جهود مكثفة بالشرقية لحماية الأطفال من 247 حالة إساءة جسدية وجنسية خلال نصف عام

أشاد المهندس حازم الأشموني، محافظ الشرقية، بالجهود البارزة التي تبذلها الوحدة العامة لحماية الطفل بديوان عام المحافظة، مؤكدًا أن ما تم تنفيذه من أعمال خلال النصف الأول من عام 2025 يعكس التزامًا حقيقيًا بحماية الأطفال المعرضين للخطر، والعمل الجاد لتحقيق المصلحة الفضلى لهم، ليكونوا أفرادًا فاعلين في المجتمع، بعيدًا عن كل أشكال العنف أو التهميش.

وأوضح المحافظ أن دعم حقوق الطفل يأتي ضمن استراتيجية متكاملة تتبناها المحافظة، بالتعاون مع مؤسسات الدولة والمجتمع المدني، لضمان نشأة الأطفال في بيئة آمنة، تساعدهم على النمو السليم نفسيًا واجتماعيًا ومعرفيًا، بما يرسّخ قيم الانتماء والمواطنة.

من جانبها، أكدت المهندسة لبنى عبد العزيز، نائب المحافظ، على أهمية الدور الحيوي الذي تؤديه وحدة حماية الطفل في التصدي لمظاهر الإساءة والعنف ضد الأطفال، والتعامل مع البلاغات الواردة بكل جدية، مشيرة إلى أن العمل يتم في إطار من التعاون مع الجهات المعنية، بما يضمن توفير مأوى آمن ودعم نفسي واجتماعي حقيقي للأطفال المعرضين للخطر.

وفي استعراض مفصل لإنجازات الوحدة خلال الستة أشهر الماضية، كشفت هبة محمد حمد، مدير الوحدة العامة لحماية الطفل، عن تلقي أكثر من 521 بلاغًا من جهات متنوعة من بينها خط نجدة الطفل (16000)، النيابات العامة والجزئية، أقسام الشرطة، شكاوى المواطنين، ووسائل التواصل الاجتماعي. وشملت البلاغات حالات متعددة أبرزها: 158حالة إساءة جسدية، 89 إساءة جنسية، 65 إساءة نفسية، 77 حالة إهمال وتفكك أسري، و18 حالة إيواء لأطفال بلا مأوى، إلى جانب 74 حالة لأطفال في تماس مع القانون، و10 حالات زواج مبكر، وحالة واحدة ختان إناث، و14 حالة استغلال، و18 طلب خدمات.

وقد جرى التعامل مع هذه الحالات بتقديم الدعم الاجتماعي والنفسي والصحي والقانوني، ووضع خطط رعاية متكاملة، بالتنسيق مع النيابات المختصة لضمان تحقيق أفضل حل ممكن لكل طفل. كما تم تطبيق الكتاب الدوري رقم 7 لسنة 2018 الصادر عن مكتب النائب العام، والذي ينظم آليات الإيداع في دور الرعاية أو تسليم الطفل لعائل مؤتمن، وفق ما تقتضيه مصلحته الفضلى.

وأشارت "حمد" إلى أن الوحدة نفذت 170 ندوة وفعالية توعوية داخل المدارس والجمعيات ومراكز الشباب، تضمنت محاور مهمة مثل مواجهة الزواج المبكر، ختان الإناث، التنمر، مخاطر الإنترنت، العنف، التدخين، المخدرات، والتربية الإيجابية، فضلًا عن التعريف بدور لجان الحماية وخط نجدة الطفل.

كما شاركت الوحدة بفعالية في المبادرات الصحية والقوافل الطبية، بالتعاون مع الجمعيات واللجان المعنية، إضافة إلى المرور الدوري على الإدارات التعليمية والمدارس، وربط الأخصائيين الاجتماعيين بوحدات الحماية لرصد وحل مشكلات التلاميذ، تنفيذًا لقرار المحافظ رقم 14722 لسنة 2022.

وشملت الأنشطة أيضًا المشاركة في اجتماعات لجنة ذوي الهمم، ولجنة اختيار الأم المثالية، واجتماعات المجلس القومي للإعاقة، بالإضافة إلى تدريب كوادر الوحدة على لغة الإشارة والإرشاد الأسري والصحي. 

كما نظمت الوحدة محاضرات وورش تدريبية لبناء قدرات العاملين والميسرات والرائدات الريفيات، بالتعاون مع المجلس القومي للطفولة والأمومة.

وتنوعت الأنشطة كذلك بين لقاءات توعية للعاملين حول الاستخدام الآمن للإنترنت، وندوات مشتركة مع وحدات السكان وحقوق الإنسان بعنوان "حرب الشائعات"، إضافة إلى الاجتماعات الشهرية مع لجان الحماية الفرعية لمتابعة البلاغات واتخاذ التوصيات اللازمة.

وتوجت الجهود بتنفيذ زيارات ميدانية وأنشطة دعم لمنتدى الطفل المصري بالمحافظة، مما يعكس توجهًا حقيقيًا نحو إشراك الأطفال في قضاياهم، وتنمية وعيهم بحقوقهم ومهاراتهم.

وأكد الأشمونى أن المحافظة ستواصل دعمها الكامل لكافة أنشطة حماية الطفل، مشددًا على أن بناء الإنسان يبدأ من الطفولة، وأن الدولة لن تتهاون في مواجهة أي شكل من أشكال الإهمال أو الإساءة للأطفال.