رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

ﻣﻠﻔﺎت »إﺑﺴﺘين« ﺗُﻔﺠّﺮ اﻟﺒﻴﺖ اﻷﺑﻴﺾ

اﻟﻌــــﺪاﻟﺔ ﺗﻔﻀــــﺢ ﺗﺮاﻣـﺐ

بوابة الوفد الإلكترونية

فى تطور يثير عاصفة جديدة داخل الأوساط السياسية الأمريكية، أبلغت المدعية العامة بام بوندى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بأن اسمه ورد ضمن وثائق مرتبطة بملف جيفرى إبستين، وذلك فى مارس الماضي، وفقًا لما كشفه ثلاثة أشخاص مطلعين على فحوى اللقاء. هذه الإحاطة، التى تمت فى اجتماع موسع بالجناح الغربى وشارك فيها نائب المدعى العام تود بلانش، تناولت مواضيع مختلفة من بينها إعادة فتح ملفات إبستين، الذى توفى عام 2019 أثناء انتظاره المحاكمة فى قضايا الاتجار الجنسى.

وفى إطار التحقيقات المستمرة التى يقودها مكتب التحقيقات الفيدرالى ووزارة العدل، تم استعراض ملفات لم تُكشف سابقًا، واحتوت على إشارات لأسماء عدة شخصيات بارزة، من ضمنها  ترامب. ووفقاً للمسئولين، فإن  بوندى و بلانش، اللذين سبق أن شغلا مناصب قانونية ضمن فريق ترامب، كانا يلتقيان ترامب بانتظام لتزويده بالمستجدات، وقد أكدا له حينها أن الوثائق لا تحمل ما يستوجب الملاحقة القضائية أو التوسيع فى التحقيق.

لكن هذا الإفصاح أثار موجة اضطراب داخل الدوائر المقرّبة من ترامب، خصوصاً مع تصاعد غضب قاعدة مؤيديه من أن حملته وعدت بنشر كل الملفات المتعلقة بإبستين، لكنها تراجعت لاحقاً. عدد من معاونى ترامب، خصوصاً مَن شغلوا مناصب أمنية عليا، كانوا من بين الداعين سابقًا لكشف كل ما تحتويه ملفات إبستين، معتبرين أن هناك معلومات حساسة لم تُعلن.

وسبق لترامب أن ظهر فى الوثائق الرسمية الخاصة بالقضية، وارتبط بعلاقة صداقة علنية مع إبستين لسنوات طويلة. ووفقًا لتصريحات أدلى بها بنفسه عام 2002، فقد وصف إبستين بـ«الرجل الرائع»، مشيرًا إلى إعجابهما المشترك بـ«النساء الجميلات»، واللاتى «كثير منهن أصغر سنًا».

لكن علاقتهما شابها خلاف غير معلن فى بداية الألفية، وقال ترامب لاحقًا إنه طرد إبستين من ناديه الشهير «مار-إيه-لاجو» بسبب سلوك غير لائق تجاه ابنة أحد الأعضاء. كما زعم فى عام 2019 أنه لم يكن من «معجبيه»، رغم أن صداقتهما امتدت لعقود وشملت مناسبات اجتماعية وتداخلات ضمن دوائر النفوذ فى نيويورك.

فى فبراير الماضي، وزّعت «بوندى» داخل البيت الأبيض ملفات شملت أرقام هواتف تخص بعض أفراد عائلة ترامب، بمن فيهم ابنته. لكن فى مايو، حين أُثير سؤال لترامب من قبل صحفى من شبكة ABC حول ما إذا كانت بوندى قد أخبرته بظهور اسمه فى الوثائق، أنكر الأمر تمامًا، مدعيًا أنها فقط تحدثت عن «مصادر موثوقة لمعلومات ديمقراطية مفبركة»، بحسب زعمه.

وقد أكد مسئولو الوزارة، الذين اعتادوا إبلاغ البيت الأبيض دوريًا بتطورات التحقيق، أن ذلك يتم ضمن الأطر القانونية، رغم كونه غير معتاد فى سياق تحقيقات جارية. وعبّر عدد من المسئولين عن القلق إزاء طريقة تفاعل ترامب مع إحاطات تحمل طابعًا حساسًا سياسيًا، لا سيما أنه عُرف بميله لتوبيخ مستشاريه فى مواقف مشابهة.

جدير بالذكر أن صحيفة «وول ستريت جورنال» كانت قد نشرت سابقًا تفاصيل لقاء ترامب ببوندى وبلانش، وذكرت أن اسم ترامب ليس جديدًا ضمن الوثائق. كما أفاد مقرب من ترامب، بأن البيت الأبيض لا يرى فى الإشارات الجديدة ما يستدعى القلق. بحسب «نيويورك تايمز» الأمريكية. 

فى السياق ذاته، تواصلت الشكوك بشأن ملابسات وفاة إبستين، إذ أعلنت وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفيدرالى فى 7 يوليو 2025، بعد مراجعة الملفات، عن أن إبستين انتحر شنقًا فى زنزانته عام 2019. إلا أن حلفاء ترامب، وكذلك عدد من مؤيديه فى أقصى اليمين، ما زالوا يروّجون لاحتمالية تعرضه للقتل، مستندين إلى ما يصفونه بتناقضات التحقيق ومجموعة من الوثائق التى بقيت خارج المجال العام.

وقد أثار البيان الرسمى غضب جمهور ترامب، بعد أن كانت إدارته قد وعدت بالكشف عن «قائمة العملاء» ممن تعاونوا مع إبستين فى قضايا استغلال الفتيات. لكنّ الإعلان الأخير أكّد عدم وجود مثل هذه القائمة، وأغلق الباب أمام مزيد من التحقيقات، مستندًا إلى حماية خصوصية الضحايا والشهود.

قرار الإغلاق هذا لم يُهدّئ موجة الغضب، بل غذّى نظريات المؤامرة وزاد من الضغوط على وزارة العدل وFBI، ودفع إلى تبادل اتهامات داخلية بين كبار مسئولى المؤسستين بشأن ما إذا كان هناك من يتعمّد طمس الحقائق. وارتفعت أصوات على اليمين السياسى تطالب ترامب بالكشف الكامل عن الوثائق، مشيرين إلى أن وعوده بإظهار الحقيقة ذهبت سدى.

المثير فى الملف أن جيسلين ماكسويل، التى أُدينت بخمس تهم اتحادية بينها الاتجار الجنسى بقاصر، كانت قد أعدت عام 2003 كتاب تهنئة بعيد ميلاد إبستين الخمسين، وقيل إن ترامب وقّع على بطاقة معايدة ذات طابع فاحش. وقد أنكرت حملته ذلك، ورفعت دعوى ضد صحيفة «وول ستريت جورنال» التى نشرت المعلومة، مطالبة بتعويض ضخم بلغ 10 مليارات دولار.

فى عام 2020، عندما اعتُقلت ماكسويل، أربك ترامب حلفاءه بتصريحه الغريب: «أتمنى لها كل التوفيق»، ما أثار مزيدًا من التساؤلات حول طبيعة علاقته بها وبإبستين. وبعد خمس سنوات، لا يزال اسم ترامب يدور فى فلك هذا الملف الثقيل، وسط إنكار رسمى وغضب شعبى لا يخفت.