رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي


الحقيقة أن الضفة الغربية هي حرب إسرائيل الحقيقية وهي الحرب القادمة، فبعد انتهاء إسرائيل من غزة والتي سيتم تسليمها لأمريكا سيبدأ الكيان الانتقال للمرحلة الثانية من سيناريو حرب غزة وهو السيناريو الأصعب حيث ستبدأ بهدنة مؤقتة مع ضربات نوعيه متقطعة وبدء دخول قوات متعددة الجنسيات إلى غزة، بعدها ستنقل إسرائيل بعض من قواتها وجنود الاحتياط إلى الضفة الغربية، وهنا سوف تبدأ حرب إسرائيل الحقيقية وهي ضم الضفة الغربية وإنهاء اتفاقية أوسلو فعملية الضم فعليًا دخلت حيز التنفيذ.

وفور تولي الرئيس الأمريكي الجديد، دونالد ترامب، مهام منصبه قامت إسرائيل بخطوات بتنفيذ مخططها بضم الضفة الغربية، وكانت نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، تأكيده خلال محادثات مغلقة على ضرورة إعادة قضية ضم الضفة الغربية، لجدول أعمال حكومته، عند تسلم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب مهامه.

وقال وزير المالية الإسرائيلي المنتمي لتيار أقصى اليمين سموتريتش وقتها إنه يأمل أن توسع إسرائيل سيادتها لتشمل الضفة الغربية المحتلة في 2025، وإنه سيدفع الحكومة نحو التواصل مع إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب لكسب دعم واشنطن لضم الضفة الغربية.

وقال السفير الأمريكي القادم في إسرائيل، مايك هاكابي، إن إمكانية أن توافق إدارة الرئيس دونالد ترامب على ضم الضفة الغربية للسيادة الإسرائيلية واردة، وكان السيناتور الجمهوري الأمريكي، توم كوتون، تقدم  بمشروع قانون لإلغاء الاستخدام الفيدرالي لمصطلح "الضفة الغربية" إلى المصطلح الذي يستخدمه الاحتلال الإسرائيلي "يهودا والسامرة".

وكشف وزير المالية الإسرائيلي المتطرف سموتريتش، سلسلة إجراءات بدأ في دفعها إلى الأمام بغرض ضم 60 بالمائة من الضفة الغربية إلى إسرائيل، تبدأ بفرض السيادة الإسرائيلية على المستوطنات اليهودية، وتكتمل بالسيادة على بقية أنحاء الضفة، والمعروف أن هناك نحو 600 ألف يهودي يعيشون في مستوطنات الضفة الغربية، و250 ألف فلسطيني يعيشون في البلدات والقرى المحاطة بالمستوطنات ويخضعون لسيطرة الجيش والإدارة المدنية الإسرائيلية.

وقد قام سموتريتش بإلغاء الإدارة المدنية في الضفة الغربية والمقصود هنا وفق السيناريو إنهاء الحكم العسكري في الضفة الغربية لصالح ضمها لإسرائيل وبالتالي تصبح جزءًا من أرض إسرائيل ولا فرق بينها وبين القدس وتل أبيب وحيفا وباقي المدن الإسرائيلية وبالتالي تصبح لديها إدارة مدنية ويطبق فيها القانون الإسرائيلي السياسي والاقتصادي والجنائي والخدماتية، وبالتالي تحل الأجهزة الأمنية التنفيذية المدنية وشركات الأمن الخاصة مكان الجيش الإسرائيلي أما المناطق الفلسطينية أي مناطق A ستكون تجمعات سكانية للعرب في "يهودا والسامرة "ولهم إدارة خدماتية بإشراف إسرائيلي أمريكي أوروبي.

الهدف من العمليات الجارية حاليًا في الضفة هي إنهاء المخيمات الفلسطينية والضغط على سكانها الخروج منها والنزوح نحو المدن الفلسطينية لإنهاء حق العودة وفكرة توريثها من جيل لجيل ومنع أي جهة فصائلية لاحقًا من استغلال البيئة الخصبة لزرع فكر معاداة إسرائيل وترتيب مواقع توزيع الفلسطينيين في الضفة الغربية بحيث تقسم الأراضي بين الفلسطينيين والمستوطنين لصالح الإسرائليين والضغط على الفلسطينيين للهجرة الطوعية ولذلك يستخدم الضغط وسيلة وسيرافقه تقوية الجواز الفلسطيني وإجبار سكان المخيمات على إخلائها لصالح تدميرها ومنع فرصة الحياة فيها والتخلص من عبء المخيمات ولاحقًا بناء أحياء جديدة لهم على شاكلة الإعمار في غزة.

الكيان بدأ فعليًا في ضم الضفة ولكن الضم سيكون بصورة متتابعة حيث سيرافق كل عمليه عسكرية عدة سيناريوهات، مرتبطه بالتحول السياسي والاقتصادي، وما يرافقه من وضعية سياسية على الأرض ولن تحتاج إسرائيل إلى عمليات عسكرية كبرى أو اجتياحات ضخمة مثل غزة فوضع الضفة الغربية أسهل بكثير وهي جاهزة للضم وقد عمل الكيان الصهيوني على ذلك السيناريو منذ عام 2006 أي منذ تولي عباس الحكم في الضفة وحماس في غزة.

