رأس الحكمة.. رؤية وإرادة تصنعان بوابة الاستثمار والسياحة العالمية

تخطو مصر بثبات نحو تحويل منطقة رأس الحكمة، الواقعة على ساحل البحر المتوسط إلى واحدة من أبرز الوجهات السياحية والاستثمارية على مستوى العالم، ضمن خطة استراتيجية لتنمية الساحل الشمالي الغربي وتعظيم الاستفادة من المقومات الطبيعية التي تزخر بها المنطقة من شواطئ خلابة ومياه فيروزية ورمال ناعمة.
طفرة عمرانية واستقطاب استثماري غير مسبوق
تشهد المنطقة في الوقت الراهن حركة تطوير واسعة النطاق، تشمل أعمال البنية التحتية واستقبال شركات كبرى للعمل بالموقع، في خطوة تعكس انطلاق مرحلة جديدة من التنمية المتكاملة والفرص الواعدة.
وبالتزامن مع انطلاق الأعمال التمهيدية لمشروع مدينة رأس الحكمة الجديدة، تشهد المناطق المحيطة تحولات متسارعة، حيث انتعشت الأنشطة التجارية والخدمية تزامنًا مع توافد أعداد كبيرة من العمالة من مختلف محافظات الجمهورية.
"شمس الحكمة".. سكن بديل ونهضة خدمية
وفي السياق ذاته، تشهد منطقة شمس الحكمة، التي تضم قرية رأس الحكمة القديمة والتوسعات العمرانية الجديدة، حركة تطوير نشطة تستهدف تحويلها إلى مجمعات سكنية وتجارية وخدمية لتوفير مساكن بديلة للأهالي المتأثرين بالمشروع.
وقد ساهم النشاط الاستثماري المتزايد في جذب صغار المستثمرين ورجال الأعمال لإقامة مشاريع جديدة، إلى جانب افتتاح العديد من المطاعم والمقاهي والمرافق الخدمية التي تلبي احتياجات آلاف العاملين بالمشروع وتوفر فرص عمل مباشرة وغير مباشرة.
مطار دولي جديد لدعم السياحة والتنمية
وفي خطوة داعمة للبنية التحتية، وافق مجلس الوزراء على تخصيص 1785 فدانًا في محافظة مطروح لصالح وزارة الطيران المدني لإنشاء مطار دولي يخدم مدينة رأس الحكمة.
المشروع يأتي ضمن الشراكة المصرية الإماراتية بقيادة شركة "مدن القابضة"، بتمويل يتجاوز 35 مليار دولار للمرحلة الأولى، ضمن خطة أوسع لتحويل الساحل الشمالي الغربي إلى وجهة عالمية للسياحة والاستثمار.
ومن المقرر أن يتولى صندوق ADQ السيادي الإماراتي، تمويل إنشاء المطار، بينما تتولى مجموعة مطارات أبو ظبي مهام تصميمه وتشغيله، إلى جانب مشاريع أخرى في مجال البنية التحتية مثل الطرق والربط الكهربائي والمرافق العامة.
مكاسب اقتصادية وسياسية كبرى
وفي تصريحات رسمية، أكد رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، في وقت سابق، أن المشروع العملاق سيساهم بشكل مباشر في تحسين الوضع الاقتصادي عبر تدفقات استثمارية كبيرة من العملة الصعبة، مما يساعد على استقرار النقد الأجنبي وتقليل معدلات التضخم والحد من السوق السوداء للدولار.
وأشار إلى أن الحكومة ملتزمة بتعويض أهالي مطروح المتأثرين بالمشروع، مؤكدًا أن مدينة رأس الحكمة الجديدة ستوفر فرص عمل واسعة وتُعد نموذجًا للمدن المتكاملة.
رأس الحكمة.. وجهة سياحية عالمية
تمتد شواطئ رأس الحكمة من الكيلو 170 بطريق الساحل الشمالي وحتى الكيلو 220 بمدينة مرسى مطروح، وتعد من أجمل الشواطئ في العالم بفضل الرمال الصفراء الناعمة والمياه الفيروزية الخلابة.
وتعزز طريق فوكة الجديد الذي تنفذه القوات المسلحة الربط بين القاهرة والساحل الشمالي، حيث تقلصت المسافة إلى نحو 140 كيلومترًا فقط، ما يجعل الوصول إلى رأس الحكمة أكثر سهولة وجاذبية للمستثمرين والسائحين على حد سواء.
ثروة سياحية وثقافية ممتدة
يمتد الساحل الشمالي الغربي بطول نحو 400 كيلومتر من غرب الإسكندرية حتى الحدود الليبية، ويضم عددًا كبيرًا من المواقع الجاذبة للسياحة الشاطئية والثقافية، من بينها مقابر الكومنولث والمقابر الإيطالية والألمانية، ما يتيح إقامة فعاليات ومهرجانات تاريخية تُعيد إحياء أحداث شهدتها هذه المنطقة خلال الحروب العالمية.
نقلة نوعية نحو رؤية 2030
ويمثل مشروع مدينة رأس الحكمة أحد ركائز تنفيذ رؤية مصر 2030، من خلال الدمج بين التنمية العمرانية والسياحية والاستثمارية في إطار واحد.
وتطمح الدولة عبر المشروع إلى استغلال مواردها الطبيعية وموقعها الجغرافي لتوفير مستقبل اقتصادي واجتماعي يلبي طموحات المصريين ويعزز من مكانة مصر الإقليمية والدولية.