محمد أبو رحاب: البرلمان ليس حكرا على رجال الأعمال.. ومن يشعر بالناس خير من يمثلهم
فى ظل المشهد السياسى والاجتماعى المتغير فى مصر، يبرز اسم الدكتور محمد أبو رحاب، مرشح حزب الوفد فى انتخابات الشيوخ لعام 2025، عن محافظة الجيزة، كأحد الشخصيات الفاعلة التى تجمع بين العمل التربوى والخيرى والنشاط السياسى، ويحمل «أبو رحاب» سجلًا متنوعًا من الخبرات، فهو مدير عام فى التربية والتعليم، ومدرب معتمد على مستوى الجمهورية، إضافة إلى دوره فى الهيئة القومية لضمان جودة التعليم، ورئاسته لجمعية الرحاب الخيرية التى ترعى آلاف الأسر المحتاجة.
< بداية.. حدثنا عن نفسك؟.
<< أنا مدير عام بالتربية والتعليم، حاصل على بكالوريوس التربية، ودبلوم عامة ودبلوم خاصة فى التربية، وماجستير فى التربية، إلى جانب ليسانس حقوق ودبلوم فى القانون، ودبلوم فى الدراسات الإسلامية.
أنا مدرب عام على مستوى الجمهورية، ورئيس فريق بالهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد، وأعمل كذلك كمدير لجمعية الرحاب الخيرية.
< ما هو تاريخك السياسى والبرلمانى حتى الآن؟.
<< بدأت حياتى السياسية بترشحى لمجلس الشورى فى 2012 وحصلت على 6667 صوتًا، ثم خضت انتخابات مجلس الشيوخ 2020، وكانت المنافسة شديدة، وحصلت على 20084 صوتًا رغم أن الدائرة كانت على مستوى محافظة الجيزة بالكامل، وهى دائرة واسعة جدًا، وفى 2025 أخوض التجربة مرة أخرى، وأثق أن دعم الناس سيمكننى من تحقيق نتيجة أفضل.
< حدثنا عن الجانب الخيرى فى حياتك؟.
<< أنا مؤسس جمعية الرحاب للأعمال الخيرية، والتى ترعى أكثر من 5000 أسرة، وتشمل دعمًا للأرامل والمطلقات وذوى الاحتياجات الخاصة، وأنشأنا 25 فصلًا لمحو الأمية منذ 2012، ونمنح شهادات معتمدة للدارسين، ونقدم أيضًا مساعدات رمضانية، ودروسًا مجانية للطلاب. هذا هو دورنا المجتمعى، وهو لا ينفصل عن الدور السياسى.
< هل ترى نفسك قادرًا على المنافسة فى هذه الانتخابات؟
<< بالتأكيد، لو لم أكن قادرًا، لما ترشحت، وأدخل هذه الانتخابات باسم حزب الوفد العريق، وأعتز بأن أرفع رايته فى المجلس، والمنافسة باسمى وباسم الحزب، والوفد له تاريخ وشعبية لا يمكن إنكارها.
< ماذا ستفعل لو وفقك الله وتم انتخابك لمجلس الشيوخ 2025؟
<< سأعمل على ملفات أساسية، وهى المواطنة، وأؤمن بالتعايش بين الجميع. مدير مكتبى قبطى وهو أخ عزيز، كما أعمل مع مسلمين ومشايخ وعلماء، والتعليم، ولدى أبحاث منشورة لتطوير التعليم باستخدام التكنولوجيا، والصحة، وضعت حلولًا لمشكلات كثيرة وأتمنى تنفيذها من خلال المجلس.
< هل ترى أن الانسحاب من الانتخابات حل؟
<< الانسحاب يعنى الاستسلام والضعف، ولا يمثل خيارًا للحزب، ويجب أن يبقى الحزب حاضرًا فى الشارع ومؤثرًا حتى وإن لم يكن لديه نواب فى البرلمان، والمشاركة المستمرة هى مصدر قوة الحزب، وهى السبيل الحقيقى لتحقيق الإصلاح.
< كيف ترى دور الوفد تاريخيًا؟
<< حزب الوفد له تاريخ وطنى عريق يمتد منذ ثورة 1919 وحتى اليوم، فقد كان حاضرًا فى محطات مفصلية، من بينها مشاركته فى ثورة 30 يونيو، وانخراطه فى جبهة الإنقاذ، كما أعلن دعمه للرئيس عبد الفتاح السيسى فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة، ورغم هذا الدور الوطنى المشهود، فإن تمثيل الحزب الحالى فى البرلمان لا يرقى إلى مستوى تاريخه العريق ولا يعكس حجمه الحقيقى على الساحة السياسية.
