"رحلة في قلب التاريخ".. تنشيط السياحة بالشرقية تنظم زيارة كشفية لتل بسطا وقرية البردي

في إطار خطتها لربط النشء والشباب بجذورهم الحضارية وتعزيز الانتماء الوطني، نظمت الهيئة الإقليمية لتنشيط السياحة بمحافظة الشرقية رحلة ميدانية لعدد 50 طالبًا من مجموعة "السلام الكشفية" التابعة لأحد الأندية بالتجمع الأول، لزيارة المنطقة الأثرية بتل بسطا بمدينة الزقازيق، وقرية القراموص المنتجة للبردي بمركز أبو كبير.
جاءت هذه المبادرة ضمن سلسلة من الأنشطة التوعوية والثقافية التي تستهدف رفع الوعي السياحي لدى الطلاب، وتسليط الضوء على المقومات الأثرية والتراثية التي تتميز بها محافظة الشرقية، باعتبارها واحدة من أقدم محافظات مصر وأغناها من حيث المواقع التاريخية والموروثات الثقافية.
وأكد المهندس حازم الأشموني، محافظ الشرقية، أهمية تنظيم مثل هذه الرحلات والفعاليات التعليمية، التي تهدف إلى تعريف الأجيال الجديدة بتراث بلادهم الغني، وتعميق شعورهم بالانتماء للوطن، مشيرًا إلى أن الاستثمار في وعي الأطفال والشباب هو الطريق الأمثل لبناء مستقبل أفضل. وأضاف أن تنمية الوعي الأثري والسياحي لديهم يُعد خطوة جوهرية نحو تكوين جيل مسؤول ومشارك بإيجابية في قضايا مجتمعه، ويملك القدرة على التقدير الحقيقي لموروثه الثقافي.
وشملت الرحلة زيارة متحف تل بسطا الشهير، والذي يعد من أبرز المعالم الأثرية بالمنطقة، حيث استمع المشاركون إلى شرح تفصيلي حول تاريخ الموقع، الذي كان يومًا عاصمة لمصر في إحدى مراحلها القديمة، ويضم بقايا معابد ومقتنيات فرعونية نادرة تعكس عبقرية الإنسان المصري القديم.
كما توجهت الرحلة إلى قرية القراموص التابعة لمركز أبو كبير، والتي تشتهر بزراعة وتصنيع نبات البردي، حيث أُتيح للطلبة التعرف على مراحل إنتاج ورق البردي منذ زراعته وحتى تحويله إلى منتج نهائي يستخدم في الأعمال اليدوية والفنية والتذكارات. واطلع المشاركون على الورش الصغيرة المنتشرة في القرية، والتي لا تزال تحتفظ بملامح الحرفة التقليدية التي تعود لآلاف السنين.
وأوضحت الدكتورة رشا حسن، مديرة الهيئة الإقليمية لتنشيط السياحة بالشرقية، أن تنظيم هذه الزيارة يأتي ضمن خطة الهيئة لدمج النشاط السياحي مع التثقيفي، بهدف تنمية الحس الوطني لدى الطلبة وربطهم بالهوية المصرية الأصيلة، مشيرة إلى أن مثل هذه الزيارات تفتح آفاقًا جديدة أمامهم لفهم تاريخهم بطريقة عملية، بعيدًا عن المناهج النظرية.
وأضافت حسن أن الفعالية تضمنت أيضًا ورشة فنية متميزة بالتعاون مع مؤسسة "الفن والحياة" بالشرقية، شارك فيها الطلبة في تنفيذ أعمال فنية مستوحاة من التاريخ المصري القديم باستخدام خامات البردي، وذلك بإشراف الفنان مصطفى غنيم رئيس مجلس إدارة المؤسسة، وبمشاركة وجيه صلاح الدين مدير إدارة الوعي الأثري بالمنطقة الأثرية بالشرقية.
وتفاعل الطلاب خلال الورشة بشكل ملحوظ، حيث أظهروا شغفًا كبيرًا بتعلم المهارات الفنية، وعبروا عن سعادتهم بهذه التجربة الغنية التي جمعت بين المعرفة والمتعة والتفاعل المباشر مع التراث.
في ختام اليوم، أعرب المشاركون من الطلبة والمشرفين عن امتنانهم للهيئة الإقليمية لتنشيط السياحة على تنظيم هذه الرحلة القيمة، مطالبين بتكرارها وتوسيع نطاقها لتشمل المزيد من المناطق الأثرية بالمحافظة.
وتأتي هذه الفعاليات ضمن توجه الدولة نحو ترسيخ الهوية الوطنية لدى الشباب، وتعزيز قيمة المواقع التراثية كمصدر للفخر والانتماء، إلى جانب كونها ركيزة اقتصادية واعدة في دعم قطاع السياحة الداخلية.