بعدها ستجتاح قوات الاحتلال وفق السيناريو الضفة وسيكون احتلالًا سياسيًا وعسكريًا واقتصاديًا، حيث سيتم اجتياح الضفة الغربية من خلال إغلاق تام ومنع تجول وإغلاق مداخل القرى الفلسطينية، بعد اعتقال ما تبقى من المطلوبين من عناصر حماس في الضفة وتجميد أموال حماس، وضرب خلاياها ومعها أيضًا فتح وباقي الفصائل الفلسطينية وبعض قادتها وأيضًا بعض قادة السلطة الفلسطينية، وسيقوم الكيان باعتقال بعض الناشطين في القدس والـ 48 وربما أيضًا وقف نشاط الحركة الإسلامية في ال 48 واعتقال عناصرها وإنهاء موضوع الجماعات الإسلامية في المدن والقرى العربية في إسرائيل.

وستقوم  بتمشيط الضفة الغربية كلًا على حدة وتقوم بإنهاء أي نشاط فردي أو حزبي بشكل مطلق خاصة بعد أن قامت بأضعاف الفصائل الفلسطينية حتى النخاع، وعملت على تفتيت حركة فتح والتي كانت أقوى فصيل بعد أن انغمس قادتها في ملذات السلطة، ومنع أي حراك ضدها وقد حضرت إسرائيل وروضت وجهزت مستوطنين متطرفين للعيش في الضفة الغربية، يستطيعون إرهاب الفلسطينيين في حال تم تهديد وجودهم في مناطق 67، وهم ليسوا كمستوطني تل أبيب أو الشمال أو الجنوب ولكنهم أكثر تطرفًا وعدوانية.

بعدها سيبدأ الكيان في حكم الضفة وقد يكون من خلال ضابط عربي في الإدارة المدنية، تحت زمرته مجموعة من الضباط في كل إدارة مدنية مقسمة في الضفة الغربية، كما في الغالب سيتم ترشيح شخصية فلسطينية وغالبًا ستكون غير مرتبطة بالفصائل حيث سيتم تدريبه ليكون وسيطًا لوجستيًا لإدارة شئون الفلسطينيين الداخلية جنائيًا وخدماتيًا، كما سيتم تغيير بعض مناهج التعليم الفلسطينية بما يتلائم مع متطلبات المرحله، وتحديد نوع الخطاب في الإعلام الفلسطيني بما لا يعرض المستوطنيين  للخطر في الضفة الغربية وداخل إسرائيل، ودعم النشاطات الرياضية وعمل الأندية لتحويل طاقة الشباب الفلسطيني بعيدًا عن السياسة

ولن يسمح للاسلام السياسي بالسيطرة على الضفة، ولن يكون هناك فرصه لحماس للتواجد فقائمة الاغتيالات جاهزة ولن يسمح لفلسطينيي الضفة بالحصول على الهوية الإسرائيلية، وسيحتفظون بهوياتهم وجوازاتهم الفلسطينية وسيتم التعامل معهم على أنهم فئات عرقية عربية تعيش في الضفة الغربية في أراضي خاضعة للاحتلال تسمي " يهودا والسامرة "، وستسعى إسرائيل لتقليل الوجود الفلسطيني من خلال الهجرة الطوعية وسينتشر الاستيطان بشكل جنوني في الضفة الغربية والقدس وال 48.

أما بالنسبة للسلطة الفلسطينية فهي الآن تحتضر وهي في حالة موت سريري، وبالتأكيد وقبل الانتخابات القادمة وقبل انتهاء حقبة نتنياهو سيحزمون حقائبهم ويغادرون رام الله والضفة  بعد أن تقرر قوات الاحتلال ضبط الأمن داخل المناطق الفلسطينيه، لمنع الفوضى وحفاظًا على أمن المستوطنات، وقد تدخل الدبابات إلى داخل المدن الفلسطينية في الضفة لترتيب وضع السكان الفلسطينيين وبذلك تكون قد أسقطت اتفاقية أوسلو وحكم دام ٣٠ عامًا.

وستطلب من بعض قادة السلطة الفلسطينية والرئيس محمود عباس بالمغادرة من الضفة الغربية ومن فلسطين كلها نحو الخارج، واعتقال البعض الآخر والطلب من الآخرين بوقف اي نشاط أو أي تصريح إعلاني والتزام الصمت.

وبذلك تكون إسرائيل قد أنهت السلطة الفلسطينية  وأغلقت ملف أوسلو وأنهت أي نشاط لأي فصيل فلسطيني في المرحلة المقبلة وأنهت القضية الفلسطينية وسوف يتم تصنيفها على أنها قضية اقتصادية وإدارة خدماتية بتشارك إسرائيلي أمريكي أوروبي أما السلطة الفلسطينية الحالية فربما يتم استخدامها لتحقيق الهدف الأخير في غزة وهو المساعدة على إدارة السكان هناك مؤقتًا حتى تهجيرهم طوعًا وهذا لا يعني أن غزة ستكون للفلسطينيين وإنما مرحلة انتقالية بعد الحرب.

لاحقًا سيكون هناك دور بارز لبعض الدول العربية وبالأخص في الدعم الاقتصادي وعلى رأسهم السعودية مقابل أن تتولى السعودية الوصاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس وفلسطين كما ستلعب الإمارات وقطر دورًا أيضًا وستنضم لاحقًا العديد من الدول العربية.