رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

خط أحمر

أعلن الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون عن أن بلاده ستعترف بفلسطين رسميًا خلال اجتماعات الأمم المتحدة فى سبتمبر، فبدا وكأنه يغرد وحده خارج السرب فى أوروبا وخارجها.

بدا كذلك لأن ألمانيا مثلًا سرعان ما أعلنت عن أنها لا تفكر فى خطوة مماثلة، ثم سرعان ما لحقت بها إيطاليا، فأعلنت جورجيا ميلونى، رئيس الحكومة، عن أن الاعتراف بفلسطين قبل قيامها يمكن أن يؤدى إلى نتيجة عكسية!.. قالت ذلك من دون أن تبين ما هى هذه النتيجة المعاكسة التى تحذر منها هى فى روما.

والحقيقة أنك تشعر بأن ألمانيا وإيطاليا ترغبان فى مسايرة الولايات المتحدة، أكثر منهما اقتناعًا بما أعلنتاه معًا!.. فالرئيس الأمريكى ترامب كان قد أعلن عن أن بلاده ترفض ما يعتزمه ماكرون، وأن ما يتجه إليه الرئيس الفرنسى مسألة بلا قيمة!

ولأن رئيسة الوزراء الإيطالية قريبة من ترامب سياسيًا منذ أن كان مرشحًا فى السباق الرئاسى، فإن ما بادرت إلى إعلانه ليس غريبًا، بل إنه كان متوقعًا قبل أن تعلنه. أما المستشار الألمانى الجديد فهو لا يتوقف منذ جاء إلى دار المستشارية عن إظهار نفسه فى صورة مَنْ يخطب ود واشنطن فى كل الظروف والأحوال.

وإذا عُرف السبب بطُل العجب كما يقال، فالسبب أن الألمان يشعرون بأنهم الأقرب جغرافيًا فى أوروبا إلى روسيا، وبالتالى، فإنهم الأشد تضررًا من الحرب الروسية الأوكرانية إذا ما تجاوزت الحرب حدودها بين طرفيها، ولذلك يخطبون ود الأمريكيين لعلهم يستمرون فى مساعدة الأوكرانيين كما كان الحال أيام الرئيس جو بايدن.

من أجل هذا تخلت ألمانيا وإيطاليا عن فرنسا، ولم تجد باريس من برلين ولا من روما ما يساعدها على أن تمضى فى طريقها نحو إيجاد حل للقضية فى فلسطين. وربما يكون تخلى الدولتين عن فرنسا فى هذا الأمر راجعًا فى جانب منه، إلى أنهما تعرفان رغبة ماكرون منذ وقت مبكر فى قيادة القارة الأوروبية، ولا تريدان أن تمنحاه هذا الشرف من باب الغِيرة السياسية المشروعة بين الدول.

فليس سرًا أن مجلة تايم الأمريكية كانت قد وضعت ماكرون على غلافها عند مجيئه إلى قصر الإليزيه، ووصفته بأنه الرجل القادم فى أوروبا، ولولا أن مجيئه تصادف مع وجود المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل فى الحكم، وبكل ما كان لها من مكانة فى أوروبا، لربما كان ظن المجلة الأمريكية قد تحقق، ولكن هذا لا ينفى أن الرئيس الفرنسى مشغول طول الوقت بما تنبأت به تايم، وليس من المستبعد أن يكون اهتمامه بالقضية فى فلسطين بابًا إلى ما يفكر فيه.