رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

زيادة الإنتاج وتحسين الجودة.. الزراعة المكثفة تفتح آفاقاً جديدة أمام المزارعين

بوابة الوفد الإلكترونية

تُعتبر فواكه الخوخ والمشمش والبرقوق من المحاصيل المهمة التي تحظى بإقبال واسع في الأسواق المحلية والعالمية، لما تتمتع به من قيمة غذائية عالية وطعم مميز،  ومع تزايد الطلب عليها، أصبحت الزراعة المكثفة لهذه الأشجار ضرورة ملحة لتحقيق إنتاجية عالية وجودة فائقة تلبي حاجات المستهلكين وتعزز من دخل المزارعين.

تعريف الزراعة المكثفة وأهدافها

الزراعة المكثفة هي نظام زراعي يعتمد على استخدام الموارد الزراعية بشكل مكثف ومدروس لزيادة الإنتاج في وحدة المساحة، مع المحافظة على جودة المحصول، في حالة أشجار الخوخ والمشمش والبرقوق، تهدف الزراعة المكثفة إلى تحقيق نمو سريع وصحي للأشجار، وتحسين جودة الثمار، وتقليل فترة الإنتاج.

الأسس العلمية للزراعة المكثفة:

اختيار الأصناف المناسبة

يعتمد النجاح في الزراعة المكثفة على اختيار أصناف مقاومة للأمراض ومتوافقة مع الظروف المناخية للمنطقة. يفضل اختيار أصناف ذات إنتاجية عالية وجودة ثمرة ممتازة.

التربة المناسبة وإعدادها

تحتاج هذه الأشجار إلى تربة جيدة الصرف، غنية بالمواد العضوية، ومتوسطة الحموضة (pH بين 6 و7). كما يجب تجهيز التربة بعمق لتسهيل نمو الجذور وتوفير بيئة صحية.

في الزراعة المكثفة، يُراعى تقليل التباعد بين الأشجار لزيادة عدد النباتات في الهكتار، لكن مع الحفاظ على مساحة كافية لضمان تهوية جيدة وتعرض كافٍ للشمس.

التسميد المتوازن:

يتطلب النظام المكثف توفير العناصر الغذائية اللازمة في الوقت المناسب وبالكمية الملائمة، سواء عبر الأسمدة العضوية أو الكيميائية، مع مراقبة دورية لحالة التربة والنبات.

تُعد أنظمة الري الحديثة مثل الري بالتنقيط أو الرش من أهم عوامل نجاح الزراعة المكثفة، حيث توفر كميات المياه المطلوبة بدقة، وتقلل من الهدر والتبخر.

التربية المناسبة لأشجار الخوخ والمشمش والبرقوق:

التقليم المنتظم:

يساعد التقليم على تحسين تهوية الأشجار، زيادة تعرض الفروع لأشعة الشمس، وتشكيل هيكل شجري قوي يدعم الإنتاج.

في الزراعة المكثفة، تكون الأشجار أكثر عرضة للآفات والأمراض، لذا يجب اتباع برامج مكافحة متكاملة تشمل الرصد المستمر، الاستخدام الأمثل للمبيدات، والتقنيات البيولوجية.

التحكم في الإزهار والإثمار:

من خلال التغذية السليمة والتقليم المناسب يمكن التحكم في عدد الأزهار والثمار، مما يحسن جودة المنتج ويزيد من مردوده.

تساهم الزراعة المكثفة في زيادة إنتاج الفواكه بشكل كبير، ما يدعم الأمن الغذائي ويزيد من دخل المزارعين، كما تساعد التقنيات الحديثة في تقليل استهلاك المياه والأسمدة، مما يقلل من الأثر البيئي ويعزز الاستدامة الزراعية.

 ومن جانبه، أكد المهندس محمد السيد دنقل، استشاري محاصيل النواة الحجرية، أهمية الاطلاع الدقيق على أسس الزراعة المكثفة والتربية المناسبة لأشجار الخوخ والمشمش والبرقوق، مشيرًا إلى وجود ثلاثة محاور رئيسية تشغل بال المزارعين بشكل متكرر.

أولاً: التربية الكأسية

أوضح دنقل أن النظام الأمثل لتربية أشجار البرقوق في مصر هو نظام التربية الكأسية، وليس الزراعة على الأسلاك كما يعتقد البعض. هذا النظام يُعد الأكثر شيوعًا وفعالية في الظروف المصرية، إذ يسمح بتوزيع جيد للضوء والهواء داخل تاج الشجرة، مما يُحسن من جودة الثمار ويُقلل من فرص الإصابة بالأمراض.

ثانيًا: أسس الزراعة المكثفة

أشار دنقل إلى أن الزراعة المكثفة لأشجار البرقوق تعتمد على طبيعة نمو الأشجار وتنظيم المسافات بينها. وأوضح أن المسافة بين خطوط الزراعة يجب أن تكون حوالي 5 أمتار، وهي مسافة ثابتة لا ينصح بتقليلها، بينما تكون المسافة بين الأشجار داخل الخطوط حوالي مترين فقط، وتُعتبر هذه المسافة مؤقتة تدوم بين 5 إلى 6 سنوات، و بعد هذه المدة، يُنصح بإزالة بعض الأشجار لتتوسع المسافات إلى 4×5 أمتار، وهو التنظيم المثالي الذي يدعم نمو الأشجار وإنتاجيتها على المدى الطويل.

 

ثالثًا: الهدف من التكثيف

شدّد دنقل على أن الهدف من الزراعة المكثفة ليس التزاحم، بل زيادة عدد الأشجار في الفدان خلال السنوات الأولى لرفع الإنتاجية الكلية، مع الحفاظ على التهوية الجيدة وتوافر الضوء الكافي لضمان نمو صحي ومستدام للأشجار.

وختم دنقل بالتأكيد على أن الالتزام بهذه القواعد العلمية البسيطة يحقق أعلى إنتاجية ممكنة وجودة تسويقية ممتازة، مشيرًا إلى ضرورة استشارة المتخصصين عند تصميم بساتين جديدة أو تعديل نظم الزراعة الحالية لضمان أفضل النتائج.