"مصر هي الأصل".. صالون نفرتيتي يكشف عن أصول المصريين وحضارتهم العريقة

شهد مركز إبداع قصر الأمير طاز، التابع لصندوق التنمية الثقافية بوزارة الثقافة، مساء الأحد، فعالية جديدة لصالون نفرتيتي الثقافي تحت عنوان "مصر هي الأصل"، والتي سلطت الضوء على جذور المصريين الأوائل، وأكدت بالدليل العلمي أن المصريين هم بناة الحضارة القديمة على ضفاف النيل.

استضافت الفعالية نخبة من الباحثين والخبراء، في مقدمتهم الدكتورة سامية الميرغني، أستاذ علم الأنثروبولوجيا الأثرية والمديرة السابقة لمركز بحوث وصيانة الآثار بالمجلس الأعلى للآثار، والدكتور فكري حسن، أستاذ الآثار والتراث الحضاري، بالإضافة إلى الدكتور كمال مغيث، خبير التربية والتعليم.
جاءت الندوة في سياق الرد العلمي على حملات التشكيك في الهوية الحضارية للمصريين، حيث استعرضت الدكتورة سامية الميرغني نتائج أول تحليل جينوم مصري كامل لعينة بشرية تعود إلى نحو 2500 عام قبل الميلاد من فترة الدولة القديمة، مؤكدة أن هذا الإنجاز يمثل طفرة علمية في مجال الجينوم القديم بوادي النيل، وأسهم في إعادة رسم خريطة التحولات السكانية بمصر القديمة.


وأوضحت “الميرغني” أن التحليل الجيني كشف عن تداخل وراثي بين سكان مصر القديمة وسكان شرق المتوسط وشمال إفريقيا، ما يعكس انفتاحًا حضاريًا وثقافيًا، مشددة على أن الهوية لا تُختزل في البنية البيولوجية، بل هي نتاج تراكمي لتاريخ اجتماعي وثقافي ممتد. كما أشارت إلى أن أقدم أدوات الإنسان وُجدت في مصر وتعود إلى ما يزيد على ثلاثة ملايين عام.
من جانبه، استعرض الدكتور فكري حسن تطور استيطان الإنسان العاقل في مصر، مشيرًا إلى أن مصر كانت المعبر البشري الوحيد من إفريقيا إلى آسيا وأوروبا، وأن الحضارة المصرية بدأت فعليًا بتوحيد القطرين على يد الملك نعرمر عام 3200 قبل الميلاد، وهو ما يُعد بداية أول دولة مركزية في التاريخ.

ودعا “حسن” إلى تأسيس أكاديمية وطنية متخصصة لدراسة الجينوم البشري، في ضوء الجهود البحثية التي تبذلها الدولة مؤخرًا لفك شفرة الجينوم المصري القديم، بما يعزز من مكانة مصر العلمية والحضارية عالميًا.
في السياق ذاته، أكد الدكتور كمال مغيث أن مصر تمتلك أقدم نظام أخلاقي مدوّن عرفته البشرية، مشيرًا إلى تعاليم الحكيم "بتاح حتب" كنموذج مبكر للقانون الأخلاقي الذي قام عليه بناء الدولة والمجتمع في مصر القديمة.
وعلى الصعيد الفني، قدّم الفنان أحمد يوسف عرضًا حكائيًا تحت عنوان "ليه مصر؟"، جسّد فيه بأسلوب "الحكواتي" الشعبي أسطورة إيزيس وأوزوريس، مُبرزًا الروح المصرية في سرد التراث.

يُذكر أن صالون نفرتيتي الثقافي انطلق كمبادرة مستقلة أسستها مجموعة من الصحفيات المصريات، هن كاميليا عتريس، مشيرة موسى، أماني عبد الحميد، وتشارك في الإشراف عليه الإذاعية وفاء عبد الحميد. ويهدف الصالون إلى تعزيز الوعي الحضاري والهوية الثقافية المصرية، والتصدي لمحاولات طمس الهوية أو اختزالها في مفاهيم سطحية.