رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

سفير القرآن.. مقتطفات من حياة الشيخ محمود البنا في ذكرى وفاته

الشيخ محمود علي البنا
الشيخ محمود علي البنا

اشتهر بصوته العذب وأدائه الفريد الذي جذب الملايين من محبي القرآن الكريم، وبجمال صوته وقدرته الفائقة على تجسيد معاني القرآن الكريم، حيث يحل علينا اليوم الأحد العشرين من يوليو ذكرى وفاة وأحد أشهر قراء القرآن الكريم في مصر بل العالم العربي والإسلامي، تميز صوته بالعذوبة والخشوع، وكان علم من أعلام قراءة القرآن؛ إنه الشيخ محمود علي البنا.

 الشيخ محمود على البن
 الشيخ محمود على البن

تميز الشيخ البنا بأسلوبه الفريد في التلاوة والتجويد، الذي جمع بين الدقة في الأداء، وعذوبة الصوت وخشوع القلب، فاستطاع أن يجسد معاني الآيات بأسلوب يلامس قلوب المستمعين وتجعل العيون تفيض دموعًا، فقد كانت تلاواته تصدح في أرجاء الوطن العربي والعالم الإسلامي من خلال الإذاعات والشرائط الصوتية، وما زال صوته العذب يتردد في قلوب محبيه حتى اليوم، وفي ذكرى ميلاده، نجدد عهد الامتنان والوفاء لإرث سفير القرآن الكريم الشيخ محمود البنا، ونتذكر تلاواته ونبذة عن حياته الذاخرة، تقديرًا للإبداع الذي أضفاه على ذكر الله الحكيم.

 الشيخ محمود على البن
 الشيخ محمود على البن

حفظ الشيخ محمود علي البنا القرآن الكريم في كتاب القرية على يد الشيخ موسى المنطاش، وأتم حفظه في الحادية عشرة من عمره، ثم انتقل إلى مدينة طنطا لدراسة العلوم الشرعية بالجامع الأحمدى، وتلقى القراءات فيها على يد الإمام إبراهيم بن سلام المالكي.

ألقابه:

لُقب البنا بـ"سفير القرآن، والطفل المعجزة، وصاحب الحنجرة الذهبية، والصوت الهادئ، و"كروان القرآن" من فرط جمال صوته وبـ"الطفل المعجزة"؛ إذ كان لديه ملكة تقليد كبار المشايخ، خاصة الشيخ محمد رفعت، مما أكسب صوته حلاوة وعذوبة مميزة، كما كان متميزًا في تقليد أصحاب القراءات المختلفة، مثل الشيخ الشعشاعي، ومحمد سلامة، والسعودي.

 

مولده ونشأته:

ولد فضيلة القارئ الشيخ محمود علي البنا في السابع عشر من ديسمبر عام 1926، ويعد من أعلام هذا المجال البارزين، في قرية شبرا باص التابعة لمركز شبين الكوم بمحافظة المنوفية.

 

توجه الشيخ إلى القاهرة عام 1945 وسريعًا ما اشتهر وذاع صيته، وأصبح معروفًا في وسط المقرئين والمشايخ، ثم تعلم سريعًا علم المقامات والتجويد، ثم التحق الشيخ بالإذاعة المصرية عام 1948، وكانت أول قراءة له بالإذاعة في شهر ديسمبر من نفس العام.

اختير قارئ لمسجد عين الحياة  بحدائق القبة بشارع مصر والسودان، وكان اسمه مسجد الملك فاروق، ثم عرف بمسجد الشيخ كشك في ختام الأربعينيات، ثم لمسجد الإمام الرفاعى في الخمسينيات، وانتقل للقراءة بالجامع الأحمدي في طنطا عام 1959، وظل به حتى عام 1980، حيث تولى القراءة بمسجد الإمام الحسين حتى وفاته، وترك للإذاعة ثروة هائلة من التسجيلات، إلى جانب المصحف المرتل الذي سجله عام 1967، والمصحف المجود في الإذاعة المصرية، والمصاحف المرتلة التي سجلها لإذاعات السعودية والإمارات.

 

وظل به حتى عام 1980، حيث تولى القراءة بمسجد الحسين حتى وفاته و ترك للإذاعة ثروة هائلة من التسجيلات، إلى جانب المصحف المرتل الذي سجله عام 1967، والمصحف المجود في الإذاعة المصرية، والمصاحف المرتلة التي سجلها لإذاعات السعودية والإمارات.

وصل الشيخ البنا إلى القاهرة عام 1945، وبدأ صيته يذيع فيها، ودرس فيها علوم المقامات على يد الشيخ الحجة في ذلك المجال درويش الحريري، اختير قارئ لجمعية الشبان المسلمين عام 1947، وكان يفتتح كل الاحتفالات التي تقيمها الجمعية.

 

 وفي عام 1948م استمع إليه علي ماهر باشا، والأمير عبد الكريم الخطابي وعدد من كبار الأعيان الحاضرين في حفل الجمعية، وطلبوا منه الالتحاق بالإذاعة المصرية.

 

البنا والسادات 
البنا والسادات 

التحاقه بالأزهر الشريف:

لم يكمل الشيخ البنا دراسته في الأزهر الشريف، وذلك لانشغاله بالقرآن الكريم، يذكر أنه كان يقول عن نفسه: "أنا فشلت في الأزهر ونجحت الإذاعة، وتعلم القراءات العشر على يد الشيخ إبراهيم سلام المالكي بالمسجد الأحمدي بطنطا، وأتم حفظها في عام 1945، وهو العام الذي شهد نقلة في حياة الشيخ، فانتقل للعيش بالقاهرة.

