دراسة جديدة تكشف تأثير العمل 4 أيام في الأسبوع على صحة العقل
أيام العمل .. وأجرت دراسة جديدة جامعة بوسطن بالتعاون مع منظمة "4 Day Week Global" قدمت دليلًا قويًا على أن تقليص أيام العمل الأسبوعية إلى أربعة ليس فقط ممكنًا، بل مفيدٌ أيضًا للصحة النفسية والإنتاجية على حد سواء.
وشملت الدراسة أكثر من 100 شركة في خمس دول، من بينها الولايات المتحدة وأستراليا وكندا وأيرلندا، وشارك فيها ما يقرب من 2900 موظف.
وكشفت النتائج أن تخفيض أيام العمل دون تقليص الرواتب أدى إلى تحسن ملحوظ في الرضا الوظيفي، وتراجع مستويات التوتر، وزيادة في النشاط البدني والنفسي للموظفين.
الفوائد تمتد إلى الجميع
لم تكن الفوائد مقتصرة على العاملين فقط، بل شملت أصحاب الأعمال أيضًا، وأظهرت النتائج تحسنًا في الإنتاجية، ونموًا في الإيرادات، وانخفاضًا في معدلات التغيّب والإرهاق المهني.
ووفقًا للأستاذة جولييت شور، أستاذة علم الاجتماع والمشاركة في الدراسة، فإن العديد من الشركات بدأت تنظر إلى عطلة نهاية الأسبوع المكونة من 3 أيام كأمر منطقي ومتزن في ظل التغيرات التي فرضتها بيئة العمل الحديثة.
تجربة عملية ونتائج موثوقة
خلال 6 أشهر من التجربة، خضعت الشركات لتعديل في نظام العمل دون تقليص للأجور، وركزت على تقليل المهام منخفضة القيمة مثل الاجتماعات المطولة.
واستبدل العاملون هذه الاجتماعات بتواصل أكثر مرونة عبر الهاتف أو تطبيقات الرسائل، وأتاح هذا التغيير للموظفين وقتًا إضافيًا لإجراء الفحوصات الطبية والقيام بالمهام الشخصية، مما خفف الضغط الناتج عن محاولة دمج الحياة الشخصية والمهنية في جدول مزدحم.
الرفاهية لا تعني بالضرورة تكبد الخسائر
أكد وين فان الأستاذ المشارك من كلية دبلن الجامعية أن الشركات تمكنت من الحفاظ على أدائها المالي، بل وتحسينه في بعض الحالات، دون الحاجة إلى زيادة العبء على الموظفين.
ويضيف أن نموذج العمل هذا قد لا يكون مناسبًا لكل الصناعات، مثل قطاع التصنيع، أو الشركات الضخمة جدًا التي لم تشملها الدراسة، إلا أن النتائج الإيجابية تستحق النظر الجاد في إمكانية التوسع بهذا النظام.
رسالة واضحة لما بعد الجائحة
تشير نتائج هذه الدراسة، المنشورة في مجلة Nature Human Behaviour، إلى أن التغيرات التي فرضتها جائحة كوفيد-19 يمكن أن تُمهّد الطريق لإصلاحات عميقة في بيئة العمل.
ومع استمرار مراقبة تأثير التجربة بعد مرور ستة أشهر على انتهائها، أظهرت البيانات أن الفوائد لا تزال قائمة، مما يعزز من مصداقية الفكرة.
نهاية أسبوع العمل التقليدي؟
بينما لا يزال من المبكر إعلان نهاية أسبوع العمل المكوّن من خمسة أيام، تُشكل هذه الدراسة خطوة مهمة نحو تبني سياسات مرنة تُعزز من التوازن بين الحياة الشخصية والمهنية.