نقابة المهن التمثيلية تنعى والدة الفنانة هند صبري
تنعى نقابة المهن التمثيلية بقلوب يعتصرها الحزن والأسى، برئاسة الدكتور أشرف زكي، ومجلس إدارتها، المغفور لها بإذن الله دلندة كلاعي، والدة الفنانة القديرة هند صبري، التي وافتها المنية في تونس.
وفاة والدة الفنانة هند صبري
وتعرب النقابة عن خالص تعازيها ومواساتها للفنانة هند صبري ولأسرتها الكريمة، في هذا المصاب الجلل، سائلين المولى عز وجل أن يتغمد الفقيدة بواسع رحمته ويسكنها فسيح جناته، وأن يلهم أهلها وذويها الصبر والسلوان.
وأكدت النقابة في بيانها أن رحيل السيدة دلندة كلاعي لا يُعد خسارة لأسرتها فحسب، بل لكل من عرفها عن قرب، لما كانت تتمتع به من رقيّ الخُلق وسموّ القيم.
وقد كان لها دورٌ كبير في دعم ابنتها الفنانة هند صبري خلال مسيرتها الفنية والإنسانية، التي طالما أبهرت الجمهور العربي بأدائها الرفيع والتزامها الفني والوطني.
وفي هذا الظرف الحزين، دعت النقابة جموع الفنانين والجمهور ومحبي الفنانة هند صبري إلى التضرع بالدعاء للراحلة، سائلين الله أن يجعل مرضها ومعاناتها في ميزان حسناتها، وأن ينزل السكينة والطمأنينة على قلب ابنتها وأهلها ومحبيها.
وتؤكد النقابة على تضامنها الكامل ووقوفها بجانب الزميلة الفنانة هند صبري في هذا الظرف الإنساني العميق، مشددة على أن الأسرة الفنية ستظل دائمًا جسدًا واحدًا في الفرح والحزن.
رحم الله الفقيدة رحمةً واسعة، وأسكنها فسيح جناته، وجعلها من أهل الجنة، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
لا يسعنا إلا أن نشارك الزميلة العزيزة هند صبري ألم الفقد ولوعة الرحيل، سائلين الله عز وجل أن يربط على قلبها، ويمنّ عليها وعلى أسرتها بالصبر والثبات في هذا الابتلاء، فالفقد موجع، لكن الإيمان بقضاء الله وقدره هو العزاء الأكبر.
رحم الله الفقيدة الغالية دلندة كلاعي، وجعل قبرها روضة من رياض الجنة، وغفر لها ما تقدم من ذنبها وما تأخر، وجمعها بأحبابها في مستقر رحمته، وجعل هذا المصاب الجلل آخر الأحزان.
وبدأت هند صبري مسيرتها الفنية في عام 1994 بفيلم "صمت القصور" للمخرجة مفيدة التلاتلي، والذي حاز على جوائز عالمية، منها جائزة الكاميرا الذهبية في مهرجان كان، وحصلت هند على جائزة أفضل ممثلة في مهرجان قرطاج السينمائي.
أثارت هند صبري انتباه المخرجة إيناس الدغيدي خلال مهرجان قرطاج السينمائي عام 1995، التي دعتها إلى القاهرة لتؤدي دور البطولة في فيلم "مذكرات مراهقة" عام 2001 إلى جانب أحمد عز، وشكّل هذا الفيلم نقطة تحول في مسيرتها، حيث أكسبها شهرة واسعة في العالم العربي، وبعد نجاح الفيلم، قررت هند الاستقرار في القاهرة وتفرغت للتمثيل، لتصبح واحدة من أبرز نجمات السينما المصرية.
وقدمت هند صبري مجموعة متنوعة من الأدوار في أفلام مصرية بارزة، أبرزها "مواطن ومخبر وحرامي" (2001)، "بنات وسط البلد" (2005) مع المخرج محمد خان، و"عمارة يعقوبيان" (2006) مع كبار النجوم مثل عادل إمام ويسرا، كما تألقت في أفلام مثل "الجزيرة" (2007)، "إبراهيم الأبيض" (2009)، و"أسماء" (2011)، الذي نالت عنه جائزة أفضل ممثلة في مهرجان السلام، وهذه الأعمال عززت مكانتها كممثلة متعددة المواهب، قادرة على تجسيد شخصيات درامية وكوميدية واجتماعية بمصداقية.
ولم تقتصر إبداعات هند على السينما، بل برزت أيضًا في الدراما التلفزيونية؛ ففي عام 2008، قدمت مسلسل "عايزة أتجوز"، وهو عمل كوميدي ناجح استند إلى كتاب غادة عبد العال، وحقق شعبية كبيرة، كما شاركت في مسلسلات أخرى مثل "إمبراطورية مين" (2014)، "آخر الدنيا" (2017) الذي تناول قضية دعم مرضى السرطان، و"هجمة مرتدة" (2021) مع أحمد عز، ومؤخرًا تألقت في مسلسلي "البحث عن علا" (2022) و"مفترق طرق" (2024)، اللذين عززا من حضورها في الدراما العربية.
وحققت هند صبري العديد من الإنجازات، حيث كانت أول امرأة عربية تنضم إلى لجنة تحكيم مهرجان البندقية السينمائي عام 2019، كما حصلت على جوائز عديدة، منها جائزة فاتن حمامة، وجوائز من مهرجانات قرطاج والسلام، في 2017 نالت تكريمًا عالميًا في الولايات المتحدة عن مشوارها الفني، إضافة إلى ذلك شاركت في لجان تحكيم مهرجانات دولية مثل الدوحة وTropfest، مما يعكس مكانتها العالمية.