رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

مُبرمج بين الأشواك..

يجني التين الشوكي ليلًا ويطارد حلمه في الذكاء الاصطناعي نهارًا.. قصة محمد صيام الذي لا ينام

محمد طارق صيام
محمد طارق صيام

في قلب منطقة أبو زعبل بمدينة الخانكة بمحافظة القليوبية، وُلدت حكاية مُلهمة تختزل مشقة الحياة ونُبل الطموح. بطلها شاب لا يعرف الراحة ولا يستسلم للظروف، هو محمد طارق صيام، الطالب بالفرقة الرابعة بكلية الحاسبات ونظم المعلومات.

بعد وفاة والدهما، المعلم الفاضل طارق صيام، قرر محمد وشقيقه الأصغر محمد، طالب كلية التجارة بجامعة عين شمس، أن يسيرا في درب الكفاح بإرادة لا تنكسر. حملا القيم التي غرسها والدهما، واختارا أن يعتمدا على نفسيهما في مواجهة قسوة الحياة، دون انتظار مساعدة أو تذمُّر من القدر.

اختار محمد مهنة شاقة لا يقوى عليها الكثيرون، وهي زراعة وجني ثمار التين الشوكي، تلك الثمار التي لا تُجمع إلا ليلًا، حين تتساقط قطرات الندى فتخفف من حدّة أشواكها القاسية. أما إن جُمعت نهارًا، فتطلق الرياح أشواكها الصغيرة كالإبر في وجه وجسد من يقطفها، مخلفة جراحًا لا تُحصى.

كل ليلة، يحمل محمد أدواته البسيطة، ويخرج في سكون الليل إلى الحقل، يتنقل بين الأشواك، يقطف رزقه بيديه، يضمد جراحه بصمت، ويعود مع أول خيوط الفجر مثقلًا بالتعب، لكنه مشحون بالأمل والإصرار.

ومع شروق الشمس، يبدأ فصل آخر من حياته اليومية. يخلع ملابس الحقل، ويرتدي طموحه، ليتحول إلى طالب متفوق ومُبرمج طموح، يغوص في عوالم الأكواد والخوارزميات، ويُطوّر مهاراته في البرمجة والذكاء الاصطناعي، ساعيًا لأن يكون من رواد هذا المجال في مصر والعالم.

محمد طارق صيام يكتب فصول كفاحه على صفحتين متصلتين:-

  • في جنح الليل، بين الحقول وأشواك التين الشوكي.
  • في وضح النهار، بين قاعات الدراسة وشاشات الحاسوب.


بين جراح الليل وأحلام النهار، يُثبت محمد أن النجاح لا يحتاج بيئة مثالية، بل يحتاج عزيمة صادقة، وأن كل شوكة تُصيب يده في الحقل، تُقرّبه أكثر من قمة النجاح.

أصدقاؤه: محمد ملهم ونموذج يُحتذى به

ويحكي أصدقاؤه في الجامعة عنه بفخر، مؤكدين أنه نموذج للشباب المكافح. يقول أحد زملائه:
"محمد مش بس زميل، ده ملهم لينا كلنا. بنشوف فيه معنى الإصرار الحقيقي.. يشتغل بالليل في ظروف صعبة، ويرجع الصبح يذاكر ويتفوق كأنه ما نامش. عمره ما اشتكى، ولا طلب حاجة من حد، دايمًا بيقول إن الشغل عمره ما كان عيب."

ويضيف آخر:
"نتمنى له كل النجاح، لأنه فعلاً يستحق. شاب بيشتغل بيده وبعقله، وبيعرف يوازن بين التعب والحلم، وده مش سهل."

بهذه الكلمات الصادقة، يُثبت محمد طارق صيام أنه لم يسر وحده في طريق الكفاح، بل حمل معه إلهامًا لمن حوله، ورسالة لكل شاب بأن الحلم لا يُؤجَّل، وإن كانت بدايته بين الأشواك.
 

محمد طارق صيام

1000539074
1000539074
1000539079
1000539079
1000539078
1000539078
1000539213
1000539213
1000539211
1000539211