خلافات إسرائيلية حادة حول مشروع "المدينة الإنسانية" في رفح الفلسطينية.. فيديو

كشفت دانا أبو شمسية، مراسلة "القاهرة الإخبارية" من القدس المحتلة، أن اجتماع المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت) يشهد تصاعدًا في الخلافات بين المستوى السياسي والقيادة العسكرية بشأن ما يُعرف بمشروع "المدينة الإنسانية" في رفح الفلسطينية، جنوب قطاع غزة.
توتر في اجتماعات الاحتلال بسبب المدينة الإنسانية في رفح الفلسطينية:
وأوضحت “أبو شمسية”، خلال رسالة على الهواء عبر شاشة “القاهرة الإخبارية”، أن الجدل الدائر حول الخطة ليس جديدًا، بل تعود جذوره إلى ما قبل زيارة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الأخيرة إلى الولايات المتحدة، حيث شهدت الاجتماعات الأمنية حينها توترًا واضحًا، واتهامات مباشرة من وزراء داخل الحكومة، وعلى رأسهم بتسلئيل سموتريتش، للجيش الإسرائيلي بـ"عدم الالتزام بتنفيذ القرارات السياسية".
وأضافت أن مصادر مطلعة أشارت إلى أن الجيش الإسرائيلي لا يتحمس لتنفيذ الخطة، ويميل إلى تركيز جهوده على إنجاز صفقة تبادل الأسرى، وهو ما عبّر عنه صراحة رئيس الأركان الإسرائيلي في أحد الاجتماعات الأخيرة، وفقًا لما نقلته المصادر.
"مدينة الخيام" وهدفها العسكري
وتابعت أن الخطة، التي تروّج لها الحكومة الإسرائيلية تحت اسم "مدينة الخيام"، تهدف فعليًا إلى نقل سكان غزة إلى أقصى جنوب القطاع، بهدف إفراغ المناطق الشمالية من السكان، تمهيدًا لاستخدامها لأغراض عسكرية، مضيفة: “الجيش أعرب عن شكوك جدية بشأن قابلية تنفيذ الخطة في الظروف الحالية، معتبرًا أنها تتطلب عامًا كاملًا للتنفيذ، إلى جانب تكاليف مالية ضخمة، قدّرتها بعض الجهات بما بين 10 و15 مليار شيكل، في حين أشارت تقديرات أخرى إلى إمكانية وصول التكلفة إلى 15 مليار دولار، ما يعكس وجود تضارب واضح في الرؤية اللوجستية والمالية للمشروع”.
أزمة بين الجيش والحكومة
وأثار هذا التردد من قبل الجيش غضبًا في أوساط الحكومة اليمينية، حيث اعتبر بعض الوزراء أن الموقف العسكري يُمثّل "تمردًا على التوجهات السياسية"، في وقت يسعى فيه نتنياهو إلى الحفاظ على تماسك حكومته.
وشدد “أبو شمسية”، على أن نتنياهو طلب منح الجيش مهلة حتى يوم الغد لتقديم خطة بديلة تكون أكثر سرعة وأقل تكلفة، غير أن وزراء متشددين مثل سموتريتش وإيتمار بن غفير، عبّروا عن رفضهم الكامل لفكرة "المدينة الإنسانية"، معتبرين إياها تنازلًا لحركة حماس و"إهانة لدماء الجنود الذين قُتلوا في معارك رفح الفلسطينية".
انقسام عميق داخل المؤسسة الإسرائيلية
ونوهت بأن هذا الخلاف المستمر يعكس الانقسام المتزايد بين القيادة السياسية والمؤسسة العسكرية في إسرائيل حول كيفية إدارة الحرب في قطاع غزة، لا سيما في ظل الضغوط الدولية المتزايدة، والأزمة الإنسانية المتفاقمة جنوب القطاع.