إن ما تشهده غزة اليوم من دمار شامل وتخريب ممنهج، وما يتعرض له أهلها من ذل وهوان على يد الكيان الصهيونى المدعوم أمريكيًا، لهو دليل قاطع على غياب الضمير الإنسانى والقيم الأخلاقية. تتجلى أبشع صور الوحشية فى قتل النساء والشباب والشيوخ والأطفال الأبرياء، دون أى ذنب اقترفوه. إن استهداف المدنيين بهذا الشكل البشع يدمى القلوب ويفضح زيف ادعاءات الإنسانية والمجتمع الدولى.
لقد وصل الأمر إلى حد حرمان أهالى غزة من أبسط مقومات الحياة؛ فالمؤن والمواد الغذائية شحيحة للغاية، بعد أن استولت إسرائيل على المعابر بدعم أمريكى واضح. هذا الحصار الظالم يفرض واقعًا من القهر والذل على أصحاب الأرض والحق، بهدف إجبارهم على النزوح والفرار بأرواحهم. لم يشهد التاريخ الحديث فظاعة بهذا القدر، حيث يبحث الأطفال عن قطرة حليب، والأمهات والشيوخ عن كسرة خبز فلا يجدون.
أين الضمير العالمي؟
نتساءل بمرارة: أين العالم المتحضر؟ أين المجتمع الدولى مما يحدث؟ يبدو أنهم قد غابوا فى سبات عميق، فلقد نجحت الغطرسة الأمريكية، بآلتها العسكرية التى تمد بها إسرائيل، فى تدمير كل معانى الإنسانية. إن هذه الآلة الدموية لا تكتفى بالقتل فى غزة فحسب، بل تمتد أياديها لتطال الأبرياء فى اليمن ولبنان وسوريا والعراق.
لقد طالما نادينا بضرورة تشكيل جيش عربى موحد يكون قادرًا على لجم هذا الإرهاب الذى تمارسه إسرائيل وأمريكا ضد شعوبنا العربية. فإلى متى ستظلون فى غفلتكم أيها العرب؟ ألا ترون ما يحدث أمام أعينكم؟ ألا يشعر ضميركم بالخزى والعار لما لحق بأمتنا من ذل وهوان؟
لقد دعاكم، الرئيس عبد الفتاح السيسى، إلى إقامة هذا الجيش الموحد، ولكن للأسف الشديد، ما زلتم فى غيبوبتكم، لا تشعرون بحجم وصمة العار التى ستلاحقنا عبر التاريخ. إن دماء أبناء الوطن العربى التى تسفك يوميًا تقع فى أعناق كل من تقاعس عن نصرة الحق.
ماذا تنتظرون بعد كل هذا؟ هل يمكننا أن نرفع رؤوسنا بعد هذا الخذلان؟ كلا، لن تستطيعوا رفع رؤوسكم، فأنتم فى حال من الذل والهوان، وستظلون كذلك إلى أن يأتى أمر الله.