رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

بعد إيزاك وجيوكيريس وإكيتيكي.. هل يعود عصر المهاجم التقليدي؟

إيكيتيكي وإيزاك و
إيكيتيكي وإيزاك و جيوركيريس

في وقت سابق من العقد الماضي، كانت كرة القدم تشهد تحولًا في الأدوار الهجومية، حيث كان يُنظر إلى المهاجمين المركزيين على أنهم من الأنواع التقليدية التي بدأت تفقد أهميتها في النظام التكتيكي الحديث.
إلا أن صيف 2025 شهد عودة قوية للمهاجمين التقليديين إلى سوق الانتقالات، مع اهتمام ملحوظ من الأندية الكبرى بالتعاقد مع لاعبين يمتلكون سمات متعددة تجمع بين القوة البدنية، السرعة، والقدرة على التحرك الذكي داخل مناطق الخصم، وهو ما تشرحه "صحيفة جارديان" في تقريرها، حول هذا التحول.

من المهاجمين التقليديين إلى المهاجمين المتكاملين

قبل عقد من الزمن، كانت الفرق الكبرى مثل إسبانيا وألمانيا قد بدأوا في تبني أنماط جديدة للمهاجمين.

 إسبانيا كانت قد توجت ببطولة اليورو 2012 بأسلوب اللعب بدون مهاجم صريح، حيث اعتمدوا على سيسك فابريجاس كـ "نصف مهاجم" (False Nine) وألمانيا، التي تأثرت بالنموذج الإسباني، لجأت إلى توماس مولر في كأس العالم 2014، وابتعدت عن المهاجم التقليدي، إلا أن تراجع الأداء في بعض المباريات دفع المدرب يواكيم لوف للعودة إلى الأساسيات، مع الدفع بـ ميروسلاف كلوزه المخضرم بعد ذلك.

لكن هذا الاتجاه كان محصورًا في بعض الأندية فقط، فقد استمر النجوم مثل سيرجيو أجويرو، هاري كين، ودييجو كوستا في تصدر الهدافين في الدوريات الأوروبية. 
في الدوري الإيطالي، كان ماورو إيكاردي ولوكا توني من أبرز الأسماء، بينما في إسبانيا كان كريستيانو رونالدو هو الهداف الرئيسي مع ريال مدريد بعد أن تحول إلى مهاجم صريح.

 

عودة المهاجمين المركزيين إلى الساحة

ورغم بقاء نمط المهاجمين المتحركين على الأطراف، إلا أن العودة الكبيرة للمهاجمين المركزيين باتت واضحة في الآونة الأخيرة، مع تغير كبير في أساليب لعب الأندية الكبرى. 
من أبرز الأمثلة على ذلك هو تعاقد مانشستر سيتي مع إيرلينج هالاند، والذي أحدث تحولًا في طريقة لعب الفريق تحت قيادة بيب جوارديولا، حيث لم يشارك هالاند في أسلوب اللعب التقليدي الذي يعتمد على تحركات المهاجمين في الخطوط الهجومية، بل تم التركيز على استفادة الفريق من قوته البدنية وحاسته التهديفية.
في جانب آخر، بدأ أرسنال يعاني من نقص واضح في مركز المهاجم التقليدي، حيث كانت تفتقد إلى لاعب قادر على استغلال الفرص وتسجيل الأهداف في المباريات الصعبة. 
وكان ألكسندر إيزاك يعتبر الخيار المثالي لتعزيز هجوم الفريق، لكن التكلفة الباهظة لصفقته التي قد تصل إلى 120 مليون جنيه إسترليني (140 مليون دولار) حالت دون انتقاله.
وبدلاً منه، وقع أرسنال مع فيكتور جيوركيريس، الذي يمتاز بقدراته على التحرك الذكي، لكنه لا يزال في مرحلة بناء نفسه كلاعب هجومي متكامل.

 

إيزاك.. نقطة تحول في صفقات المهاجمين

بات إيزاك ، الذي أثبت نفسه كمهاجم متكامل في الدوري الإنجليزي الممتاز مع نيوكاسل يونايتد، محط أنظار العديد من الأندية الكبرى هذا الصيف. ومع سرعته وقامته العالية وقدرته على التحرك الذكي في مناطق الخصم، بات إيزاك أحد أبرز المهاجمين في أوروبا، ويجد نفسه في قلب التحركات الصيفية.
ومع بقاء ثلاث سنوات في عقده مع نيوكاسل، يرفض النادي التفريط فيه بسهولة، وقد حدد سعرًا قدره 140 مليون جنيه إسترليني، ما يجعل أي محاولة لضم اللاعب تتطلب دفع مبلغ ضخم.

 

ليفربول يغير خططه الهجومية

أما في ليفربول، الذي يسعى لإعادة بناء خطوطه الهجومية، فقد أبدت إدارة النادي اهتمامًا أيضًا بـ إيزاك ، إلا أنهم وبدلاً من ذلك تعاقدوا مع هوجو إكيتيكي من فرانكفورت، الذي كان لاعبا سابقا لـ باريس سان جيرمان، وهو مهاجم شاب يمتلك إمكانيات مشابهة لإيزاك، لكن لا يزال في طور تطوير مهاراته. ليفربول، الذي كان يعتمد في هجومه على النجم محمد صلاح، قد يكون بصدد مرحلة جديدة في المستقبل القريب، حيث تقترب سن صلاح من 33 عامًا، مما يجعل النادي يستعد لمرحلة ما بعد النجم المصري.

 

المهاجمون الجدد.. جواو بيدرو، إيزاك، وإكيتيكي

اليوم، تمثل هذه التعاقدات الجديدة بداية عهد جديد للمهاجمين المركزيين في كرة القدم الحديثة، فالمهاجمين مثل إيزاك وجواو بيدرو يمتلكون مجموعة متنوعة من المهارات التي تجعلهم أكثر تكاملًا من المهاجمين التقليديين.
ومن جهة أخرى، يُتوقع أن يستمر إكيتيكي وبن يامين سيسكو لاعب لايبزيج في تطوير مهاراتهم ليصبحوا المهاجمين المتكاملين الذين يعيدون تعريف دور المهاجم المركزي في الأندية الكبرى.
ومع تحول كرة القدم نحو أنماط جديدة، حيث يبرز المهاجمون المركزيون الذين يمتلكون مجموعة واسعة من المهارات، يبدو أن العصر الجديد للمهاجمين قد بدأ بالفعل. و تتطلع الأندية الكبرى إلى هؤلاء اللاعبين المتكاملين الذين يمكنهم إضافة قيمة هجومية عبر حركاتهم الذكية، وليس فقط عبر قدرتهم على التهديف، مما يشير إلى تحول ملحوظ في استراتيجيات بناء الفرق الكبرى في المستقبل.