أرقام مفجعة.. خبير الصحة العالمية يستنكر ما يحدث في غزة وصمت المجتمع الدولي
وجه البروفيسور فؤاد عودة، خبير الصحة العالمية والرئيس الفخري لجالية Co-mai، ورئيس الرابطة الطبية الدولية بايطاليا، نداءً مفتوحًا إلى المؤسسات الإيطالية والأوروبية والدولية، دعا فيه إلى تحرك عاجل لوقف المجازر ومعاناة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، حيث يتفاقم الوضع الإنساني إلى مستويات غير مسبوقة من الجوع والموت والدمار.
وقال عودة في رسالته التي حملت توقيع عدة مؤسسات طبية وإنسانية وإعلامية، من بينها AMSI وUMEM AISC NEWS: "من غير المقبول أن يموت الإنسان في القرن الحادي والعشرين من أجل حفنة أرز أو دقيق. ما يحدث في غزة مأساة تخرق كل القيم الإنسانية والقانونية، ووصمة عار على جبين المجتمع الدولي".
أرقام مفجعة.. جوعٌ وموت جماعي
ووفقاً للبيانات التي أوردها عودة نقلاً عن مصادر طبية ميدانية وشركاء مؤسساتيين، فقد ارتفع عدد ضحايا العدوان على غزة منذ 7 أكتوبر 2023 إلى 58,765 قتيلًا، من بينهم أكثر من 18,000 طفل، ووصل عدد الجرحى إلى 140,485.
كما سُجلت خلال الـ24 ساعة الأخيرة فقط، 19 حالة وفاة بسبب الجوع، بينما يفقد 25 إلى 35 طفلًا حياتهم يوميًا، في ما يشبه "إلغاء فصل دراسي بالكامل كل يوم"، على حد وصفه.
وأوضح أن أكثر من 1.5 مليون فلسطيني يواجهون الجوع، وبلغ عدد ضحايا الجوع حتى الآن 900 شخص، من بينهم 71 طفلًا، كما تم إطلاق النار على أكثر من 6,000 شخص أثناء انتظارهم في طوابير المساعدات، في ظل عجز شبه تام للمستشفيات التي توقفت عن العمل بنسبة 95%.
استهداف دور العبادة وتفاقم الأزمة الصحية
وأشار عودة إلى أن الهجوم الأخير الذي استهدف كنيسة العائلة المقدسة الكاثوليكية في غزة، والتي كانت ملاذًا للمدنيين، "يشكل جريمة جديدة بحق الإنسانية"، مؤكدًا إصابة كاهن الكنيسة ومقتل ثلاثة مدنيين خلال القصف.
وفي الجانب الصحي، تشهد غزة انهيارًا تامًا في المنظومة الطبية، حيث تُجرى العمليات الجراحية في بعض المستشفيات بدون تخدير أو أدوات معقمة، فيما ارتفعت معدلات الإغماء والغيبوبة بنسبة 35% خلال الأيام السبعة الماضية نتيجة الجوع والعطش، كما سجلت زيادة بنسبة 48% في الإصابات بالأمراض المعدية بين الأطفال.
أسعار باهظة وانعدام للغذاء
تحدث البيان كذلك عن الارتفاع الجنوني في أسعار الحليب والأغذية الأساسية، حيث يُباع نصف لتر من الحليب بـ400 شيكل، واللتر الواحد بـ800 شيكل، وهو ما يفوق قدرة الأهالي، في وقت تُضطر فيه الأمهات لإرضاع أطفالهن حليبًا منتهي الصلاحية منذ عام 2022.
نداء عاجل إلى العالم
ووجه البروفيسور فؤاد عودة نداء مفتوح إلى الحكومات الغربية والعربية والمؤسسات الدولية، مؤكدًا أن: "السكوت لم يعد خيارًا. كل ساعة تأخير تزهق أرواحًا بريئة، والتاريخ سيحاسب كل من اختار الصمت".
وطالب بأمور عاجلة وهى:
وقف فوري لإطلاق النار لضمان وصول المساعدات الإنسانية والطبية.
إنشاء ممرات إنسانية آمنة تحت إشراف دولي.
توفير الحماية الكاملة لدور العبادة والمراكز المدنية.
تدخل فاعل من إيطاليا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لاجتراح حل سياسي عاجل وإنقاذ ما تبقى من المدنيين في غزة.
واختتم رسالته قائلًا: "لا يمكن أن نسمح بقتل الفلسطيني مرتين: مرة تحت القصف والجوع، ومرة أخرى تحت صمت العالم. من واجبنا الأخلاقي والإنساني أن نتحرك الآن".
