رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

الرضيعة «زينب أبوحليب» ضحية الإجرام الصهيونى

غزة تباد والعالم «يتفرج»

بوابة الوفد الإلكترونية

 

 

100 ألف طفل بينهم 40 ألف رضيع يصارعون الموت 

 

ببطن منتفخ وعينين قتلهما الخذلان ودعت الرضيعة الفلسطينية «زينب أبوحليب» الحياة، قتلتها عصابات الهاجاناه الصهيونية بمنع الحليب عنها وعن آلاف الأطفال وإغلاق المعابر أمام عشرات الآلاف من شاحنات المساعدات على الحدود مع قطاع رفح المحاصر ولن تكون «أبوحليب» الأخيرة فى قافلة شهداء العار الإنسانى.

كغيرها من أطفال غزة، تركت الرضيعة «أبوحليب لمصيرها» بعد أن أنهك الجوع وسوء التغذية جسدها الصغير، ليعلن عن وفاتها، منضمة بذلك إلى سجلات الوفيات الناجمة عن سياسة التجويع الإسرائيلية المستمرة.

وفى مشهد مأساوى مؤلم، أظهرت صور التقطها صحفيون، للطفلة قبيل وفاتها، جلدها وقد التصق بعظامها، وبرز قفصها الصدرى النحيل، وقالت والدتها إنها مكثت بطفلتها 3 أشهر فى المستشفى دون فائدة ترجى، بينما كانت تحمل ورقة التحويلة الطبية فى يدها لعلاج طفلتها إلا ان إغلاق المعابر حال دون علاجها.

وتشير والدة الرضيعة  الشهيدة إلى أنها حملت بها فى خضم المجاعة السابقة التى ضربت القطاع قبل حدوث انفراجة بسيطة خلال فترة الهدنة المؤقتة فى يناير الماضي، وأنجبتها فى المجاعة الحالية دون أن تتمكن من الحصول على حبة بيض واحدة.

وتتساءل بحسرة وألم وعجز يلف قلبها: «لمين أحكي؟ لم يسمع العالم فى البداية حتى يسمع الآن بعد فوات الأوان»، مبدية عتابها الكبير على الدول العربية التى لم تحرك ساكناً أمام جثث الأطفال الصغار الذين ماتوا جوعا.

يرتقى مئات الفلسطنيين على مدار الساعة حرقا وجوعا وعطشا بينما تتفاخر حكومة الاحتلال بذبح أهالى القطاع من الوريد إلى الوريد خاصة الأطفال للقضاء على جيل كامل وذلك بإعدام شاحنات الطعام الدواء فى صورة صارخة ضد القيم والقوانين الإنسانية فى أبشع كارثة بشرية عرفها التاريخ.

أعلن مصدر طبى فى مستشفى ناصر الطبى بخان يونس جنوب القطاع، وفاة أبوحليب، البالغة من العمر 6 أشهر، نتيجة سوء التغذية ونقص الرعاية اللازمة، ما رفع إجمالى حصيلة ضحايا التجويع منذ بدء الحرب فى 7 أكتوبر 2023 إلى 122، بينهم 83 طفلا.

وقال المدير العام لوزارة الصحة الفلسطينية «منير البرش» إن العالم لا يستطيع إدخال علبة حليب واحدة لإنقاذ الأطفال الذين يتحولون إلى هياكل عظمية أمام أعين الأطباء العاجزين عن تقديم المساعدة». وصرح مدير الإغاثة الطبية فى غزة «محمد أبوعفش»، أن الأمهات فى المستشفيات عاجزات عن الرضاعة بسبب معاناتهن من سوء التغذية الحاد.

وأكد المكتب الإعلامى الحكومى الفلسطينى فى بيانٍ صحفي، أن قطاع غزة على أعتاب مقتلة جماعية مرتقبة، حيث يواجه أكثر من 100 ألف طفل، بينهم 40 ألف طفل رضيع أعمارهم أقل من عام واح، فى ظل انعدام حليب الأطفال والمكملات الغذائية بشكل كامل، واستمرار إغلاق المعابر ومنع دخول أبسط المستلزمات الأساسية.

وتواجه الأمهات تحديات غير مسبوقة فى إطعام أطفالهن، إذ إن سوء تغذية الأمهات أو استشهادهن يحرم العديد من الأطفال من الرضاعة الطبيعية، ما يزيد الحاجة إلى حليب الأطفال الصناعى بشكل كبير.

وحذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» من نفاد وشيك للأغذية العلاجية المنقذة لحياة الأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد فى غزة، موضحةً أن الإمدادات الحالية تكفى لعلاج 3 آلاف طفل فقط، ويتوقع نفادها خلال 3 أسابيع ما لم تصل إمدادات جديدة. 

وقالت صحيفة الجارديان البريطانية إنه بينما يشتد الخناق الإنسانى على أهالى غزة جراء الحصار الإسرائيلى الشامل، تظهر صورة دعائية مخادعة تحاول حكومة الاحتلال ترويجها للعالم، وأوضحت أن مواقع توزيع مساعدات تنثر وجبات الطعام فى أحياء مدمرة، بادعاء إنسانى زائف يخفى وراءه آلة تجويع منظمة.

وفضح الخبير الإنسانى «أليكس دى وال»، -فى مقال تحليلى نشرته صحيفة الجارديان- الذى عايش مجاعات بيافرا وإثيوبيا وكتب عنها لأربعة عقود، زيف الرواية الإسرائيلية حول مساعدات الغذاء، مؤكدا أن ما يقدم لأهالى القطاع ليس سوى ستار من دخان يخفى جريمة أكبر: تدمير المجتمع الفلسطينى عبر التجويع الممنهج والإذلال الجماعي.

ويرى «دى وال» أن المجاعة فى غزة تجاوزت حدود المؤشرات الغذائية أو حسابات عدد الوجبات اليومية. إنها لحظة انهيار مجتمعي، حيث يجبر الناس على تقمص أدوار البقاء الحيوانى فى مواجهة العدم.

وأوضح بقوله «تدعى هذه المؤسسة أنها توزع يوميًا مليونى وجبة غذائية عبر أربع نقاط «آمنة» فى القطاع. لكن «دى وال»، بتحليل دقيق، ينسف هذه الرواية من جذورها».

وأكد أن الجميع، يعلم  بمن فيهم الأطفال، أن السبيل الوحيد «للحصول على وجبة» هو الاقتراب من الإسرائيليين المسلحين، الذين لا يترددون فى إطلاق الرصاص الحى لتفريق الحشود. وهذه ليست حوادث فردية، بل نمط متكرر. إن «نقاط التوزيع الآمنة»، كما يسميها الاحتلال، ليست سوى مصائد موت جماعية.