5 أسرار.. لماذا أوصى النبي بالمحافظة على صلاة الضحى؟
تتجدد الأسئلة حول سرّ وصية النبي محمد ﷺ بالمحافظة على صلاة الضحى، خصوصًا في شهر الله المحرم، أحد الأشهر الحُرُم التي تتضاعف فيها الأجور وتُرفع فيها الدرجات. ورغم ما هو شائع حول فضل هذه الصلاة وسُنّيتها، إلا أن هناك أسرارًا خفية وفضائل عظيمة تجعل من المحافظة عليها سببًا في نيل البركة والرضا الإلهي.
لماذا أوصى النبي ﷺ بالمحافظة على صلاة الضحى؟
إن في وصية النبي الكريم بصلاة الضحى دلائل عظيمة، فقد أقسم الله تعالى بوقتها في قوله: {وَالضُّحَىٰ وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَىٰ} [الضحى: 1–2]، وهو قسم يدل على عِظم الوقت وشرف العبادة فيه. وجاءت وصية الرسول بها لأسباب متعددة، منها:
1- صدقة عن كل مفصل في الجسد
جسد الإنسان يحوي 360 مفصلًا، وتوجب الشكر لله عليها يوميًا. وقد قال رسول الله ﷺ:
"يُصبح على كل سُلامى من أحدكم صدقة... ويُجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى."
[رواه مسلم]
2- بناء قصر في الجنة
من فضائلها العظيمة أن من صلى اثنتي عشرة ركعة من الضحى، بنى الله له قصرًا في الجنة، فعن النبي ﷺ قال:
"من صلى الضحى اثنتي عشرة ركعة بنى الله له قصرًا في الجنة."
[رواه الترمذي وقال ابن حجر: له شواهد يتقوى بها]
3- نيل أجر الصدقة والتسبيح
صلاة الضحى تغني عن أوجه متعددة من الصدقة والذكر، وقد وصفها النبي بأنها تعادل التسبيح والتحميد والتكبير، بل وتكفي عن كل ذلك بركعتين في وقتها.
4- كفاية الله للعبد طول يومه
عن أبي الدرداء وأبي ذر رضي الله عنهما، عن النبي ﷺ أنه قال فيما يرويه عن ربه عز وجل:
"ابن آدم، اركع لي من أول النهار أربع ركعات أكفك آخره."
[رواه الترمذي]
5- وصف أهلها بالأوابين
جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي ﷺ قال:
"لا يُحافظ على صلاة الضحى إلا أوّاب، وهي صلاة الأوابين."
[رواه الحاكم]
حكم صلاة الضحى
صلاة الضحى سنة مؤكدة، ثبتت عن رسول الله ﷺ في أكثر من موضع. وقد أوصى بها أصحابه، ومنهم أبو هريرة رضي الله عنه، حيث قال:
"أوصاني خليلي بثلاث: صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أنام."
[رواه البخاري ومسلم]
وذهب بعض العلماء إلى أن النبي ﷺ لم يكن يُداوم على صلاتها لانشغاله بقيام الليل، لكن ثبت أنه صلاها في مواضع متعددة، منها ما ورد في فتح مكة، حيث صلى في بيت أم هانئ ثماني ركعات، قيل إنها "صلاة الفتح"، ولكنها تُعد من جنس صلاة الضحى.
وقت صلاة الضحى
يبدأ وقت صلاة الضحى بعد 20 دقيقة من شروق الشمس، أي عند ارتفاع الشمس قيد رمح (نحو خمس درجات فلكية)، ويمتد حتى قبل أذان الظهر بنحو أربع إلى عشر دقائق، وهو وقت الزوال.
مثلًا، في هذا اليوم (1 يوليو 2025)، يبدأ وقت الضحى في 6:17 صباحًا، وينتهي في 12:55 ظهرًا، أي قبل أذان الظهر بأربع دقائق.
وقد قال النبي ﷺ:
"صلاة الأوابين حين ترمض الفصال."
والمقصود أن وقتها الأفضل حين تشتد حرارة الشمس، وهو منتصف الضحى تقريبًا.
فضل صلاة الضحى في السنة
يغفر الله بها الذنوب، ويشهدها الملائكة، كما جاء في حديث النبي ﷺ:
"فإن الصلاة مشهودة محضورة." [رواه مسلم]
كما قال ﷺ:
"من صلى الغداة في جماعة، ثم جلس يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين، كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة."
[رواه الترمذي]
وقد ورد عن زيد بن أرقم رضي الله عنه أنه رأى قومًا يُصلّون الضحى في وقت مبكر، فقال:
"أما لقد علموا أن الصلاة في غير هذه الساعة أفضل، إن رسول الله ﷺ قال: صلاة الأوابين حين ترمض الفصال."
[رواه مسلم]
عدد ركعات صلاة الضحى
اتفق جمهور الفقهاء على أنها تبدأ من ركعتين على الأقل، ويجوز زيادتها إلى أربع أو ثمان أو حتى اثنتي عشرة ركعة، كما يلي:
| الحالة | عدد الركعات |
|---|---|
| أقل عدد | 2 ركعتان |
| أوسط عدد | 4 ركعات |
| الأفضل | 8 ركعات |
| أقصى عدد | 12 ركعة (عند بعض العلماء) |
كيف تؤدى صلاة الضحى؟
تُصلّى مثنى مثنى، أي كل ركعتين بسلام.
يُقرأ في كل ركعة سورة الفاتحة وسورة قصيرة، مثل الضحى، الشمس، أو ما تيسر من القرآن.
تُصلّى سرًا لأنها في النهار.
الأفضل أن تُصلى فرادى، لكن يجوز أحيانًا أن تُصلى جماعة دون المواظبة على ذلك.
