خبير آثار يدعو لوضع مبنى مجلس قيادة الثورة على خارطة السياحة المحلية والعالمية

أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية أن مبنى مجلس قيادة الثورة على النيل قيمة تاريخية كبرى وقيمة معمارية وجمالية تستحق الزيارة للمصريين ليتعرفوا على تاريخ بلادهم فى فترة فارقة فى تاريخ مصر الحديث والمعاصر يجب أن يتعرف عليها الشباب لتعزيز قيمة الانتماء إليهم من خلال سير زعماء الثورة والدور الوطنى والتثقيفى الذى لعبوه فى تاريخ مصر .
وأضاف الدكتور ريحان أن المبنى شيد عام 1949على الطراز اليونانى القديم على شاطئ النيل مكون من ثلاثة طوابق ويضم 40 غرفة
وكان قبل ثورة 23 يوليو إستراحة للملك فاروق ومرسى لليخوت الملكية على مساحة 3200 متر مربع، وبلغت تكلفته آنذاك 118 ألف جنيه واستمر بناؤه ثلاث سنوات لينتهى عام 1951، ولم يمر سوى عام واحد حتى تحول المبنى ليصبح مقرًا لمجلس قيادة ثورة 23 يوليو.
وبعد قيام الثورة تم تحويله إلى مقر لاجتماعات مجلس قيادة الثورة وشهد أحداثًا تاريخية مهمة وقد أذيع منه بيان الثورة وعاش فيه الرئيس جمال عبدالناصر اللحظات التاريخية فى تاريخ مصر ومنها عدوان 1956 وصدرت فيه قرارات الثورة فى أعوامها الأولى وخرجت منه جنازة الرئيس جمال عبد الناصر عام 1970.
ونوه الدكتور ريحان إلى تحويل المبنى إلى متحف عام 1996 حين أصدر الرئيس حسنى مبارك قرارًا بتحويل مبنى مجلس قيادة ثورة 23 يوليو إلى متحفًا يضم مقتنيات زعمائها ليسند إلى وزارة الثقافة وقطاع الفنون التشكيلية مهمة إعداده وترميمه، وبدأ العمل فى المتحف فعليًا عام 2009 حين أصدرت الحكومة قرارًا بضم المبنى للآثار الإسلامية وتسليمه إلى شركة المقاولون العرب للبدء في تحويله إلى متحف تاريخى يوثق أحداث ثورة يوليو 1952.
تبلغ عدد مقتنيات المتحف 1186 قطعة منها الميكرفون الذي أذاع منه الرئيس السادات بيان الثورة وأول علم رفع على أرض سيناء بعد العبور في عام 1973 والعديد من الصور للرئيس جمال عبد الناصر مع زعماء العالم وكذلك صور للرئيس أنور السادات ومجموعة من التماثيل النصفية للرئيسين جمال عبد الناصر والسادات ومجموعة من الهدايا المقدمة للرئيس السادات في مناسبات مختلفة ومجموعة من طوابع البريد التذكارية الصادرة في المدة من 1952 إلى 1960 بمناسبة أعياد الثورة والعديد من الوثائق الخاصة بأحداث الثورة وزعمائها
ولفت الدكتور ريحان إلى شخصيات من رجال الثورة كان لها دورًا مؤثرًا فى الحركة التنويرية بمصر بعد ثورة يوليو ومنهم أشهر وزير ثقافة بمصر الدكتور ثروت عكاشة الذى عين وزيرًا لوزارة الثقافة والإرشاد القومي فى الفترة من 8 أكتوبر 1958 حتى 19 سبتمبر 1960 وقد شهدت الثقافة فى ولايته نهضة الآثار والأدب والمسرح والسينما وعمت الثقافة المصرية ربوع الوطن العربى وأصبح عضوًا عاملًا فى المجمع الملكى لبحوث الحضارة الإسلامية مآب مؤسسة آل البيت 1994، وحظى بمكانة دولية رفيعة فقد كان عضو المجلس التنفيذى لمنظمة اليونسكو بباريس 1962 - 1970 ورئيسًا للجنة الثقافة الاستشارية بمعهد العالم العربى بباريس 1990- 1993، وهو من أسهم فى العديد من المشروعات الثقافية والحضارية منها إنقاذ معبد ابوسمبل وفيلة وحصل على الميدالية الذهبية لليونسكو لجهوده من أجل إنقاذ معابد فيلة وآثار النوبة عام 1970.
من مؤلفاته معجم المصطلحات الثقافية والترجمات للمسرح المصرى القديم وهو من أنشأ أكاديمية الفنون ودار الكتب والوثائق القومية ومتحف محمود مختار وقصور الثقافة فى أنحاء الجمهورية وفرقة الموسيقي العربية والفرقة القومية للفنون الشعبية والسيرك القومى والصوت والضوء فى الهرم والكرنك وقد لقى ربه عام 2012.
وكذلك الدكتور أحمد قدرى الذى تولى رئاسة هيئة الآثار المصرية فى الفترة من 1978 إلى 1988 من الشخصيات الثقافية الهامة المرتبطة بثورة يوليو فهو صاحب أكبر نهضة فى ترميم آثار مصر الإسلامية فى القاهرة التاريخية وكافة ربوع مصر بعد أن كانت مخازن لبضائع تجار الفاكهة والخضراوات وهو من حول المنطقة بين جامع السلطان حسن والرفاعى إلى مزار إسلامى عالمى وأغلق طريق السيارات بين الجامعين ورمم قلعة صلاح الدين بالقاهرة وقلعته بطابا ورمم المتحف القبطى ومتحف الفن الإسلامى.


