المبعوث الأمريكي للبنان: الولايات المتحدة تسعى إلى مساعدة الأطراف

أكد توم باراك، المبعوث الأمريكي إلى لبنان ، أن الولايات المتحدة تسعى إلى مساعدة الأطراف اللبنانية على تحقيق اتفاقية لوقف الأعمال العدائية، تمهيدا لمرحلة جديدة من الاستقرار والتنمية.
وجاء ذلك خلال مقابلة حصرية مع تلفزيون لبنان وفي إطار زيارته الحالية إلى بيروت، والتي شملت لقاءات مع رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء، ومن المقرر أن يلتقي غدا رئيس مجلس النواب.
أوضح باراك أن هذه الزيارة "ليست الثالثة له إلى لبنان، بل الثالثة خلال الأسابيع الأخيرة"، واصفا إياها بـ"العودة إلى الديار". وأكد أن النقاشات مع المسؤولين اللبنانيين "بناءة ومدروسة ومفعمة بالأمل"، وركزت على "دور الولايات المتحدة في مساعدة لبنان خلال هذه المرحلة الدقيقة".
ووصف المبعوث الأمريكي اللقاءات التي أجراها مع المسؤولين اللبنانيين بأنها "بناءة ومفعمة بالأمل"، مشيرا إلى أن المحادثات تركزت على كيفية تحقيق وقف دائم للأعمال العدائية في جنوب لبنان، والانتقال إلى مرحلة إعادة الإعمار والازدهار. وأوضح أن الولايات المتحدة لا تفرض مطالب على لبنان، بل تقدم اقتراحات لمساعدة الأطراف على تجاوز حالة عدم الثقة المتبادلة.
وردا على سؤال حول نزع سلاح حزب الله، نفى المبعوث الأمريكي أن تكون واشنطن قد قدمت مطالب محددة، مؤكدا أن القرار النهائي يقع على عاتق اللبنانيين. وأشار إلى أن استراتيجية "الجزرة والعصا" تُستخدم في أي عملية تفاوض لبناء الثقة بين الأطراف، بما في ذلك الحكومة اللبنانية وحزب الله وإسرائيل.
وأضاف: "لبنان بحاجة إلى أمن مستدام ليكون قلب المنطقة الاقتصادي والسياحي"، مشيرا إلى أن "حزب الله جزء من لبنان، وعليه أن يقرر موقفه بنفسه.، وأكد أنْ "نحن مستعدون للمساعدة في بناء الثقة بين الأطراف، لكن القرار النهائي يعود للبنانيين."
وأكد المبعوث الأمريكي أن بلاده ستواصل دعم الجيش اللبناني دون شروط، بما في ذلك التدريب والتجهيزات ودفع الرواتب، لتعزيز دوره كقوة لحفظ السلام. أما فيما يخص تجديد ولاية قوات اليونيفيل، فقال إن القرار لا يزال قيد الدراسة وسيُعلن عنه قبل نهاية أغسطس.
وحول موضوع ترسيم الحدود البرية بين لبنان وسوريا، أشار إلى أن هذا الملف معقد ويحتاج إلى وقت، داعيا إلى التركيز على بناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة بدلا من الانشغال بالحدود المرسومة في الماضي.
واختتم المبعوث الأمريكي حديثه برسالة تفاؤل، معربا عن أمله في أن يصبح لبنان قوة إقليمية خلال السنوات المقبلة، وشدد على أن "اللبنانيين يستحقون السلام والازدهار بعد سنوات من المعاناة".
وعلى صعيد آخر، حذر مدير جمعية الإغاثة الطبية في قطاع غزة بسام زقوت، من تفاقم المجاعة التي تعصف بالقطاع، مؤكدًا أن الوضع بلغ ذروته في الأيام الأخيرة، في ظل عجز العديد من العائلات عن توفير حتى وجبة واحدة يوميًا.
وقال زقوت، إن "حالة الجوع في القطاع كبيرة، والمجاعة تضرب جميع الفئات.. وإذا استمر هذا الوضع لأسبوع أو أسبوعين آخرين، فستكون الانعكاسات كارثية، خصوصًا في ظل عجز القطاع الصحي عن التعامل مع حالات سوء التغذية، نتيجة نقص العلاجات والمكملات الغذائية الضرورية".
وأشار إلى أنه لا توجد حتى الآن آليات فعلية لتسليم المساعدات داخل القطاع، والمساعدات التي تصل تكون عبر المساعدات الأمريكية، التي باتت تُعرف بطريق الموت، لا طريق الغذاء"، لافتًا إلى ارتفاع عدد الشهداء من طالبي المساعدات في الأيام الأخيرة.
وأكد زقوت أن معظم سكان القطاع يعانون من جوع قاسٍ يفوق الوصف، وأن الانعكاسات الخطيرة بدأت بالظهور في المراكز الصحية، لا سيما لدى الأطفال، حيث ارتفعت معدلات الإصابة بسوء التغذية الحاد بشكل لافت.
ومن جهة أخرى دعت دولة فلسطين لعقد دورة غير عادية لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين، غدًا الثلاثاء؛ لبحث سبل التحرك السياسي والقانوني والدبلوماسي على المستويين العربي والدولي للتصدي للعدوان الإسرائيلي الخطير وغير المسبوق بالأراضي الفلسطينية.
وقال المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى جامعة الدول العربية السفير مهند العكلوك، في تصريح، اليوم الإثنين، إن هذه الدعوة تأتي في ظل الأوضاع الكارثية وحصار التجويع والموت المجاني في قطاع غزة واستدراج المجوعين إلى نقاط توزيع لا إنسانية وقتلهم، مشيرًا إلى ما تقوم به دولة الاحتلال من تجويع متعمد وممنهج بهدف فرض المجاعة على الشعب الفلسطيني كسلاح من أسلحة الإبادة الجماعية، حيث تم استهداف قرابة 1000 شهيد كانوا ينتظرون المساعدات الغذائية لأطفالهم وعوائلهم، مؤكدًا أن ما يقدم باسم الإغاثة ما هو إلا سلاح جديد لقتل الفلسطينيين تحت غطاء إنساني كاذب.
وأوضح مندوب دولة فلسطين، أن الدعوة لعقد الاجتماع جاءت أيضًا بناء على استهداف دولة الاحتلال المقدسات الإسلامية والمسيحية من بينها مخطط الاحتلال غير القانوني القاضي بسحب صلاحيات بلدية الخليل في المسجد الإبراهيمي ومحيطه في البلدة القديمة لمدينة الخليل لصالح ما يسمى "بالمجلس الديني" للمستوطنات الاستعمارية الإسرائيلية في مدينة الخليل، ومحاولات الاحتلال لتغيير الوضع التاريخي والقانوني والديني في المسجد الإبراهيمي بهدف استكمال تهويده والسيطرة عليه بشكل كامل في سابقة خطيرة وخرق سافر للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بما فيها منظمة "اليونسكو"، بالإضافة إلى ما قام به الاحتلال من استهداف كنيسة دير اللاتين في غزة، التي تعد من أقدم الكنائس في العالم وتؤوي مئات النازحين من المدنيين، الذي يمثل جريمة وانتهاكًا لأحكام القانون الدولي الإنساني.