تعليق إسرائيلي على وفاة لطفي لبيب

علق روعي كايس، مراسل قناة “كان” العبرية، ورئيس قسم الشئون العربية، على وفاة الفنان لطفي لبيب.
ونشر المراسل الصهيوني، على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي “إكس” صورة للفنان الراحل مقتطعة من فيلم “السفارة في العمارة” والذي قام فيها بدور السفير الإسرائيلي في القاهرة، معلقا عليها: "الزاوية الإسرائيلية: لعب لبيب دور السفير الإسرائيلي في مصر في الفيلم الأيقوني السفارة في العمارة إلى جانب عادل إمام الزعيم".

وفي تغريدة أخرى، سطر “كايس”: “مصر تحزن لوفاة صاحب الابتسامة الفنان لطفي لبيب عن 78 عامًا”، ناشرا صورة له مع قس.

وغيّب الموت عن عالمنا، اليوم الأربعاء، الفنان القدير لطفي لبيب عن عمر ناهز 77 عامًا، تاركًا وراءه إرثًا فنيًا غنيًا ومواقف وطنية لا تُنسى.
ولم يكن لبيب مجرد ممثل بارع أثرى السينما والدراما المصرية بأدواره المتنوعة، بل كان أيضًا صوتًا مدافعًا عن قضايا أمته، وفي القلب منها القضية الفلسطينية.
ويظل دوره الأيقوني في فيلم "السفارة في العمارة" علامة فارقة في مسيرته، حيث جسّد شخصية إسرائيلية ببراعة أثارت الجدل، لكنه في الوقت ذاته، لم يتوانَ عن التعبير عن موقفه الرافض للتطبيع، مؤكدًا أن الفن رسالة والوطنية مبدأ لا يتجزأ.
وكان الفنان لطفي لبيب روى موقفًا يعكس موقفه الوطني بعد مشاركته في دور السفير الإسرائيلي بفيلم السفارة في العمارة والذي أنتج في 2005، كاشفًا عن تفاصيل مثيرة وكواليس غير معروفة مع الإعلامي تامر أمين، مقدم برنامج آخر النهار على قناة “النهار”.
وتناول لبيب في حديثه كيفية عرض الدور عليه، وتخوفاته الأولية، ونجاحه في تقديم شخصية مثيرة للجدل، إضافة إلى موقفه الحاسم من التكريم الإسرائيلي.
وأوضح لطفي لبيب أن الفنان عادل إمام هو من بادر بالاتصال به شخصيًا وعرض عليه دور "السفير الإسرائيلي" في الفيلم.
واعترف لبيب بتردده الأولي في قبول الدور، خشية أن يتسبب تجسيد شخصية إسرائيلية في كراهية الجمهور له، مشيرا إلى أن الفنان محمد هنيدي حذره من هذه النقطة بالتحديد، إلا أن المخرج سعيد حامد لعب دورًا محوريًا في تشجيعه، مؤكدًا له أن الدور سيكون "علامة فارقة" في مسيرته الفنية، وهو ما حدث بالفعل.
وتميز أداء لطفي لبيب في الفيلم بقدرته على تقديم الشخصية بطريقة جعلت الجمهور لا يكرهها، على الرغم من السمعة العامة التي تحملها هذه الشخصية في الوعي الجمعي.
ولفت لبيب إلى أن اللمسة الكوميدية الوحيدة التي نالت إعجاب الجمهور في الفيلم كانت فكرة عادل إمام بأن يأخذ لطفي لبيب "التورتة" معه عند مغادرته، وهو ما أضاف بعدًا فكاهيًا للموقف.
رفض قاطع لتكريم السفارة الإسرائيلية
في ختام حديثه، أكد لطفي لبيب أنه تلقى دعوة للتكريم من السفارة الإسرائيلية لكنه رفضها فورًا وبشكل قاطع.
وبرر رفضه هذا بعدة أسباب، منها الإجراءات التعسفية والانتهاكات المتواصلة ضد الفلسطينيين، إضافة إلى مبدأ أساسي يتبناه: "لا يمكن محاربتهم ثم الذهاب إليهم"، مؤكدًا بذلك موقفه الوطني والرافض للتطبيع.
الحرب ضد إسرائيل
وبعيدًا عن أضواء الفن، بدأت مسيرة لطفي لبيب الفعلية على أرض المعركة. فبعد تخرجه من المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1970، شارك كجندي في حرب أكتوبر المجيدة.
ولم تكن تلك مجرد مشاركة عابرة، بل كانت تجربة عميقة وثّقها لبيب بنفسه في كتابه "الكتيبة 26"، وفي هذا الكتاب، يروي لبيب تفاصيل بطولات الجنود المصريين، ويخلّد ذكرى رفاق السلاح الذين واجهوا الموت بشجاعة من أجل الوطن.
بعد عودته من جبهات القتال في عام 1981، استأنف لبيب مسيرته الفنية، وسرعان ما حجز لنفسه مكانة مميزة في الساحة الفنية.
اقرأ المزيد..