رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

هيئة الكتاب تفتتح أول منفذ بيع داخل مكتبة بورسعيد العامة

بوابة الوفد الإلكترونية


 شهدت مكتبة مصر العامة بمحافظة بورسعيد اليوم افتتاح أول منفذ دائم لبيع إصدارات الهيئة المصرية العامة للكتاب، وذلك بحضور السفير رضا الطايفي، مدير صندوق مكتبات مصر العامة، والدكتور أحمد بهي الدين، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب.

ويُعد هذا الافتتاح باكورة مشروع ثقافي استراتيجي تتبناه الهيئة، بالتنسيق الكامل مع مكتبات مصر العامة، ويهدف إلى إنشاء منظومة توزيع جديدة للكتاب المصري الرسمي داخل المكتبات العامة، بحيث لا تقتصر الفكرة على إتاحة البيع فقط، بل تمتد لتأسيس حضور دائم للهيئة داخل هذه المكتبات. 
ويأتي هذا التوجه ضمن رؤية شاملة تعمل عليها وزارة الثقافة، تقوم على تعزيز العدالة الثقافية، وضمان وصول الكتاب إلى المواطن في كل مكان، بالاستفادة من انتشار مكتبات مصر العامة وخبراتها في خدمة المجتمع.
ويُنتظر أن يتبع افتتاح منفذ بورسعيد افتتاحات متتالية في عدد من مكتبات مصر العامة في المحافظات المختلفة، خاصة في صعيد مصر والدلتا، بحيث تحتوي كل مكتبة على قسم مخصص لإصدارات الهيئة، يقدم خدمات البيع والعرض والترويج، ويُعيد للكتاب مكانته في فضاء الثقافة اليومية.
ولا يقتصر المشروع على الجانب التوزيعي فقط، بل يُعد انطلاقة جديدة للهيئة المصرية العامة للكتاب في فضاء المكتبات العامة، بما يُعزّز من تكامل الأدوار بين جهات النشر الرسمي ومؤسسات الخدمة الثقافية المحلية. 
وفي مدينة مثل بورسعيد، ذات التاريخ الوطني والمكانة الثقافية المرموقة، يُمثّل افتتاح المنفذ الأول دلالة رمزية على أن الكتاب ما يزال في قلب المشروع الحضاري المصري، وأن المؤسسات الثقافية، بتعاونها وتكاملها، قادرة على أن تُعيد بناء العلاقة بين المواطن والقراءة، على أسس حديثة، عادلة، ومنفتحة.

بورسعيد.. واجهة حضارية تتألق في معرض الكتاب

وفى السياق نفسه، شهد البرنامج الثقافي لمعرض بورسعيد الثامن للكتاب، الذي تنظمه الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، ندوة مميزة بعنوان "بورسعيد.. نبض من حضارة مصر"، بمشاركة نخبة من الرموز الفكرية والأدبية ذات الحضور الفاعل في المشهد الثقافي المصري.

شارك في الندوة كل من الروائي والمترجم الدكتور سامح الجباس، والأكاديمي المتخصص في التاريخ الحديث الدكتور مرسي قطب، والكاتب الأثري والمؤرخ شعبان إبراهيم، فيما أدار الحوار الباحث في التراث الشعبي عبد الفتاح البيه، الذي قدّم للقاء بإضاءة على أهمية توثيق هوية بورسعيد الثقافية كإحدى ركائز الوجدان الوطني.

تناولت الندوة أبعادًا متعددة من تاريخ بورسعيد، وموقعها الاستراتيجي، خاصة بعد حفر قناة السويس، حيث شكل بوابةً تلاقت عندها حضارات وثقافات من مختلف أنحاء العالم، لتصنع طابعها الفريد الذي يمزج بين الأصالة والانفتاح، وبين الحرف التقليدية والعمارة المميزة، وبين النضال الوطني والإرث الشعبي الغني.

أكد الدكتور سامح الجباس،  أن بورسعيد ليست مجرد مركز تجاري عالمي، بل تمثل بؤرة ثقافية زاخرة بالحيوية والتنوع، مشيرًا إلى تناولها روائيًا في أعماله، لاسيما في روايته "حي الإفرنج"، التي أبرزت ملامح المدينة من زاوية إبداعية تضيء على تاريخها وسكانها.

من جانبه، استعرض الدكتور مرسي قطب ملامح من بحثه حول التحولات التاريخية التي شهدتها المدينة، وخاصة خلال فترة العدوان الثلاثي، مؤكدًا أن بورسعيد كانت وما زالت في قلب الأحداث الوطنية الكبرى، بدءًا من إضراب عمال الفحم عام 1882، مرورًا بالحراك الشعبي في ثورتي 1919 و1952، وحتى بطولاتها أثناء المقاومة الشعبية في 1956.

كما أشار الكاتب والأثري شعبان إبراهيم إلى أن التراث المصري المادي واللامادي يتجلى بوضوح في بورسعيد، التي حافظت على تقاليدها الشعبية ومظاهرها الثقافية، مؤكدًا أن العادات القديمة مثل "سبوع المولود" تمتد بجذورها إلى عصور الفراعنة، وتعكس استمرارية الهوية الثقافية المصرية.

وتخللت الندوة مداخلات ثرية من عدد من المثقفين، حيث أكد الروائي السعيد صالح أن العلاقة بين التاريخ والرواية علاقة تكامل، فيما شدد الكاتب أسامة المصري على أهمية التأريخ الإبداعي من خلال العمل الروائي، وأشار المفكر عبد السلام الألفي إلى أن الروايات تؤصل وتؤرخ لوقائع قد يغفلها السرد التاريخي الرسمي.

في ختام اللقاء، أجمع المشاركون على أن بورسعيد تمثل نقطة التقاء فريدة للثقافات، ورمزًا وطنيًا للمقاومة والانفتاح، ومثالاً حيًا على التفاعل بين الماضي والحاضر في صياغة الذاكرة الجمعية للشعب المصري.