رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

الطارئة بالجامعة العربية تدعو لموقف عربى موحد لإنهاء العدوان الإسرائيلى

بوابة الوفد الإلكترونية

مع تصاعد أصوات التحذير من كارثة إنسانية غير مسبوقة فى قطاع غزة، وتزايد الضغوط الدبلوماسية لوقف آلة الحرب الإسرائيلية، شهدت القاهرة أمس اجتماعًا طارئًا لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين، فى جلسة استثنائية دعت إليها دولة فلسطين، وترأستها المملكة الأردنية الهاشمية، لمناقشة آخر تطورات العدوان على القطاع المحاصر، فى ظل تسارع الأحداث على الأرض، وظهور مؤشرات خطيرة على شروع الاحتلال فى تنفيذ مخطط تهجير قسرى جماعى.

ودعا الأردن خلال الجلسة الطارئة بصورة عاجلة إلى بلورة خطوات عملية من قبل الدول العربية، والعمل من خلال كافة القنوات القانونية والدبلوماسية الدولية لإنهاء العدوان الإسرائيلى، وإنقاذ غزة، وتحقيق السلام العادل عبر إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس على حدود 1967.

من جانبه رحب الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبوالغيط، بالبيان الصادر عن 28 دولة، من بينها فرنسا وبريطانيا وعدد من الدول الأوروبية المؤثرة، والذى دعا إلى وقف فورى للحرب على غزة، وعبّر عن قلقه العميق إزاء «القتل غير الإنسانى للمدنيين، بمن فيهم الأطفال، أثناء محاولتهم تأمين احتياجاتهم الأساسية من الماء والغذاء».

وفى بيان نقله المتحدث الرسمى باسم الأمين العام، جمال رشدى، أكد أبوالغيط أن البيان يعد تعبيرًا عن إجماع عالمى يرفض التطهير العرقى والمجازر التى تمارسها قوات الاحتلال الإسرائيلى فى القطاع، مشددًا فى الوقت نفسه على أن «المطلوب الآن ليس إصدار بيانات جديدة، وإنما تحويل الأقوال إلى أفعال من خلال ممارسة ضغوط دولية حقيقية لوقف هذه المذبحة».

وأشار أبوالغيط إلى أن عدد الشهداء الذين سقطوا فقط أمام مراكز توزيع المساعدات تجاوز 800 شهيد، قتلوا بدمٍ بارد أثناء انتظارهم لما يسد رمقهم، فى مشهد يعكس تجردًا تامًا من الإنسانية، على حد وصفه، مطالبًا بمحاسبة المسئولين عن هذه الجرائم أمام العدالة الدولية.

وعلى المستوى الدبلوماسى، انطلقت أعمال الدورة غير العادية لمجلس الجامعة العربية بمقر الأمانة العامة فى القاهرة، برئاسة الأردن، لمناقشة الانتهاكات الإسرائيلية المتصاعدة فى غزة، بناء على طلب تقدمت به دولة فلسطين، وأيدته الدول الأعضاء.

وفى كلمته أمام الاجتماع، أطلق السفير أمجد العضايلة، سفير الأردن فى القاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة، تحذيرًا صارخًا من أن «قطاع غزة يواجه اليوم أسوأ كارثة إنسانية فى التاريخ الحديث»، مؤكدًا أن الوضع وصل إلى مرحلة المجاعة الجماعية، وسط استمرار العدوان الإسرائيلى الهمجى وغياب أى تحرك دولى حقيقى لوقفه.

وأشار «العضايلة» إلى أن «إسرائيل لا تكتفى بالقصف والتدمير، بل تحول نقاط توزيع المساعدات إلى مصائد موت»، فى سياسة ممنهجة لاستدراج الجوعى واستهدافهم عمدًا، داعيًا الدول العربية إلى اتخاذ خطوات قانونية ودبلوماسية عبر كافة القنوات الدولية، بما فى ذلك الأمم المتحدة والمحاكم الجنائية.

وحملت المذكرة الفلسطينية المقدمة إلى الاجتماع حكومة الاحتلال مسئولية تدهور الأوضاع، محذرة من مخطط خطير يتم الترويج له تحت مسمى «المدينة الإنسانية» فى جنوب غزة، والتى هى فى حقيقتها «معتقل عنصرى مغلق» يندرج ضمن إطار مخطط تهجير جماعى واسع النطاق، يُعد امتدادًا لسياسة الإبادة الجماعية التى تنفذ على الأرض.

كما ندد العضايلة بخطط إسرائيل لسحب صلاحيات بلدية الخليل فى المسجد الإبراهيمى، فى محاولة لتغيير هوية المكان التاريخية، مشيرًا إلى أن «كافة إجراءات الاحتلال فى الضفة والقدس وغزة غير شرعية ولا قانونية، وتُمثل خرقًا صريحًا للقانون الدولى وقرارات الأمم المتحدة».

وفى سياق آخر حول التغطية الإعلامية الميدانية، قال الإعلامى على وهيب إن ما يحدث فى غزة اليوم لا يرقى إلى وصف إلا بأنه «مجزرة موثقة تُبث على الهواء مباشرة»، مشيرًا إلى أن البيانات الدولية باتت عاجزة عن إحداث أى تغيير، وأن «الفيصل الحقيقى اليوم هو تفعيل أدوات الضغط، لا سيما من الدول الأوروبية التى تمتلك أوراقًا قوية، مثل ملف الشراكة الأوروبية - الإسرائيلية».

وقدم وهيب أرقامًا صادمة عن حجم المأساة الإنسانية، مؤكدًا أن 70 ألف طفل يعانون من الجوع، وأن 3500 طفل حياتهم مهددة بشكل مباشر، فيما تعانى 55 ألف امرأة حامل من نقص الغذاء، و11 ألف امرأة مصابة بسوء تغذية حاد، وسط حصار خانق ومنع ممنهج لإدخال المساعدات.

ولم يخفِ وهيب خشيته من تطور الأوضاع إلى مرحلة معسكرات الاعتقال الجماعى، كاشفًا أن الاحتلال بدأ فعليًا فى الإعداد لأول معسكر إسرائيلى فى جنوب القطاع، بالتوازى مع الإعلان عن وظائف لهدم منازل الفلسطينيين مقابل 400 دولار يوميًا، وهو ما يُثبت أن هناك «نية مبيتة لاقتلاع السكان من أرضهم بشكل كامل».