رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

اكتشاف مذهل.. حيوان اللاما يساعد في علاج مرض الفصام

حيوان اللاما
حيوان اللاما

حيوان اللاما .. في تطور علمي مثير، أعلن باحثون فرنسيون عن نتائج واعدة لدراسة استخدموا فيها أجسامًا مضادة مشتقة من حيوان اللاما لعلاج العيوب الإدراكية المرتبطة بمرض الفصام لدى فئران التجارب. 

وتمهد هذه النتائج الطريق لفتح آفاق جديدة في علاج أحد أكثر الاضطرابات العقلية تعقيدًا وانتشارًا، والذي يُصيب نحو 3.7 مليون شخص بالغ في الولايات المتحدة وحدها.

أجسام نانوية تعبر الحواجز البيولوجية وتستهدف الدماغ مباشرة

استخدم الفريق العلمي من معهد الجينوم الوظيفي ما يُعرف بـ"الأجسام النانوية" وهي أجزاء صغيرة من الأجسام المضادة المستخلصة من اللاما، تمتاز بقدرتها على النفاذ إلى مناطق في الدماغ محمية عادة بواسطة الحاجز الدموي الدماغي، وهو حاجز فسيولوجي يمنع مرور معظم الجزيئات الكيميائية إلى المخ.

وبعد حقن هذه الجزيئات في عضلات أو أوردة الفئران، لوحظ أنها وصلت بكفاءة إلى مستقبلات معينة في الدماغ مسؤولة عن تنظيم النشاط العصبي.

وظهر أن مجرد حقنة واحدة كانت كافية لإحداث تحسن واضح في الوظائف الإدراكية استمر لأكثر من أسبوع.

تحسين الإدراك من خلال تنشيط النواقل العصبية

يعتمد هذا النهج العلاجي الجديد على تحفيز ناقل عصبي معين يتحكم في توازن الإشارات داخل الدماغ. 

وغالبًا ما يكون هذا التوازن مختلًا لدى المصابين بالفصام، ما يؤدي إلى أعراض مثل الهلاوس والارتباك الذهني والانفصال عن الواقع. 

وأثبتت التجارب أن الأجسام النانوية المصممة من بروتينات اللاما استطاعت استعادة هذا التوازن مؤقتًا لدى الفئران، ما يُشير إلى إمكانية تطوير علاج طويل الأمد للبشر.

أمل في المستقبل.. من التجارب إلى التطبيقات السريرية

وأكد جان فيليب بين، عالم الأحياء الجزيئية والمشارك في الدراسة التي نُشرت في مجلة Nature، أن الأدوية المتوفرة حاليًا تركز بشكل أساسي على تقليل الأعراض الذهانية، لكنها لا تقدم حلاً فعّالاً للعجز الإدراكي الذي يرافق الفصام. 

وأضاف: "ما توصلنا إليه يُظهر أن هناك طريقًا جديدًا ممكنًا لتحسين نوعية حياة المصابين من خلال استهداف جذور الخلل العصبي."

أنظمة مناعية متميزة لحيوانات اللاما في خدمة الطب

لطالما كانت اللاما موضوعًا علميًا مثيرًا بسبب امتلاكها لجهاز مناعي فريد يمكّنها من إنتاج أجسام مضادة صغيرة الحجم وفعالة. 

واستخدم الباحثون هذه الأجسام بنجاح سابقًا في أبحاث علاج كوفيد-19 وأمراض فيروسية أخرى. واليوم، يعزز هذا الاكتشاف الجديد فرص استخدامها في الطب العصبي أيضًا.

أكد الفريق البحثي أن جميع التجارب أُجريت دون تعريض حيوانات اللاما لأي ضرر، وتم إنتاج الأجسام النانوية باستخدام طرق مخبرية دقيقة داخل أطباق بتري. 

ورغم أن النتائج على الفئران كانت إيجابية، إلا أن الباحثين يطالبون الآن بتمويل ودعم لإجراء تجارب سريرية على البشر للتحقق من فاعلية وسلامة العلاج.