 الشيخ محمود على البنا
 الشيخ محمود على البنا

 الالتحاق بالإذاعة المصرية:

كان الشيخ محمود البنا أصغر القراء في السن، عندما التحق بإذاعة القرآن الكريم، وكان عمره لم يتعد الـ22 عامًا، حيث التحق الشيخ البنا بالإذاعة المصرية عام 1948، وكانت أول قراءة له على الهواء في ديسمبر 1948 من سورة هود، وصار خلال سنوات قليلة أحد أشهر أعلام القراء في مصر.

 الشيخ محمود على البن
 الشيخ محمود على البن

سفير للقرآن الكريم في دول العالم: 

زار الشيخ البنا العديد من دول العالم، وقرأ القرآن في الحرمين الشريفين، والحرم القدسي، ومعظم الدول العربية، وزار العديد من دول أوروبا، وكان الشيخ البنا من المناضلين من أجل إنشاء نقابة القراء، واختير نائبًا للنقيب عند إنشاء النقابة عام 1984.

فى عام 1967 سجل المصحف المرتل للإذاعة بناء على طلب من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.

وتزوج الشيخ محمود علي البنا، وأنجب سبعة أبناء خمسة ذكور، وبنتين، بعدها شارك فى تأسيس نقابة محفظي وقراء القرآن الكريم بمعاونة الشيخ عبدالباسط، وشعيشع، والرزيقي.

 

 الشيخ محمود على البن
 الشيخ محمود على البن

 التكريمات: 

 حصل الشيخ البنا على العديد من شهادات التقدير والتكريم والأوسمة من مختلف الدول التي زارها، وتسلم من الرئيس عبدالناصر هدية تذكارية عام 1967، كما حصل على ميدالية تذكارية من القوات الجوية في عيدها الخمسين عام 1982، وحصل على درع الإذاعة في الاحتفال بعيدها الذهبي عام 1984، ومنحه الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1990 في الاحتفال بليلة القدر، وتسلمه نجله الأكبر اللواء مهندس شفيق محمود علي البنا، وكرمته محافظة الغربية بإطلاق اسمه على الشارع الرئيسي بجوار المسجد الأحمدي بمدينة طنطا، وكذلك كرمته محافظة سوهاج بإطلاق اسمه على أحد شوارعها، وأحد مدنها بسوهاج الجديدة، كذلك أطلقت محافظة القاهرة اسمه على أحد شوارع حي مصر الجديدة.

االشيخ البنا والشيخ زايد
االشيخ البنا والشيخ زايد

البنا والشعراوي:

ارتبط فضيلة الشيخ البنا بالإمام محمد متولي الشعراوي بعلاقة صداقة قوية لدرجة أنه أوصاه بأن يصلي عليه، ويتقدم ما أسماه التشريفة ويقصد جنازته، والتى خرجت من مسجد الإمام الحسين يوم السبت 20 يوليو 1985 إلى مثواه الأخير فى مسقط رأسه بجوار مسجده الذى لم يكتمل بنائه وقتها، ودعى له الشيخ الشعراوى عند قبره وأمن الناس خلفه وختم دعائه بقوله: اللهم أثبه خير ثواب عن كل حرف تلاه، وعن كل من سمع حرفًا، وعن كل ما أذيع له من القرآن الكريم.

البنا وعبد الحليم محمود
البنا وعبد الحليم محمود

لا يزال هناك بعض الوقت قبل الرحيل هكذا كان يشعر البنا قبل أن يطلب رؤية صديقه الشيخ الشعراوي، وأخبره أبناؤه بأنه يسجل خواطره فى البحر الأحمر ليرد عليهم قائلًا: "اذهبوا إليه وأحضروه فقد عاد"، وتوجه بالفعل نجل الشيخ البنا إلى منزل إمام الدعاة، ووجده بالفعل عاد وأخبره بأن والده بالمستشفى ويريد لقاءه.

الطبلاوي والبنا وعبد الباسط
الطبلاوي والبنا وعبد الباسط

لقاء الشعراوي بالشيخ البنا قبل وفاته بساعات:

عُين الشيخ محمود علي البنا قارئًا بمسجد الحسين، وتوطدت علاقته بإمام الدعاة الشيخ محمد متولى الشعراوى، حيث كان يسكن بذات المنطق،ة ويحب أن يسمع القرآن الكريم بصوته، وقال عنه الشعراوي فى أحد اللقاءات: "أحبته منذ أن رأيته ثم بعد ذلك أحببت ما يقدمه"، وظلا أصدقاء حتى وفاته.

 

جنازته وحضور الشيخ الشعراوي:

كانت جنازة مهيبة في مسقط رأس الشيخ الراحل محمود البنا بحضور الإمام الشيخ محمد متولي الشعراوي، والذي دعا له أمام قبره وسط الحاضرين، وأقيم العزاء داخل قريته وفي القاهرة أيضًا بحضور معظم القراء الكبار؛ أمثال الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، والشيخ شعبان الصياد، والشيخ أبو العينين شعيشع، والشيخ الشحات أنور، والشيخ عبد العزيز حصان، ومندوب من رئاسة الجمهورية.

وفاته:

بعد رحلة عطاء حافلة مع القرآن توفي الشيخ في 20 يوليو 1985، الموافق 3 من ذي القعدة 1405هـ عن عمر يناهز تسعة وخمسون عامًا، ودفن بالمقبرة التي بناها في حياته بجوار المركز الإسلامي الذي أقامه بقريته شبرا باص، وشيعت الجنازة من مسجد الإمام الحسين.