"في غزة كل الطرق تؤدي إلى الموت".. مجلس الأمن يناقش تصاعد الأزمة الإنسانية في القطاع

ناقش مجلس الأمن الدولي، مساء اليوم الأربعاء، في جلسة حول الوضع في الشرق الأوسط، تطورات الأوضاع في فلسطين، خاصة مع تصاعد الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، حيث أدت أوامر الإخلاء الإسرائيلية الجديدة إلى تهجير عشرات الآلاف، وسط قصف متواصل أسفر عن مقتل مئات المدنيين خلال الأسابيع الأخيرة، كثير منهم من الأطفال.
وفي إحاطته أمام المجلس، قال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، توم فليتشر إن الطعام ينفد ومن يسعى للحصول عليه يعرّض نفسه لإطلاق النار، الناس يموتون وهم يحاولون إطعام عائلاتهم. تستقبل المستشفيات الميدانية جثث القتلى، ويسمع العاملون في القطاع الطبي القصص مباشرة من الجرحى. يوماً بعد يوم بعد يوم".
ولتفصيل حجم الدمار، بين فليتشر أن معدلات المجاعة بين الأطفال بلغت أعلى مستوياتها في يونيو، ولا يعمل سوى 17 من أصل 36 مستشفى، و63 من أصل 170 مركز رعاية صحية أولية، وجميعها تعمل جزئيا فقط، رغم استمرار وصول أعداد كبيرة من الضحايا يوميا.
وأضاف: "في بعض المستشفيات، يتشارك خمسة أطفال حديثي الولادة حاضنة واحدة"، مشيرا إلى أن 70% من الأدوية الأساسية غير متوفرة.
وتابع: رغم أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي وافقت الأسبوع الماضي على السماح بدخول شاحنتي وقود يوميا إلى غزة، خمسة أيام في الأسبوع، عبر معبر كرم أبو سالم، إلا أن ذلك "يشكل جزءاً بسيطاً مما هو مطلوب يومياً لتشغيل الخدمات الحيوية اللازمة لبقاء السكان على قيد الحياة".
بدورها، قالت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) كاثرين راسل، في إحاطة أمام المجلس: "على مدار الـ21 شهراً الماضية من الحرب، قُتل أكثر من 17,000 طفل وأُصيب 33,000 آخرون، بحسب التقارير. أي أن متوسط عدد الأطفال الذين يُقتلون يومياً يبلغ 28 طفلاً ما يعادل صفاً دراسياً كاملاً".
وأضافت: "تخيلوا ذلك للحظة. صف دراسي كامل من الأطفال يُقتل كل يوم، على مدى ما يقارب العامين."
وأشارت إلى أن "الأطفال يُقتلون ويُشوهون أثناء اصطفافهم للحصول على الغذاء والدواء المنقذين للحياة — بما في ذلك تسعة أطفال وأربع نساء قُتلوا الأسبوع الماضي في دير البلح ".
وقال نائب المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة السفير ماجد بامية: "في غزة، كل الطرق تؤدي إلى الموت، ودورنا، ومسؤوليتنا، وواجبنا القانوني والأخلاقي هو أن نفتح طريقًا يؤدي إلى الخلاص. إسرائيل تريد أن يكون هذا الطريق هو مغادرة غزة. هذا كان المخطط منذ اليوم الأول".
وأضاف: "دعهم يغادرون! يقولون. هذا هو حل إسرائيل لمشكلة اللاجئين: حق في النفي المتجدد بدلًا من حق العودة".
وتابع: "إسرائيل لا تعترف بنا كبشر متساوين يتمتعون بالحقوق. لذا يقومون بتعديل القواعد لتناسب ادعاءهم بالتفوق".
وفي نفس السياق، قالت المندوبة الدائمة لمملكة الدنمارك لدى الأمم المتحدة، كريستينا ماركوس لاسن، "يجب ألا تُستخدم المساعدات الإنسانية أبداً كورقة ضغط سياسية أو تُوظف ضمن استراتيجية عسكرية"، مشيرة إلى أن "ذلك يُشكّل سابقة خطيرة" لمستقبل العمل الإنساني في مناطق النزاع حول العالم.
وأدانت بشدة "قتل المدنيين الجائعين في غزة أثناء محاولتهم الحصول على الطعام"، مضيفةً: "إن التكرار المقلق وحجم هذه الحوادث أمر غير مقبول على الإطلاق".
وأكدت أن الدنمارك تدعم الخطة المنسقة للأمم المتحدة لاستئناف إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، مضيفة: "يجب السماح للأمم المتحدة بما في ذلك الأونروا وشركائها الإنسانيين بالقيام بعملهم: إيصال الإمدادات الضرورية بأمان، وضمان تقديم الخدمات دون انقطاع في جميع أنحاء غزة."
ودعا المندوب الدائم لليونان لدى الأمم المتحدة، إيفانغيلوس سيكيريس، إلى زيادة عدد الشاحنات اليومية المحمّلة بالغذاء والمواد الأساسية بشكل ملموس، وفتح المزيد من المعابر في جنوب وشمال غزة.
وشدد على أنه "لا شك على الإطلاق" في أن تحقيق هذا الهدف غير ممكن دون خبرة الأمم المتحدة القيّمة، مضيفاً: "لا يزال دور الأونروا محورياً ولا غنى عنه".