاولات أجهزة المخابرات الإيرانية قتل الناس وخطفهم وإيذائهم فى أوروبا وأمريكا الشمالية، فى انتهاك واضح لسيادتنا».
وأضاف البيان «تتعاون هذه الأجهزة على نحو متزايد مع منظمات إجرامية دولية لاستهداف صحافيين ومعارضين ومواطنين يهود ومسئولين حاليين وسابقين فى أوروبا وأمريكا الشمالية. هذا الأمر غير مقبول».
وحذرت لجنة الاستخبارات والأمن فى البرلمان البريطاني، فى وقت سابق من الشهر الحالي، من أن مخاطر شن إيران هجمات على الأراضى البريطانية ازداد «بشكل كبير» مع ما لا يقل عن 15 محاولة قتل أو خطف منذ عام 2022.