"صحة غزة": المجاعة بلغت مستويات كارثية وسط تجاهل دولي

حذر المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى، خليل الدقران، اليوم الأحد، من أن نحو مليوني مواطن في قطاع غزة يواجهون خطر الجوع والمجاعة، مع استمرار الحرب الشرسة على القطاع منذ 21 شهرًا، في ظل صمت دولي مقلق.
وقال الدقران: "الاحتلال الإسرائيلي لا يكتفي باستخدام الأسلحة الفتاكة ضد المدنيين والمناطق السكنية، بل يمارس سياسات ممنهجة لاستخدام التجويع كسلاح، في انتهاك صارخ لكل الأعراف والمواثيق الدولية".
وأكد أن المجاعة في غزة تمر بمرحلة هي الأخطر منذ بداية الحرب، مشيرًا إلى أن الاحتلال يستهدف كل مقومات الحياة في القطاع، ويمنع إدخال الغذاء والدواء منذ أكثر من أربعة أشهر، ما أدى إلى انهيار تام في الأوضاع الإنسانية والصحية.
وأضاف الدقران: "المستشفيات تعاني نقصًا حادًا في الإمدادات الدوائية والعلاجية، وتوقفت معظم الأجهزة الطبية عن العمل بسبب نفاد الوقود"، مشددًا على أن ما يتعرض له الأطفال في غزة من قصف وتجويع وقتل هو جريمة مستمرة يجب ألا تمر بصمت.
من جهة أخرى، أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أن مقاتليها تمكنوا من قنص جندي إسرائيلي كان على متن دبابة ميركافا قرب مدرسة الناصرة في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة.
وأضافت الكتائب أنها، بالتنسيق مع سرايا القدس، نفذت عملية استهداف لثلاث دبابات ميركافا باستخدام عبوتي "شواظ" و"ثاقب" بالإضافة إلى قذيفة من نوع "تاندوم" في نفس المنطقة.
وفي سياق متصل، أفادت ألوية الناصر صلاح الدين أنها قصفت تجمعًا لجنود الاحتلال الإسرائيلي شرق جباليا شمالي القطاع بقذائف الهاون، وذلك بالتعاون مع قوات الشهيد عمر القاسم وكتائب شهداء الأقصى.
رئيس الوزراء الفلسطيني: شعبنا يموت جوعًا في غزة
أعرب رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى عن استنكاره الشديد لتقاعس العالم تجاه ما يجري في قطاع غزة، متسائلًا كيف يمكن للمجتمع الدولي أن يقبل بوصول الأوضاع إلى هذا المستوى من المأساة.
وقال: مصطفى، في تصريحاتٍ نقلتها وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"،: "ما يحدث أمر لا يُصدق، وغير معقول، ويبدو أن الإنسانية باتت على وشك الانهيار".
وأضاف: "من غير المقبول أبدًا أن يُترك أبناء شعبنا يموتون جوعًا في هذا العصر".
اقرأ أيضًا: صحافة أمريكا تُبرز دور مصر في إنهاء مُعاناة غزة
اقرأ أيضًا: قاضي قضاة فلسطين: مصر أفشلت مُخطط تهجير شعبنا
وأكد أن الحكومة ستواصل رفع صوتها عاليًا والعمل بكل السبل لإنهاء هذا الوضع اللا إنساني وغير الأخلاقي.
وأضاف مصطفى: "نبذل كل ما بوسعنا لإنقاذ أهلنا في قطاع غزة وتخفيف معاناتهم، وباسم الرئيس والحكومة، نُجدد عهدنا لأبناء شعبنا في القطاع بأن التزامنا ثابت، ولن يتغير مهما بلغت التحديات أو التضحيات".
وأشار رئيس الوزراء إلى أن الأولويات الوطنية في هذه المرحلة تتلخص في وقف شلال الدم في غزة، وإطلاق عملية إعادة الإعمار، وتحقيق الوحدة بين قطاع غزة وباقي مؤسسات الدولة تمهيدًا لتجسيد الدولة الفلسطينية على الأرض.
وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، اليوم الأحد، إنها تطالب برفع الحصار عن قطاع غزة والسماح لنا بإدخال الغذاء والأدوية.
وأضاف البيان: "السلطات الإسرائيلية تجوع المدنيين في قطاع غزة ومن بينهم مليون طفل".
وفي وقت سابق، أعربت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينيةعن إدانتها الشديدة لما وصفته بـ"جرائم القتل الجماعي" التي تستهدف مراكز توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، مشيرة إلى أن آخر هذه الجرائم تمثّلت في المجزرة المروعة شمال رفح، والتي أسفرت عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى.
وأكدت الوزارة في بيان صحفي نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، أن هذه المجازر تمثل حلقة جديدة من سلسلة القتل العمد والمنهجي التي تطال أكثر من مليوني فلسطيني في القطاع، عبر وسائل متعددة من بينها: القصف، والتجويع، وقطع المياه، والحرمان من الرعاية الطبية، بهدف فرض التهجير القسري على السكان.
وأضاف البيان، أن الوزارة تواصل تحركاتها السياسية والدبلوماسية مع الدول والمنظمات الدولية من أجل وقف هذه الانتهاكات المتواصلة، محمّلة المجتمع الدولي المسؤولية عن عجزه وتخاذله في حماية المدنيين الفلسطينيين.