دراسة جديدة تكشف طريقة فعالة لتقليل إصابات الرأس أثناء ممارسة الرياضة

 كشف فريق من الباحثين الكوريين عن دراسة رائدة قد تحدث تحولًا في كيفية تصنيع الخوذات الرياضية، وذلك في محاولة للحد من الإصابات الدماغية والوفيات الناتجة عن الصدمات العنيفة في الملاعب.

وبحسب صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، يأمل العلماء أن تسهم هذه النتائج في تطوير معدات حماية أكثر فاعلية في مختلف الرياضات.

تعد إصابات الرأس من أكثر الإصابات شيوعًا وخطورة في العديد من الرياضات مثل كرة القدم، وحتى بين الرياضات الأقل شهرة مثل الرولر ديربي. 

وتشير تقديرات بحثية إلى أن نحو 40% من الرياضيين يتعرضون لإصابة واحدة على الأقل في الرأس خلال عام واحد فقط من التدريب أو المنافسة. 

وفي رياضات كالكريكيت، ترتفع نسبة الخطر إلى 70%، مع تسجيل واحدة من كل عشر إصابات في مناطق حساسة مثل الرأس أو الرقبة أو الوجه.

أجرى باحثون من جامعة "تشونجتشينج جياوتونج" بالتعاون مع مدرسة ثانوية متخصصة دراسة علمية استندت إلى تقنيات المحاكاة الرقمية لاختبار أداء ثلاث مواد مختلفة تُستخدم في صناعة الخوذات: بلاستيك ABS، ألياف زجاجية، ومركبات الألومنيوم.

وحلل العلماء مدى فعالية كل مادة في امتصاص الصدمات أثناء محاكاة حاسوبية لمواقف واقعية من لعبة الكريكيت. 

وأظهرت النتائج أن خوذات ABS مناسبة على المستوى الترفيهي والتدريبي، بينما قدمت الألياف الزجاجية والألومنيوم أداءً أفضل في المستويات النخبوية التي تشهد سرعات كرة أعلى وتأثيرات أعنف.

الألياف الزجاجية

ورغم هشاشتها النسبية، فإن الألياف الزجاجية أظهرت قدرة استثنائية في توزيع قوة الاصطدام على كامل سطح الخوذة، ما يقلل من تركيز الضغط على نقطة واحدة وبالتالي يحدّ من الإصابات العنيفة أثناء ممارسة الرياضة. 

وقال الباحث الرئيسي تاو وانج إن هذه النتائج لا يمكن تعميمها على جميع الرياضات، مشددًا على أن "كل رياضة تحمل ضغوطًا فريدة تستوجب دراسة منفصلة".

وفيات مأساوية تحفّز البحث

تأتي هذه الدراسة بعد مرور أكثر من عقد على وفاة لاعب الكريكيت الأسترالي الشاب فيليب هيوز في عام 2014، نتيجة إصابة قاتلة في الرأس خلال مباراة. 

وأظهرت التحقيقات لاحقًا أنه توفي بسبب تمزق في أحد شرايين الرقبة المغذية للدماغ.

الرياضة والخرف: ما العلاقة بينهما؟

في الوقت الذي تتزايد فيه التحذيرات من مخاطر الإصابات الدماغية المتكررة، أظهرت دراسة أجريت عام 2023 أن لاعبي كرة القدم المحترفين يواجهون احتمالًا مضاعفًا ثلاث مرات للإصابة بالخرف مقارنة بغيرهم. 

ورغم أن لاعبي الهواة لا يواجهون الخطر ذاته، فإن الجدل لا يزال قائمًا حول ضرورة تطوير تدابير حماية إضافية على كافة المستويات.

تؤكد هذه الدراسة على أهمية التقدم التكنولوجي في مجال الطب الرياضي والتصميم الهندسي، وتشير إلى أن الابتكار في تصميم الخوذات قد يكون مفتاحًا للحد من الإصابات والوفيات، وضمان بيئة أكثر أمانًا لممارسي الرياضة في جميع أنحاء العالم.