معبر رفح.. استمرار دخول المساعدات إلى غزة في ظل جهود مصرية مكثفة

قال رمضان المطعني، مراسل "القاهرة الإخبارية" من معبر رفح، أن منذ الساعة الخامسة والنصف صباحًا، توافدت عشرات الشاحنات المحملة بآلاف الأطنان من المواد الغذائية والطبية، بينها حليب وأرز وسلال غذائية متنوعة، استعدادًا للعبور إلى قطاع غزة، مشيرًا إلى أن الفوج الرابع من القافلة يستعد حاليًا للتحرك، بعد إنهاء المراجعات النهائية على الشاحنات والأوراق الخاصة بنوعية وكمية المساعدات.
القافلة الخامسة
وأضاف، خلال مداخلة ببرنامج "صباح جديد"، المذاع على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن القافلة الخامسة من المتوقع أن تتجاوز حمولة جميع القوافل السابقة مجتمعة، حيث من المقرر أن تتخطى 6 آلاف طن من المواد الغذائية والطبية، ضمن المبادرة التي أطلقتها مصر لدعم أهالي غزة، والتي تُعد من أكبر المبادرات الإنسانية في المنطقة منذ 7 أكتوبر.
ووفقًا للمطعنـي، فإن إجمالي المساعدات التي دخلت غزة منذ اندلاع الأزمة يتجاوز 75 ألف طن، وأكثر من 35 ألف شاحنة، معظمها مصرية، عبرت سواء من معبر رفح أو كرم أبو سالم، رغم التعطيلات التي تطرأ أحيانًا بسبب القيود التي تفرضها سلطات الاحتلال في معبر كرم أبو سالم.
حركة دخول الشاحنات تسير بوتيرة أبطأ حاليًا بسبب الازدحام داخل المعبر الإسرائيلي
وأشار إلى أن حركة دخول الشاحنات تسير بوتيرة أبطأ حاليًا بسبب الازدحام داخل المعبر الإسرائيلي، حيث تبلغ المسافة بين معبر رفح ومعبر كرم أبو سالم نحو 4 كيلومترات، وتعمل السلطات المصرية على تقليص أي عوائق عبر فتح بوابة جانبية لتسهيل المرور المباشر.
كما أكد المطعني أنه لا توجد أي معوقات من الجانب المصري، مشيدًا بجهود أكثر من 35 ألف متطوع من الهلال الأحمر المصري، يعملون على مدار الساعة في التجهيز والإعداد، ومؤكدًا أن مصر تعمل على سد كل الذرائع التي قد تستخدمها سلطات الاحتلال لمنع دخول المساعدات.
المبادرات النوعية
ومن ضمن المبادرات النوعية، أشار إلى المخبز الآلي الجديد الذي أطلقه الهلال الأحمر المصري ضمن القافلة الخامسة، والذي سيُنتج آلاف الأرغفة الطازجة يوميًا، لدعم الأمن الغذائي داخل القطاع.
على صعيد متصل، قال الكاتب الصحفي ضياء رشوان، إنّ مصر وغزة وإسرائيل مشتركين في معبر كرم أبو سالم، ولكن جيش الاحتلال الإسرائيلي لأنه الطرف المحتل يفتش جميع المشاحنات في أثناء دخولها غزة، ولا يوجد أي قوة في الأرض تمنعه من التفتيش، وبالتالي، فإنه يستبعد من هذه الشاحنات ما يريد.
وأضاف رشوان، في حواره مع الإعلامي محمود السعيد، مقدم برنامج "ستوديو إكسترا"، عبر قناة "إكسترا نيوز": "بالنسبة إلى مطالبات السماح بإدخال شاحنات المساعدات إلى غزة، لنفترض، أن هذه الشاحنات عبرت إلى الناحية الأخرى، فستكون أول خطوة هي الدخول كرم أبو سالم، الذي يشهد أهم تجمع للجيش الإسرائيلي خارج غزة".
وتابع: "عندما تصل هذه الشاحنات إلى كرم أبو سالم حيث جيش الاحتلال الإسرائيلي، هل يمكن لسائقي الشاحنات ومن معهم إجبار جيش الاحتلال على دخول الشاحنات قطاع غزة".
وأردف: "لنفترض أن الجيش الإسرائيلي خضع لمن لا نعرف كيف سيخضع لهم، ثم فتح الباب للشاحنات.. نقول، إن الجيش الإسرائيلي يسيطر على كل الطرق، ومن ثم، فإن الذهاب من شرق غزة حيث معبر كرم أبو سالم حتى غربها في البحر الأبيض المتوسط سيكون به مجازفة".
وواصل: "في يناير، كانت الشاحنات المصرية التي تدخل كرم أبو سالم وتفرغ بعدها على شاحنات فلسطينية يحصل عليها سائقون فلسطينيون ويقومون بإدخالها في أنحاء القطاع، ونتيجة الضغط الشديد على الشاحنات، قررت مصر أن الشاحنات المصرية ستدخل بسائقيها المصريين من معبر كرم أبو سالم حتى الشمال في جباليا.. وبالتالي، فإننا نسأل، هل يمكن لجنسيات مختلفة أن تكون بين السائقين كي يحرجوا الإسرائيليين، نتحدث مثلا عن جنسيات أمريكية وأوروبية؟".
وأردف: "هل سيسمح الجيش الإسرائيلي بالدخول، مع العلم أنه كان يفتش الشاحنات رغم دخولها في فترة الاتفاقات، وكان التفتيش يستغرق وقتًا، وبالتالي، فإننا نسأل، ما القوة الجبرية التي يمكن تجعل هذا الجيش الذي لم يتورع عن قتل 60 ألف إنسان وجرح 150 ألف آخرين يتخلى عن إجرامه فجأة نتيجة وجود شاحنات بداخلها أشخاص طيبون وصلوا حتى كرم أبو سالم".
وواصل: "ورغم ذلك، نفرض أن هذه الشاحنات دخلت غزة، وهي منطقة القتال الأساسية الآن، هل سيتمتع الجيش الإسرائيلي -فجأة- بتسامح إنساني غير مفهوم وغير معقول فيسمح لهذه الشاحنات أن تمشي على أهم محورين أمنيين وهما فيلادلفيا وموراج؟!".