"نيويورك تغرق": فيضان مفاجئ يُحول محطة مترو إلى شلال مائي وسط ذهول الركاب

 شهدت مدينة نيويورك مساء الإثنين مشاهد دراماتيكية، بعدما تحوّلت إحدى محطات المترو في مانهاتن إلى ساحة فيضانات، إثر هطول أمطار غزيرة فاقت التوقعات، مما تسبب في شلل مؤقت بحركة القطارات وإرباك كبير بين الركاب. 

 جدير بالذكر أن الفيضان المفاجئ ضرب محطة شارع 28 وسيفينث أفينيو، حيث فوجئ ركاب قطار الخط رقم 1 بتدفق مياه بنية اللون عبر سلالم المحطة، لتتحول إلى ما يشبه "الجيزر"، بحسب شهود عيان. جيسيكا لويس داي، موسيقية تبلغ من العمر 39 عامًا وتسكن نيويورك منذ أكثر من عشر سنوات، كانت على متن القطار لحظة اندلاع الفيضان، وروت تجربتها قائلة: "شعرت بالقلق من البقاء عالقة تحت الأرض، لكن أول ما فكرت فيه هو: كان عليّ أن أمشي بدلًا من ركوب المترو!" أفاد الركاب أن المياه اندفعت بقوة إلى داخل العربات بعد أن فتح السائق الأبواب، ما أجبر بعضهم على الصعود إلى المقاعد هربًا من الفيضان. ورغم صعوبة الموقف، واصل السائق إبلاغ الركاب بما يحدث، قائلاً بنبرة ساخرة: "يا إلهي، إنه يوم الإثنين فقط... لا أتقاضى ما يكفي مقابل هذا!" من جهته، قال خوان لويس لاندايتا، أحد الركاب، إن ما شاهده في تلك اللحظات لم يسبق له مثيل في 12 عامًا من إقامته في المدينة: "لقد كان كارثة حقيقية"، هذا وامتدت آثار العاصفة لتغمر شوارع ومركبات في مناطق متعددة، وسط تحذيرات عاجلة من خدمة الأرصاد الجوية الأمريكية لجميع أحياء المدينة، مع مشاهد متداولة على مواقع التواصل تُظهر سكان نيوجيرسي يستخدمون قوارب الكاياك للتنقل في الشوارع الغارقة. مقارنة بما حدث خلال إعصار ساندي عام 2012، وصفت السيدة داي هذا الفيضان بأنه الأسوأ، مؤكدة أن السياح بدوا مرتبكين، في حين بدا سكان نيويورك المخضرمون غير مكترثين، منشغلين بهواتفهم في مشهد يعكس اعتيادهم على الأزمات. في نهاية المطاف، تمكن القطار من متابعة رحلته شمالًا، لتخرج السيدة داي في تايمز سكوير، حيث خيّم ضباب خفيف على المدينة بعد زوال حرارة موجة الصيف. 

"الأمطار أنقذتنا من الحرّ، ولو أن المشهد كان أقرب إلى فيلم كوارث"، ختمت داي حديثها.