الفنان أحمد الشافعي: "صيف بلدنا" منصة لاكتشاف الطاقات الإبداعية.. والفن معيار النجاح الحقيقي

قال الفنان أحمد الشافعي، رئيس الإدارة المركزية للشئون الفنية بالهيئة العامة لقصور الثقافة، إن مهرجان "صيف بلدنا" يُعد فرصة حقيقية لاكتشاف وتقديم الطاقات الإبداعية والفنية من مختلف أنحاء مصر، مؤكدًا أن معيار التقييم الحقيقي لأي فنان أو مسؤول ثقافي هو ما يُقدَّم من فن وإبداع للجمهور.

وأضاف في حوار خاص لـ"الوفد" على هامش انطلاق الفعاليات بمحافظة مطروح أن المهرجان يمتد لمدة 45 يومًا، ويُقام في مواقع متعددة من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، بمشاركة مكثفة من فرق الفنون الشعبية والاستعراضية التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة، والتي بلغت نسبة مشاركتها نحو 99%.

وأضاف: نحرص على أن تشارك جميع فرق الفنون الشعبية والاستعراضية في صيف بلدنا، من الشمال إلى الجنوب، بالإضافة إلى فرق الموسيقى الشعبية.
من العالمين إلى الإسكندرية:
وأوضح "الشافعي" أن مهرجان "صيف بلدنا" انطلق هذا العام من مدينة العلمين الجديدة، لما تشهده من تطور عمراني وثقافي مستمر، ثم امتد إلى محافظات مرسى مطروح، الإسكندرية، بورسعيد، دمياط الجديدة، رأس البر، وجمصة، مشيرًا إلى أن الفعاليات تُقام إما في مواقع تابعة للهيئة أو بالشراكة مع مؤسسات أخرى ووزارات متعاونة.

وكشف عن أن اختيار العلمين كنقطة انطلاق هذا العام، بسبب تطورها الدائم، ثم تحركنا إلى مواقع ساحلية أخرى لنكون بالقرب من الجمهور في أماكن تواجدهم.
وأكد أن الدورة الحالية شهدت إدخال مواقع جديدة مثل المسرح الروماني والممشى السياحي بمدينة العلمين، واللذين يستخدمان في الترويج للعروض الفنية، وشهد المسرح الروماني تقديم أوبريت مسرحي بعنوان "بداية جديدة" تناول موضوع العلمين الجديدة، وهو من إنتاج إدارة المسرح، كما شاركت في العرض فرقة التنورة التراثية التابعة للهيئة.

وحول المشاركات الدولية، كشف الفنان أحمد الشافعي عن إدراج عدد من الفرق الفنية في جولات خارجية خلال الفترة المقبلة، منها فرقة الحرية للفنون الشعبية بالإسكندرية (إلى الصين) وفرقة العريش للفنون الشعبية (إلى مهرجان جرش بالأردن)، وفرقة بورسعيد (إلى مهرجان في كوريا الجنوبية).
وأكد أن الهيئة العامة لقصور الثقافة، بقيادة اللواء خالد اللبان، وبدعم كبير من وزير الثقافة د. أحمد هنو تعمل على رفع كفاءة الفرق بشكل دائم، وهناك فرق ستسافر قريبًا لتمثيل مصر بالخارج.

أشار الشافعي إلى أن تفاعل الجمهور هو المحرك الأساسي للفرق، لافتًا إلى أن الحضور الجماهيري كان كثيفًا في معظم المواقع، وهو ما يمنح الفنانين طاقة إيجابية ويدفعهم للاستمرار، مضيفًا أن الهيئة تبدأ تجهيزات المهرجان من وقت مبكر بالتعاون مع الأقاليم الثقافية والمحافظات لضمان تنفيذ جيد ومنضبط.
وفيما يخص التحديات التي تواجه عمل الفرق، تحدث عن وجود صعوبات مالية ولوجستية، إلا أن التعاون مع وزارة الثقافة وشركاء آخرين يسهم في تجاوزها. كما شدد على أهمية تجديد المنتج الفني وتطوير الشكل والمحتوى مع الحفاظ على الهوية الأصيلة للفرق.
وأضاف: نحن مطالبون بالتجديد والابتكار، لأننا لسنا وحدنا في الساحة، وهناك منافسة حقيقية مع كيانات أخرى ومع فنون تنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وعن توليه منصبًا إداريًا رفيعًا، قال الشافعي إنه لم يسع يومًا وراء المناصب، بل إنها تأتي بشكل قدري، وإنه يحاول أن يكون على قدر المسىٔولية، مضيفًا: أنا في الأصل فنان، و الأهم هو أن أقدم فنًا حقيقيًا يحترمه الجمهور.
وفي رده على الجدل حول تقديم الفن كمجاني أو مدفوع، قال "الشافعي" إن الهيئة تسعى لتحقيق توازن بين دعم الثقافة المجانية للجمهور وبين تحقيق عائد مستدام يساعد على رفع كفاءة الفرق وتحقيق الاستمرارية. وتساءل: "ما المانع أن نقدم فنًا محترمًا يدر دخلًا؟ هذا يساعدنا على الاستمرار، وفي الوقت نفسه نحافظ على تقديم خدمة ثقافية مجانية جيدة للجمهور.
في ختام حديثه، أعرب الفنان أحمد الشافعي عن رغبته في العودة لتقديم أعماله الفنية الشخصية، التي افتقدها بسبب انشغاله الإداري، قائلًا: أفتقد خشبة المسرح كثيرًا.. وأتمنى أن أعود قريبًا بأعمال جديدة، لكن يكفيني الآن أن أرى أبناءنا يبدعون على المسارح ويواصلون تقديم الفن الجيد.

يذكر أن الفنان أحمد الشافعي الذي يشغل حاليًا منصب رئيس الإدارة المركزية للشؤون الفنية بالهيئة العامة لقصور الثقافة، يعد سفيرًا للفن الشعبي والتراثي، جمع بين خيال المبدع وروح المسؤول، يشتهر بدوره الفاعل في تعزيز حضور فرق الفنون الشعبية والاستعراضية ضمن فعاليات الهيئة، ومهرجاناتها ما يعكس اهتمامه بتفعيل كل الطاقات الفنية في مصر.
بدأ الشافعي مسيرته الفنية عام 1993 من خلال مسلسل "المال والبنون"، وشارك بعدها في عدد كبير من الأعمال التلفزيونية والمسرحية، من أبرزها "الضوء الشارد"، "وادي الملوك"، "العارف بالله"، و"عملة نادرة". وإلى جانب مسيرته الفنية، تولى الشافعي عدة مناصب قيادية مهمة، منها إدارة الفرقة القومية للفنون الشعبية، ثم رئاسة البيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية، قبل أن يعود في عام 2024 لرئاسة الإدارة المركزية للشؤون الفنية.
يُعرف الشافعي برؤيته التطويرية وحرصه على تحديث شكل العروض الفنية ورفع كفاءة الفرق، بالإضافة إلى دعمه المستمر للمواهب الشابة. وقد ساهم في تعزيز حضور الفرق المصرية في المحافل الدولية.