فى الصميم
حين تصمت بعض الضمائر، وتغيب العقول، وتعلو أصوات المأجورين فى الخارج ضد وطنٍ بحجم مصر، يصبح الرد واجباً.. ويصبح كشف الحقائق فرض عين.
إلى هؤلاء الذين يتاجرون بالقضية الفلسطينية من وراء شاشات التحريض ومواقع التواصل المسمومة، نقول: كفى مزايدة على مصر.. مصر لم تكن يوماً إلا حصن العروبة وسندها!
أين كنتم حين رفض الرئيس عبدالفتاح السيسى، علناً وعلى رءوس الأشهاد – التهجير القسرى للفلسطينيين فى أكثر من 27 لقاءً دولياً وعربياً خلال 15 شهراً؟! أين كانت ضمائركم وقت أن صدح الموقف المصرى واضحاً فى ثلاث قمم عربية وأمام رؤساء دول كبرى؟! أم أنكم لا ترون إلا ما يُملى عليكم من جماعات الخراب وتحالفات الصهيوأمريكان؟!
مصر لا تحتاج إلى شهادات حسن سير وسلوك فى العروبة.. نحن أصحاب الموقف، لا باعة الشعارات!
فى 31 يناير، خرج الشعب المصرى بالملايين فى مليونية كبرى رفضاً للتهجير ودعماً للحق الفلسطينى فى إقامة دولته المستقلة. فى صلاة عيد الفطر، امتلأت الساحات بالهتاف والدعاء لفلسطين، فى تناغم شعبى ورسمى لم يعرفه أى بلد آخر.
نحن من فتحنا حدودنا للمساعدات. 80% من الدعم الإنسانى للفلسطينيين كان مصرياً خالصاً.. لا أمام كاميرات ولا فى طائرات الاستعراض، بل فى صمت وشرف ونُبل!
أما أنتم، فاذهبوا واحتشدوا أمام سفارات إسرائيل وأمريكا، لا أمام منزل السفير المصرى فى لندن ولا سفارتنا فى هولندا. من يريد نصرة فلسطين فليذهب إلى من يقتلها، لا إلى من يُسعف جراحها!
تسألون من نحن؟ نحن مصر. بلد الأزهر وعلمائه، بلد الشعراوى الذى قال:
من يقول إن مصر أمة كافرة؟ إذاً فمَن المسلمون؟ مصر التى صدّرت علم الإسلام حتى إلى البلد الذى نزل فيه الإسلام!
نحن من احتضن السورى واليمنى والسودانى والليبى والفلسطينى بلا تفرقة ولا تمييز. نحو 10 ملايين عربى يعيشون فى مصر اليوم تحت سقف واحد.. وسماء واحدة.. وأمان لا تملكه أوطانهم التى مزقتها الفتن!
فمتى تفهمون أن الهجمة على مصر ليست سوى محاولة لإسكات صوت العقل والحق؟ متى تدركون أن كل محاولة لشيطنة مصر وراءها حقد صهيونى وفكر إخوانى ملوث؟!
لكننا نقولها بأعلى الصوت:
مصر ستظل شوكة فى حلق كل متآمر، ودرعاً لفلسطين، وعزاً لكل عربى.. شاء من شاء وأبى من أبى!