صحة الشرقية: تقديم الخدمات لأكثر من 645 ألف مواطن خلال 8 أيام

واصلت الفرق الطبية بمديرية الشؤون الصحية بمحافظة الشرقية انتشارها المكثف بمختلف القرى والنجوع والمدن، ضمن فعاليات المبادرة الرئاسية "100 يوم صحة"، والتي أُطلقت في الخامس عشر من يوليو الجاري، تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي.

وفي إطار حرص القيادة السياسية على تحسين جودة الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين، وتعزيز مفهوم الوقاية والرعاية الصحية الشاملة.

وقد بلغ إجمالي عدد المواطنين الذين حصلوا على الخدمات الصحية خلال الأيام الثمانية الأولى من المبادرة أكثر من 645 ألف مواطن، في حين شهد اليوم الثامن وحده إقبالًا كبيرًا من المواطنين، ما يعكس ثقة الجمهور في المبادرة ونجاح الفرق الطبية في الوصول إلى الفئات المستهدفة.

المبادرة تُنفذ بمتابعة مستمرة من الأستاذ الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، وتحت إشراف مباشر من المهندس حازم الأشموني محافظ الشرقية، والدكتور هاني مصطفى جميعه وكيل وزارة الصحة بالمحافظة، وبتنسيق كامل بين قيادات المديرية والإدارات الفنية والصحية والمستشفيات العامة والمركزية.

وتركز المبادرة على تقديم حزمة متكاملة من الخدمات الصحية التي تشمل المبادرات الرئاسية السابقة مثل الكشف المبكر عن الأورام السرطانية، وصحة المرأة، ورعاية الأم والجنين، ورعاية كبار السن، وصحة الأطفال، والصحة النفسية، ومكافحة الأمراض المزمنة والفيروسات الكبدية، وغيرها من المبادرات التي أثبتت فاعليتها خلال السنوات الماضية.

ويشهد هذا العام إدراج أنشطة جديدة ضمن فعاليات المبادرة، أبرزها تنظيم "دوري 100 مليون صحة الرياضي"، الذي يُقام بالتعاون مع مؤسسات القطاع الخاص، ويهدف إلى الربط بين الرياضة والصحة، وتعزيز الوعي الصحي من خلال فعاليات رياضية متنوعة تستهدف فئات الشباب وذوي الهمم.

وأكد الدكتور هاني جميعه أن المبادرة تُعد امتدادًا للنجاحات التي حققتها مبادرات "100 مليون صحة"، وتسعى إلى توسيع نطاق الخدمات والوصول إلى أكبر عدد ممكن من المواطنين، سواء من المصريين أو المقيمين على أرض مصر، موضحًا أن الفرق الطبية تعمل من خلال نقاط ثابتة ومتنقلة لضمان شمول التغطية وكفاءة الأداء.

من جانبه، أشار محمود عبدالفتاح، مدير المكتب الإعلامي بمديرية الصحة، إلى أن المديرية سخّرت كافة إمكانياتها البشرية واللوجستية لإنجاح المبادرة، كما خصصت وزارة الصحة والسكان الخط الساخن 15335 لتلقي استفسارات المواطنين وتوجيههم لأماكن تقديم الخدمة، دعمًا للوصول العادل والسريع إلى الرعاية الصحية.

وفي سياق متصل، في مشهد إنساني يعكس كفاءة المنظومة الصحية ويُجسد عُمق الرسالة الطبية النبيلة، تمكن فريق جراحة المخ والأعصاب بمستشفى بلبيس المركزي بمحافظة الشرقية من إنقاذ حياة طفلة صغيرة تعرضت لإصابة بالغة في الرأس، إثر سقوطها من مكان مرتفع، ما تسبب في كسر منخسف وتهتك بعظام الجمجمة، في حالة نادرة وخطيرة استدعت تدخلاً جراحياً عاجلاً ومعقدًا.

