«ذو البصيرة».. محمد رضا الشحات الثالث على الجمهورية في الثانوية الأزهرية للمكفوفين

في مشهد مبهج اختلطت فيه الزغاريد بالدموع، وامتلأ منزل الطالب محمد رضا الشحات سليمان محمد ابن قرية أنشاص الرمل التابعة لمركز بلبيس بمحافظة الشرقية بمظاهر الفرح والسعادة عقب إعلان حصوله على المركز الثالث على مستوى الجمهورية في الشهادة الثانوية الأزهرية "للمكفوفين"، بمجموع 509 درجات بنسبة 92.55%.

تحوّل منزل الأسرة البسيطة إلى كرنفال شعبي، حيث توافد الأهل والجيران للمباركة، وعلت الزغاريد وتوزيع الشربات والمياه الغازية احتفالاً بهذا الإنجاز الذي لم يأتِ من فراغ، بل كان ثمرة اجتهاد ومثابرة والتزام لا يعرف الكلل.

محمد، الطالب في معهد أنشاص الرمل الثانوي بنين، ضرب نموذجًا يُحتذى في الإرادة والتفوق، متحديًا كل العقبات، ليصبح «ذا البصيرة» بحق، يقول في حديثه لـ «الوفد»: النجاح مش بييجي صدفة، كنت بذاكر أول بأول ومبسبش حاجة تتراكم، ومكنش عندي عدد ساعات مذاكرة ثابتة، كنت بذاكر لغاية ما أخلص دروسي كلها.

وأضاف: الكتب المدرسية كانت هي الأساس بالنسبة لي، ومعاها بعض الملخصات الخارجية، لكن دايمًا كنت برجع للمنهج الأساسي، والامتحانات كانت بتيجي منه بشكل مباشر.

لم يكن محمد وحيدًا في رحلته، فقد كانت أسرته وخاصة والدته وشقيقته ندى سندًا له في استذكار دروسه، بينما يعمل والده «نجار موبيليا» ويكد ليوفر له ولإخوته حياة كريمة، محمد هو أكبر أشقائه الثلاثة؛ ملك طالبة بالصف الأول الثانوي، وندى في الصف الأول الإعدادي، ومحمود في الصف الخامس الابتدائي.

ومنذ طفولته، تميز محمد بالتفوق، فكان الثاني على المحافظة في الشهادة الابتدائية، ثم الأول في الشهادة الإعدادية، واليوم يضيف إلى سجله الحافل لقب «الثالث جمهوريًا» في الثانوية الأزهرية للمكفوفين.

ويطمح محمد للالتحاق بإحدى كليات الشريعة أو أصول الدين أو الدعوة الإسلامية، مؤكدًا أن هدفه هو خدمة الدين والمجتمع بعلمه وبصيرته.

وفي نهاية حديثه لـ «الوفد»، وجّه محمد الشكر العميق لوالديه وأسرته، ولكل أساتذته الذين كانوا سببًا في تفوقه، قائلاً: «لن أنسى فضلهم ما حييت، وكانوا دومًا داعمين لي بكل حب وصبر».

وكان الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر قد أعتمد منذ قليل نتيجة الشهادة الثانوية الأزهرية لعام 2025م / 1446هـ وذلك نيابة عن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، حيث بلغت نسبة النجاح في القسم العلمي 65.01%، بينما بلغت في القسم الأدبي 45.50%، بنسبة نجاح عامة بلغت 53.99%.

وهنَّأ وكيل الأزهر الطلاب الناجحين، داعيًا لهم بمزيد من التوفيق والسداد، مؤكدًا تقدير فضيلة الإمام الأكبر للجهد الكبير الذي بذله الطلاب خلال هذا العام الدراسي، ومتمنيًا لهم دوام التميّز في المرحلة الجامعية، وأن يكونوا قدوة في مجتمعاتهم، وحملةً لرسالة الأزهر علمًا وأخلاقًا.

وقدَّم الشكر والتقدير إلى جميع المشاركين في أعمال امتحانات الشهادة الثانوية الأزهرية لهذا العام، معربًا عن خالص تهنئته لأولياء أمور الطلاب الأوائل، وتقديره العميق لما بذلوه من جهود في دعم أبنائهم وتحفيزهم على الاجتهاد والتفوق، وتوفير البيئة الملائمة للمذاكرة والنجاح والتميز.