< هل تأملون فى تعويض ذلك عبر المقاعد الفردية؟
<< نعم، سننافس بقوة فى الفردى، ولدينا 27 لجنة فى الجيزة، وتواصلت بالفعل مع عدد منها، مثل بولاق الدكرور، والوراق، والهرم، وإمبابة، وغيرها.
< هل تعتقد أن مجلس الشيوخ فى مصر يُعطى حقه من الاختصاصات؟
<< الحقيقة أن مجلس الشيوخ المصرى تعرض لظلم مرتين، الأولى على مستوى الدستور، حين جرى تقليص اختصاصاته بشكل ملحوظ فى دستور 2014 مقارنةً بما كان يتمتع به مجلس الشورى قبل إلغائه فى 2012، فالمجلس كان له دور محورى فى التشريعات المكملة للدستور، مناقشة التعديلات الدستورية، والمصادقة على المعاهدات، إلى جانب صلاحيات أخرى واسعة، تم تجريده منها لاحقًا.
أما الظلم الثانى فكان إعلاميًا، إذ لم يحظَ المجلس بالتغطية الإعلامية الكافية، رغم ما قدمه من دراسات ومقترحات مهمة تناولت قضايا جوهرية، وطرحت حلولًا عملية لمشكلات الدولة، وهذا التهميش الإعلامى أضعف حضور المجلس فى وعى المواطن، على الرغم من الجهود التى تُبذل داخله.
< كيف ترى منظومة التعليم الحالية وما هى حلولك لها؟
<< المشكلة الأساسية هى الكثافة داخل الفصول، والحل أن نستغل أراضى الأوقاف والزراعة لبناء مدارس جديدة، وكذلك، يجب إعداد المعلم أولًا بالتدريب والدعم المادى والمعنوى، وأنا أول من اقترح استخدام التكنولوجيا فى التعليم منذ عام 2000، قبل تطبيقها رسميًا.
< هل تؤيد نظام البكالوريا أم تفضل البقاء على الثانوية العامة؟
<< لا يمكن التحول المفاجئ لنظام البكالوريا دون إعداد كوادر مؤهلة، والمعلم غير مدرب حاليًا على شرح ثلاث مواد معًا، والتغيير المفاجئ لا ينجح، يجب أن يكون تدريجيًا ومدروسًا.
< هناك من يجهل أهمية مجلس الشيوخ.. كيف تراه؟
<< مجلس الشيوخ هو الجهة التى تعتمد القوانين بعد تشريعها فى النواب، وهو أيضًا من يراقب الأداء الحكومى، ويحارب الفساد. لا يقتصر دوره على الاعتماد فقط.
< هل أخذت المرأة حقها فى مجلس الشيوخ؟ وماذا عن رجال الأعمال؟
<< تمثيل المرأة ما زال ضعيفًا. والعدد لا يضمن التأثير، وأما رجال الأعمال، فلا يجب أن يحتكروا التمثيل النيابى، ويجب أن يمثل الشعب من يشعر بمعاناته.
< هل ترى النظام الانتخابى الحالى عادلًا؟
<< لا.. الانتخابات تعنى منافسة، ولا منافسة بدون قائمة مضادة، ولدينا أكثر من 100 حزب، لكن معظمها بلا برامج واضحة، وحزب الوفد يملك قاعدة حقيقية، لكنه لم يُمنح فرصته الكافية.
< كيف تقيم أداء الدولة فى ظل الأزمات والتحديات؟
<< الدولة تبذل جهدًا كبيرًا، والرئيس السيسى يقود تنمية شاملة فى كل المحافظات، ويواجه تحديات داخلية وخارجية، وقوتنا العسكرية والاقتصادية الآن تؤهلنا للردع وليس فقط للدفاع.
< رأيك فى الحزم الاجتماعية التى تطلقها الدولة؟
<< دعم مهم جدًا، وبرنامج «تكافل وكرامة» شمل فئات كثيرة وقدم حماية حقيقية للناس المحتاجين، دورنا كجمعيات أن نوصل هذا الدعم لمستحقيه.