اليونان تقترب من إطلاق أول مرصد إقليمي لرصد تغير المناخ (فيديو)

أكد عبدالستار بركات، مراسل «القاهرة الإخبارية»، من أثينا، أن اليونان تقترب من إنجاز مشروع علمي ضخم لرصد علوم الأرض والتغيرات المناخية، يُعد الأول من نوعه في جنوب شرق أوروبا، وذلك من خلال إنشاء مرصد على جزيرة «أنتيكيثيرا» الواقعة في قلب البحر المتوسط.
مواجهة التغير المناخي:
وأوضح «بركات»، خلال رسالة على الهواء ببرنامج «صباح جديد»، عبر شاشة «القاهرة الإخبارية»، أن الصحف اليونانية ذكرت اليوم أن المشروع يمثل خطوة نوعية في مواجهة التغير المناخي، حيث يُصنّف كأول منشأة علمية متخصصة في هذا المجال على مستوى المنطقة، مؤكدًا أن المرصد يُقام على جزيرة تتميز بأهمية جغرافية فريدة، جعلت منها موقعًا مثاليًا لرصد الظواهر البيئية، نظرًا لوقوعها عند تقاطع التيارات الهوائية بين أوروبا وأفريقيا.
وشدد على أن الموقع الاستراتيجي للجزيرة يمكّنها من رصد مكونات بيئية مؤثرة، منها الغبار المعدني، والتلوث الصناعي، ودخان الحرائق، والملح البحري، وهي جميعها عناصر حاسمة في دراسة آثار التغير المناخي، مضيفًا: «المشروع ممول بقيمة 48 مليون يورو من مصادر أوروبية ووطنية، ومن المقرر أن يتم إنجازه بحلول منتصف عام 2026، ليشكل استثمارًا استراتيجيًا في مستقبل البحث العلمي والابتكار البيئي بالمنطقة».
تحليل الظواهر المناخية المتطرفة:
وقال إن المشروع لا يُعد مجرد بنية تحتية بحثية، بل يمثل "مهمة وطنية والتزامًا طويل الأمد"، مشيرًا إلى أن المرصد سيكون أداة محورية في تحليل الظواهر المناخية المتطرفة التي تضرب منطقة المتوسط، مثل الجفاف، والحرائق، والعواصف الترابية، موضحًا أن المرصد يضم شبكة متقدمة من أجهزة الرصد، تشمل أنظمة لقياس التوزيعات الرأسية للغلاف الجوي، ومحطات أرصاد جوية وزلزالية، وأجهزة لرصد الملوثات والغازات الدقيقة.
على صعيد متصل، كشف الدكتور مدحت سابق، خبير الوقاية الإشعاعية بهيئة الرقابة النووية والإشعاعية، عن الأسباب العلمية وراء تصاعد وتيرة الحرائق في مصر بشكل لافت خلال الفترة الماضية، موضحًا أن التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة تلعب دورًا محوريًا في اشتعال الحرائق، خاصة في الأجهزة الإلكترونية والاتصالات.
وشدد "سابق"، في مداخلة هاتفية ببرنامج "أنا والناس"، الذي تقدمه الإعلامية مروة مطر، المذاع عبر قناة "النهار"، على أن المقاومة المنخفضة المطلوبة للأجهزة الإلكترونية تتطلب درجات حرارة منخفضة جدًا، مما يضع عبئًا كبيرًا على أجهزة التكييف التي تعمل على مدار 24 ساعة، مؤكدًا على ضرورة وجود توصيلات دقيقة للأجهزة، وأنظمة تبادلية للتكييفات، واستخدام أسلاك اتصالات قوية تتحمل درجات الحرارة المرتفعة لمنع حدوث "شورت سيركت".
وأشار إلى أن التدخلات البشرية تلعب دورًا أيضًا، فغياب معايير السلامة "السيفتي" وعدم وجود تقييم للمخاطر "الريسك أسسمنت" يؤدي إلى عدم التعامل السليم مع الأجهزة التي تعمل لساعات طويلة، موضحًا أن بعض المقاولين يركبون أسلاكًا تتحمل درجات حرارة معينة، ولكن عند ارتفاع الحرارة بشكل كبير - كما يحدث حاليًا - تُصبح هذه الأسلاك غير قادرة على تحمل الضغط، مما يؤدي إلى اشتعال الحرائق.
وفيما يتعلق بأساليب إطفاء الحرائق، أكد على ضرورة وجود خرائط توضيحية للمكان وطرق الإطفاء، بالإضافة إلى تدريب العاملين على كيفية التصرف السليم في حالات الطوارئ، منوهًا بأهمية أنظمة الإطفاء الأوتوماتيكية التي تعمل بالكربون ثاني أكسيد أو المياه في الأماكن الحيوية مثل السنترالات ومحطات الكهرباء، مشيرًا إلى أنها قد تكون مُكلفة ولكنها ضرورية لضمان السلامة.