دار الإفتاء: "صلاة الغفلة" سنةٌ مستحبة.. وأفضل وقتها بين المغرب والعشاء

أكدت دار الإفتاء أن صلاة الغفلة - وتُعرف أيضًا بصلاة الأوابين - من النوافل المستحبة شرعًا، مشيرة إلى أن أفضل وقت لأدائها هو الفترة بين صلاتَي المغرب والعشاء، وهو وقت يغفل فيه كثير من الناس لانشغالهم بالعَشاء أو الراحة، ولذلك سميت بـ"صلاة الغفلة".
ما هي صلاة الغفلة ولماذا سُميت بهذا الاسم؟
أوضحت دار الإفتاء أن "صلاة الغفلة" تُؤدى بعد صلاة المغرب وقبل صلاة العشاء، وسميت بذلك لأن الناس في هذا التوقيت غالبًا ما يتشاغلون عن العبادة بالعَشاء أو النوم، فيغفل كثيرون عن أداء هذه النافلة.
وسُميت أيضًا بـ"صلاة الأوابين" أي صلاة الرجّاعين إلى الله بالتوبة والطاعة، وقد تواترت تسميتها بهذا الاسم في كتب العلماء، كما أشار إلى ذلك الإمام زكريا الأنصاري والنووي والشبراملسي.
عدد ركعاتها وأحاديث فضلها
ذكرت دار الإفتاء أن في عدد ركعات صلاة الغفلة أقوالًا متعددة، فقد قال بعض العلماء إن أقلها ركعتان، وآخرون قالوا أربع ركعات، بينما قال جمهور الفقهاء إن أوسطها ست ركعات، وأكثرها عشرون ركعة.
واستدلت دار الإفتاء بعدد من الأحاديث، منها:
حديث عن السيدة عائشة رضي الله عنها:«مَن صَلَّى بَينَ المَغرِبِ وَالعِشَاءِ عِشرِينَ رَكعَةً بَنَى اللهُ لَهُ بَيتًا فِي الجَنَّةِ» (رواه الترمذي وابن ماجه)، وحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه: «مَن صَلَّى بَعدَ المَغرِبِ سِتَّ رَكَعَاتٍ لَم يَتَكَلَّم بَينَهُنَّ بِسُوءٍ، عُدِلنَ لَهُ بِعِبَادَةِ ثِنتَي عَشرَةَ سَنَةً» (رواه الترمذي وابن ماجه).
كما أوردت آثارًا عن الصحابة، مثل ما رواه عمار بن ياسر، وعبد الله بن مسعود، الذين كانوا يُكثرون الصلاة في هذا الوقت ويصفونه بـ"ساعة الغفلة"، ورغم أن بعض هذه الأحاديث في إسنادها ضعف، فإن جمهور العلماء يعمل بها في باب الفضائل، وهو أمر مقرر في علم الحديث كما جاء في "فتح المغيث" للإمام السخاوي.
أقوال المذاهب الأربعة في استحبابها
أكدت دار الإفتاء أن جميع المذاهب الفقهية الأربعة - الحنفية، المالكية، الشافعية، والحنابلة - اتفقوا على استحباب هذه الصلاة، واعتبروها من النوافل التي يُندب إليها.
فقد نص ابن عابدين الحنفي، وابن أبي زيد القيرواني المالكي، والمارودي الشافعي، والمرداوي الحنبلي على مشروعيتها، وحثوا على المواظبة عليها باعتبارها نافلة تُجدد التوبة وتُقوّي الصلة بالله.
كيف تُصلّى؟
بحسب الفتوى، فإن صلاة الغفلة تؤدى ركعتين ركعتين (مثنى مثنى)، ويمكن للمسلم أن يختار عدد الركعات حسب طاقته:
ركعتان فقط (وهو الحد الأدنى).
أو أربع أو ست (وهو الأوسط).
أو عشرون ركعة (وهو الأكمل لمن استطاع).
ويُشترط فيها ما يُشترط في النوافل الأخرى من الطهارة والنية والخشوع، ويمكن أداؤها في المنزل أو المسجد.