وزير الخزانة الأمريكي يدعو لتحقيق شامل في أداء رئيس الفيدرالي

دعا وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسنت، إلى فتح تحقيق شامل في أداء بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، مشيرا إلى ضرورة تقييم ما إذا كان رئيس "الفيدرالي" جيروم باول "قد نجح فعلاً في مهمته"، وذلك في ظل تزايد الانتقادات الموجهة له من الإدارة الأميركية.

وجاءت تصريحات بيسنت في وقت تتصاعد فيه حدة الخلافات بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الفيدرالي، وسط غضب متزايد من رفض باول الاستجابة لضغوط البيت الأبيض لخفض أسعار الفائدة هذا العام، رغم تراجع الدولار وتصاعد التحديات الاقتصادية المرتبطة بالتضخم والتوترات التجارية.
وتشكل هذه الدعوة الرسمية للتحقيق سابقة في العلاقة بين السلطة التنفيذية والبنك المركزي الأميركي، وتسلط الضوء على الضغوط السياسية المتزايدة التي يواجهها الفيدرالي في وقت بالغ الحساسية للأسواق الأميركية والعالمية.
ترامب لم يُخفِ استياءه مؤخرًا من أداء "الفيدرالي"، بل ألمح في أكثر من مناسبة إلى إمكانية "إقالة باول" -أو على الأقل تقييد سلطاته- إذا لم يستجب لمطالب البيت الأبيض. وتأتي الانتقادات رغم أن الفيدرالي التزم طوال العام بسياسة التريث، معتمدًا على أرقام التضخم والوظائف في تحديد مسار الفائدة.
وكان ترامب قد عبّر صراحة عن رغبته في رؤية الفائدة عند مستويات تقارب 1%، معتبرًا أن ارتفاع الدولار يقوّض الصادرات الأميركية، ويضر بالقدرة التنافسية للبلاد، في ظل اشتداد التوترات التجارية مع أوروبا والصين.
الإدارة الأميركية تفتح جبهة جديدة ضد "الفيدرالي"
وفي موازاة ذلك، فتحت الإدارة الأميركية جبهة جديدة ضد "الفيدرالي" تتعلق بمشروع ترميم مقره الرئيسي في واشنطن، الذي بلغت تكلفته نحو 2.5 مليار دولار. وتتهم الإدارة باول وفريقه بسوء إدارة المشروع وتجاوز الميزانية المقررة دون تحقيق نتائج ملموسة، وهو ما يُستغل الآن كأداة إضافية لتكثيف الضغط السياسي عليه.
وكان ترامب قد أعرب مرارًا عن استيائه من سياسة باول النقدية، معتبرا أن رفضه خفض الفائدة يُضعف الاقتصاد الأميركي ويُقيد قدرات السوق المالية، في وقت يحاول فيه البيت الأبيض تعزيز النمو ودعم الأسواق قبل الانتخابات المقبلة.
هذه التطورات تتزامن مع تحذيرات متكررة من المحللين الاقتصاديين من تداعيات "تسييس السياسة النقدية"، مؤكدين أن استقلالية الفيدرالي تُعد ركيزة أساسية في النظام المالي الأميركي، وأن التدخلات السياسية المفرطة قد تهز ثقة المستثمرين وتنعكس سلبًا على الأسواق.
ويأتي ذلك في وقت سجلت فيه الأسهم الأميركية مستويات تاريخية بدعم من شركات التكنولوجيا، فيما يعاني الدولار من تراجعات تعد الأكبر منذ أكثر من خمسة عقود، وسط مؤشرات على أن الأسواق بدأت تسعّر سياسة "الدولار الضعيف" التي قد يعتمدها ترامب.