مساعد وزير الخارجية الفلسطينية الأسبق: الهدنة هشة.. الاحتلال المسؤول عن مأساة غزة
أكد الدكتور ممدوح جبر، مساعد وزير الخارجية الفلسطينية الأسبق، أن ما أعلنته إسرائيل بشأن "الهدنة الإنسانية" في قطاع غزة لا يعدو كونه محاولة شكلية لامتصاص الضغوط الدولية والعربية المتزايدة، في ظل تصاعد المجازر والانتهاكات بحق المدنيين الفلسطينيين، قائلًا إن إسرائيل تمارس خداعًا سياسيًا وعسكريًا، مشيرًا إلى أن إعلانها عن هدنة مؤقتة لا يحمل أي ضمانات حقيقية أو دلائل على إمكانية تحولها إلى وقف دائم لإطلاق النار.
الهدنة في غزة هشة
ووصف “جبر”، خلال مداخلة هاتفية لـ"القاهرة الإخبارية" من لندن، الهدنة بـ"الهشة" التي لا تؤسس لسلام حقيقي أو تهدئة مستدامة، مضيفًا: "رغم هشاشة الخطوة، فإن أي مبادرة تمنح أهلنا في غزة لحظة من الأمن والطمأنينة نرحب بها من منطلق إنساني وأخلاقي"، معربًا عن أمله في أن تكون بداية لانفراجة إنسانية حقيقية.
وشدد على أن معاناة سكان غزة بلغت مستويات مأساوية، لافتًا إلى أن الواقع بات أكثر قسوة من الموت، وأن "رغيف الخبز أصبح يُدفع ثمنه بالدم"، مؤكدًا أن إدخال المساعدات الإنسانية من مصر والأردن يمثل بارقة أمل، تعكس قدرة الدول العربية والإسلامية على دعم الفلسطينيين رغم التحديات.
وحول المسؤول عن الأزمة، قال إن "كل من يملك ذرة من إنسانية يدرك أن إسرائيل، والحركة الصهيونية، واللوبي الداعم لها، هم المسؤولون الأوائل عن الكارثة الإنسانية في غزة"، مشيرًا إلى أن العالم بأسره بات يرى الوجه الحقيقي لـ"الكيان الصهيوني".
وتابع: "لأول مرة في تاريخ إسرائيل، نرى حكومة يمينية متطرفة بهذا الشكل، تضم 24 وزيرًا من أصل 30، في ظل قيادة بنيامين نتنياهو"، مضيفًا أن تحميل أطراف أخرى مسؤولية ما يحدث هو "محض افتراء وتزييف للحقائق"، خصوصًا ما يروج بشأن مصر ودورها في معبر رفح.
وأكد أن هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة، واصفًا إياها بـ"السخيفة"، ومشدّدًا على أن مصر كانت ولا تزال الحاضنة الأساسية للقضية الفلسطينية، مشيدًا بدورها التاريخي ومواقفها الثابتة تجاه الشعب الفلسطيني، وخاصة في قطاع غزة، قائلًا: "أنا فلسطيني تعلمت في مصر، وأفتخر بأنني نشأت في مؤسساتها. ومصر كانت دومًا الأم الحنون لكل فلسطيني وعربي شريف".
وندد بالحملات التحريضية التي تقودها جماعة الإخوان الإرهابية ضد مصر، مؤكدًا أنها محاولات فاشلة لتشويه صورة القاهرة وزرع الفتنة بين الشعوب، داعيًا إلى التمسك بوحدة الصف العربي والإسلامي في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وداعميه.
