رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

بعد إحالتها للتحقيق.. أول تعليق من سعاد صالح على تصريحات الحشيش

سعاد صالح، أستاذ
سعاد صالح، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر

تصاعدت أزمة التصريحات المنسوبة للدكتورة سعاد صالح، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، بشأن "حكم شرب الحشيش"، والتي أدلت بها خلال ظهور إعلامي مؤخرًا، حيث أثارت تلك التصريحات موجة من الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمنصات الإعلامية، ما دفع جامعة الأزهر لإصدار قرار بإحالتها للتحقيق بتهمة الظهور الإعلامي دون تصريح مسبق من الجامعة، طبقًا للوائح التنظيمية.

تصريحات مثيرة.. وفهم خاطئ

في أول رد فعل لها، أكدت الدكتورة سعاد صالح أن تصريحاتها تم اقتطاعها من سياقها، مما تسبب في حالة واسعة من الجدل واللغط، مشيرة إلى أنها تمتلك تسجيلًا صوتيًا للحلقة التي ظهرت فيها، يثبت أنها لم تبحل بشيء خارج نطاق الشريعة الإسلامية.

وقالت: “قلت بالنص إن شرب الحشيش ليس عليه نص صريح بالتحريم، ولكن يتم القياس عليه من خلال تحريم الخمر، وبالتالي فإن الحكم الشرعي واضح؛ شرب الحشيش محرم شرعًا بالقياس على الخمر”.

وأوضحت سعاد صالح أن مصطلح: "لا يوجد نص" قد فُهم بشكل خاطئ على أنه تبرئة أو إباحة، وهو ما يخالف مقصدها تمامًا. 

وتابعت: "المملكة العربية السعودية حرّمت السجائر، رغم عدم وجود نص مباشر بتحريمها، وهذا المثال ينطبق على الحشيش تمامًا، فالقياس الفقهي يعطينا حكم التحريم بوضوح".

اتهام مباشر للقناة: "صناعة ترند"

وعن تصدّرها الترند على مواقع التواصل الاجتماعي، حمّلت سعاد صالح القناة التي ظهرت عبر شاشتها جزءًا من المسئولية في تضخيم الأزمة، قائلة: "أشعر أن هناك تعمدًا في تضخيم الأمر، والتركيز على جملة واحدة دون توضيح ما بعدها، نفس القناة أرسلت لي رابط الحلقة، والمحتوى واضح لا لبس فيه".

وأضافت أن بعض الجهات الإعلامية لا تتعامل مع علماء الدين من منطلق علمي أو فقهي بقدر ما تسعى لصناعة "ترند"، مستغلة جملة مثيرة أو رأيًا فقهيًا مركبًا دون شرح كافٍ، ما يسبب بلبلة للرأي العام ويسيء لصورة العلماء والمؤسسات الدينية.

قرار التحقيق من جامعة الأزهر

بالتوازي مع الجدل الإعلامي، أصدرت جامعة الأزهر قرارًا بإحالة سعاد صالح إلى التحقيق، ليس فقط بسبب مضمون التصريح، ولكن أيضًا بسبب ظهورها الإعلامي دون الحصول على تصريح رسمي من الجامعة، وهو ما يُعد مخالفة للوائح المنظمة لسلوك أعضاء هيئة التدريس.

ورغم صدور القرار، أكدت الدكتورة سعاد صالح أنها حتى الآن لم تتلقَ أي إخطار رسمي من الجامعة بشأن التحقيق، مؤكدة التزامها الكامل بالإجراءات القانونية، واستعدادها للمثول أمام الجهات المختصة، لتوضيح ملابسات التصريحات التي أثارت الجدل.

وقالت: "لم يصلني حتى هذه اللحظة أي قرار رسمي من الجامعة بشأن التحقيق، وإذا طُلب مني المثول أمام لجنة التحقيق فسأقوم بذلك، لأن موقفي واضح وتحت مظلة الفقه الأزهري الذي تربيت عليه".

 

خلفيات فقهية: الحشيش والخمر.. من المنظور الأزهري

من الناحية الفقهية، لا يختلف جمهور العلماء من المذاهب الأربعة على تحريم الحشيش والمخدرات بجميع أنواعها، بناءً على القياس على الخمر، باعتبار أن العلة في التحريم هي "الإسكار أو تغييب العقل"، وهو ما يتحقق في الحشيش وغيره من المواد المخدرة، وقد صدرت عن هيئة كبار العلماء بالأزهر ودار الإفتاء المصرية عشرات الفتاوى التي تؤكد هذا الحكم، وتنفي وجود أي تهاون أو تمييع في هذا الباب.

ورغم أن عدم وجود نص صريح في القرآن أو السنة بتحريم الحشيش قد يُستخدم أحيانًا لترويج الشبهات، فإن جمهور الفقهاء متفق على أن القياس الشرعي كافٍ في هذه الحالة لإثبات التحريم.

أزمة تعكس خللًا في الخطاب الإعلامي والديني

أزمة سعاد صالح الأخيرة تُعيد إلى الواجهة الإشكالية المتكررة بين الإعلام والدين، حيث يُطرح سؤال جوهري: هل يتحمّل الإعلام مسئولية نقل الرأي الفقهي بنزاهة ووضوح؟ أم أن علماء الدين مطالبون بتبسيط خطابهم بما يقطع الطريق على الاجتزاء والتأويل الخاطئ؟

وفي وقت تتوسع فيه مساحة التفاعل الجماهيري مع القضايا الدينية على مواقع التواصل، تزداد الحاجة إلى خطاب ديني دقيق من جهة، وإعلام مسئول من جهة أخرى، يوازن بين الحرية المهنية واحترام قدسية الفقه الديني.