رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

«مكة» ماتت من الجوع يا عرب

بوابة الوفد الإلكترونية

 

300 ألف طفل و150 ألف حامل فى مرمى الموت بسلاح التجويع

مجلس النواب اليهودى البريطانى يطالب إسرائيل والعالم بضخ المساعدات لغزة

 

من منا لا يحب اسم  «مكة» ويتوق لشعابها هناك حيث بيت الله العتيق.. بيت الله الحرام.. ماتت «مكة» براءة غزة الموءودة فى بلاد المسلمين، ماتت الطفلة الفلسطينية الرضيعة «مكة الغرابلي» جوعًا، فى بلاد ترفع شعار الإسلام، لكنها خذلت طفلتها.. ماتت فى أرض تدعى الإنسانية، لكنها منعت عنها الحليب والدواء. حاصر الاحتلال «مكة» الرضيعة ومنع عنها حليب الأطفال، سرق طعامها ونهش الجوع جسدها الغض وأطفأ نور عينيها للأبد. نحب اسمك لأنه يذكرنا بمكة الطاهرة، لكن تتار العصر جعلوه شاهدًا على مجاعة فى بلاد المسلمين.

صارت «مكة» نداء، ووجهًا وثيقة إدانة للعالم كله. فالطفلة البرئية لم تقتَل بصاروخ… بل قتلت بصمت الجميع. بجوع متعمد، وحصار جائر، وعالم لا يرى إلا حين يشاء.

وتتواصل حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة لليوم الـ663 على التوالى، وسط استشهاد وإصابة المئات بينما لم تتوقف المجازر التى تستهدف الأطفال والنساء، إلى جانب حرب التجويع التى تنهش أجساد الأطفال والرضع، وتوقع حالات وفاة بينهم يوميًا.

وأعلنت منظمة العمل ضد الجوع عن أن المجاعة فى قطاع غزة تزداد حدة، مشيرة إلى نقل أكثر من 20 ألف طفل للمستشفيات بسبب سوء التغذية الحاد، فيما يواجه 300 ألف طفل دون الخامسة و150 ألف امرأة حامل ومرضع بحاجة ماسة إلى مكملات علاجية.

وأشار تقرير أممى آخر إلى أن 100% من أهالى القطاع يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائى الحاد، وذلك فى ظل استمرار حرب الإبادة والحصار.

وطالب مجلس النواب اليهودى وهو أكبر منظمة يهودية فى بريطانيا بزيادة سريعة فى مساعدات غزة، وأوضح أن الخطوات الحالية للسماح بدخول مساعدات محدودة لغزة تأخرت كثيرًا لزيادة سريعة ودون قيود فى المساعدات عبر جميع القنوات المتاحة إلى غزة، وحذر من استخدام الغذاء كسلاح حرب من قبل أى طرف فى الصراع.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن ارتفاع حصيلة الإبادة الجماعية الصهيونية للشعب الفلسطينى صاحب الأرض إلى 60 ألفًا و34 شهيدًا و145 ألفًا و870 إصابة منذ السابع من أكتوبر للعام 2023.

الطفلة مكه
الطفلة مكه

ونسف الاحتلال الإسرائيلى مبانى سكنية فى الحى السعودى غرب مدينة رفح جنوب القطاع غزة. ووصل عشرات الشهداء والمصابين إلى مستشفى المعمدانى بمدينة غزة جراء استهداف منزل عائلة أبو لبن فى منطقة الحارة الملونة شرق غزة.

واستقبل مستشفى العودة جثمان طفل انتشل من منطقة المخيم الجديد شمالى النصيرات وسط قطاع غزة جراء استهداف الاحتلال عدة منازل فى وقت سابق.

وأصيب آخرون جراء قصفٍ من مسيّرة إسرائيلية فى محيط كنيسة دير اللاتين بمدينة غزة.

واستشهد 10 وأصيب 70 باستهداف الاحتلال طالبى المساعدات قرب مركز مساعدات شمال مدينة رفح جنوبًا كما ارتقى «نصيف جمال الدحدوح» متأثرًا بجراحه جراء قصف إسرائيلى استهدف منزله فى منطقة النديم بحى الزيتون جنوب شرقى مدينة غزة أمس، ليلتحق بأبنائه الخمسة. واستهدف صاروخ من طائرة مسيّرة إسرائيلية مواصى رفح.

واعتبر مراقبون أن الحراك الأوروبى للاعتراف بدولة فلسطين فى هذا التوقيت بالذات يعكس حجم الحرج الذى باتت تعيشه حكومات هذه الدول أمام شعوبها، فى ظل التجويع الممنهج الذى يطال الفلسطينيين، دون أن تحرّك تلك الدول ساكنًا طيلة نحو أكثر من 660 يومًا من الحرب.

وكشفت مجلة الإيكونوميست البريطانية فى تقرير صادم عن ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين برصاص الاحتلال الإسرائيلى عند نقاط توزيع المساعدات فى قطاع غزة بأكثر من ثمانية أضعاف بين شهرى مايو ويونيو الماضيين بحيث استشهد نحو 800 فلسطينى فى شهر يونيو وحده أثناء محاولتهم الوصول إلى الغذاء.

وتزامن التصعيد الدامى مع بدء عمليات مؤسسة غزة الإنسانية، وهى الجهة الدولية التى أنشأها الاحتلال الإسرائيلى بدعم أمريكى بهدف تنسيق إيصال المساعدات إلى القطاع.

وأكدت المجلة أن ما روج له كخطة لتقليل المعاناة الإنسانية، تحوّل فى الميدان إلى واحدة من أكثر المراحل دمويةً فى سياق المجاعة المستمرة، مع استمرار القصف الإسرائيلى وتقييد الحركة والوصول.

واعتبر رئيس المركز الأوروبى الفلسطينى للإعلام «رائد الصلاحات»، أن خطوة الاعتراف بدولة فلسطين جاءت كذلك بعد انكشاف تواطؤ تلك الحكومات، سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا، فى دعم الاحتلال، كما فضحت ذلك مؤسسات دولية.

وأشار فى تصريحات صحفية، إلى أنّ لهذا الاعتراف آثارًا إيجابية، إذ سيجبر تلك الدول لاحقًا على التعامل مع كيان فلسطينى ذى سيادة وحدود، ويمنحه القدرة على المطالبة بحقوقه فى المحافل الدولية بشكل رسمى وقانونى.

كما سيسقط الاعتراف دور الوساطات الدولية، ويضع الاحتلال فى مواجهة مباشرة مع الدولة الفلسطينية، كما سيضع الدول المعترفة أمام مسئوليات جديدة للضغط على الاحتلال وتهديده مقابل الاستقرار ووقف الاستيطان وضمان الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني.

وكشف مستشار وزارة الخارجية والمغتربين، «أحمد الديك» عن مساعٍ دبلوماسية متقدمة ستفضى قريبًا إلى إعلان خمس دول جديدة اعترافها الرسمى بدولة فلسطين ضمن حراك دولى متصاعد يتوقع أن يتوج بحشد واسع فى 9 سبتمبر المقبل.

وقال الديك «إن هذا التحرك نتيجة تراكم جهود دبلوماسية فلسطينية وعربية مشتركة، فى ظل الجرائم المستمرة التى يرتكبها الاحتلال، من تهجير قسرى وضم زاحف، وعمليات إبادة فى قطاع غزة، إلى جانب محاولات تهويد القدس وتغيير الواقع القانونى والتاريخى القائم فيها».