تأتي هذه الاستجابة السريعة والتدخل الجراحي الحاسم تنفيذًا لتوجيهات الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، وتعليمات الدكتور هاني مصطفى جميعة، وكيل وزارة الصحة بالشرقية، بضرورة التعامل الفوري مع الحالات الطارئة ورفع درجة الاستعداد القصوى بجميع مستشفيات المحافظة، لتقديم الرعاية الصحية في توقيت حاسم يمكن أن يُحدث فارقًا بين الحياة والموت.

وأستقبل قسم الطوارئ بمستشفى بلبيس المركزي، يوم الأحد، طفلة تبلغ من العمر نحو 6 سنوات، تم نقلها بواسطة سيارة الإسعاف برفقة ذويها، في حالة صحية حرجة، وتعاني من اضطراب شديد في مستوى الوعي، مع اشتباه في وجود نزيف داخلي بالمخ نتيجة إصابة في الرأس.

فور وصول الطفلة إلى قسم الاستقبال والطوارئ، تم التعامل معها طبقًا لبروتوكولات الطوارئ، وأجريت لها الفحوصات الطبية والأشعة المقطعية على المخ، والتي أظهرت وجود كسر منخسف وتهتك واضح بعظام الجمجمة، وُصف الوضع الطبي بالبالغ الخطورة، ما تطلب اتخاذ قرار فوري بإجراء تدخل جراحي عاجل لإنقاذ حياتها.

وعلى الفور، تم تجهيز غرفة العمليات على وجه السرعة، وأُجريت الجراحة الدقيقة بقيادة الدكتور عيد النجار، استشاري ورئيس قسم جراحة المخ والأعصاب بالمستشفى، وبمساعدة الدكتور محمد سالم، أخصائي جراحة المخ والأعصاب، إلى جانب طاقم التمريض المميز الذي ضم مس شيزان مصطفى حسن، ومس ناهد محمد رجب، وتحت إشراف مباشر من الدكتور أنور شاهين مدير عام المستشفى.

وخلال الجراحة، تم إجراء رفع للكسر المنخسف، وترقيع لعظام الجمجمة، مع حماية أنسجة وخلايا المخ، والاطمئنان على عدم وجود نزيف داخلي نشط، كما تم تركيب شفاط جراحي لضمان تصريف أي سوائل متراكمة، وتكللت العملية بالنجاح التام.

خرجت الطفلة من غرفة العمليات بدرجة وعي ممتازة، وتم نقلها إلى قسم عناية الأطفال بالمستشفى، لمتابعة حالتها الصحية والتأكد من استقرار المؤشرات الحيوية ومعدلات الوعي، وسط إشراف طبي وتمريضي مكثف لضمان تمام التعافي.

من جانبه، أعرب الدكتور أنور شاهين، مدير عام مستشفى بلبيس المركزي، عن فخره وامتنانه للفريق الطبي والتمريضي الذي شارك في هذه المهمة الدقيقة، مشيدًا بحُسن التنسيق وسرعة الاستجابة والجاهزية التامة التي أنقذت حياة الطفلة في لحظات فارقة.

وأكد شاهين أن هذا النجاح الطبي هو ثمرة دعم وزارة الصحة وجهود المديرية المستمرة لتطوير قدرات المستشفيات العامة، ورفع كفاءة الأطقم الطبية في مواجهة الحالات الطارئة والمعقدة، مشيرًا إلى أن المستشفى سيواصل دوره المحوري في تقديم خدمات صحية عالية الجودة لأهالي بلبيس والمراكز المحيطة بها.

ويُذكر أن مستشفى بلبيس المركزي يشهد مؤخرًا طفرة واضحة في مستوى الأداء والخدمات المقدمة، بفضل ما يتم من تطوير في البنية التحتية وتوفير الأجهزة الحديثة، فضلاً عن التدريب المستمر للكوادر الطبية، مما جعله من المستشفيات النموذجية التي يشار إليها بالبنان في حالات الطوارئ والتدخلات الجراحية الدقيقة.