رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

سر تراجع الولايات المتحدة عن حظر تصدير رقائق الذكاء الاصطناعي إلى الصين

بوابة الوفد الإلكترونية

 في تطور جديد قد يعيد تشكيل ملامح الصراع التكنولوجي بين الولايات المتحدة والصين، كشفت تقارير صحفية، أن إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، قررت تجميد القيود المفروضة على تصدير رقائق الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة إلى الصين، بشكل مؤقت. ويبدو أن هذه الخطوة جاءت بدافع سياسي بالأساس، في محاولة لتمهيد الطريق للقاء محتمل بين ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ، في إطار مساعٍ لعقد صفقة تجارية خلال العام الجاري، بحسب ما نقلته صحيفة "فاينانشال تايمز" عن مصادر مطلعة.

 وكانت واشنطن فرضت في وقت سابق عبر وزارة التجارة قيودًا صارمة على شركات التكنولوجيا الأمريكية، وعلى رأسها إنفيديا (NVIDIA)، لمنع تصدير الرقائق المتقدمة التي تدخل في تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي، وسط مخاوف من استخدامها في تعزيز القدرات العسكرية لبكين. لكن ثمانية مصادر، من بينهم مسؤولون أمريكيون حاليون وسابقون، أكدوا أن الوزارة تلقت تعليمات غير رسمية بتأجيل أي خطوات تصعيدية جديدة ضد بكين، تجنبًا لأي رد فعل قد يشمل حظر الصين لتصدير المعادن النادرة والمغناطيسات الحيوية، وهي عناصر حيوية للصناعات الإلكترونية والعسكرية الأمريكية.

 وجاء هذا التراجع ليتماشى مع إعلان شركة إنفيديا الأسبوع الماضي، التي أكدت أن الحكومة الأمريكية منحتها الضوء الأخضر لاستئناف بيع رقائق الذكاء الاصطناعي إلى الصين، بعد توقف مؤقت. وأشارت الشركة في بيان رسمي إلى أنها تأمل في استئناف عمليات التوريد قريبًا، ما يعكس انفراجة مؤقتة في القيود التجارية.

 ورغم هذه الانفراجة، أبدى عدد من الخبراء والمسؤولين السابقين في الأمن القومي الأمريكي قلقهم البالغ إزاء تداعيات هذه الخطوة. فقد وجه 20 مسؤولًا سابقًا، من بينهم أعضاء في إدارة ترامب، رسالة إلى وزارة التجارة حذروا فيها من أن تخفيف القيود قد يُهدد "التفوق الاقتصادي والعسكري للولايات المتحدة في مجال الذكاء الاصطناعي"، مؤكدين أن السماح بتصدير هذه الرقائق يُغذي البنية التحتية التكنولوجية الصينية، خصوصًا في المجالات العسكرية.

 هذا التراجع المؤقت في القيود يُسلّط الضوء على التوازن الحرج بين المصالح الاقتصادية والعلاقات الجيوسياسية في ملف التكنولوجيا الفائقة، وبينما تسعى الولايات المتحدة للحفاظ على تفوقها الاستراتيجي في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة المتقدمة، فإن التنافس مع الصين يفرض تحديات متزايدة تتطلب قرارات دقيقة ومُحسوبة في كل مرحلة.