خبير اقتصادي: القيادة السياسية تسعى ترسيخ دور مصر كبوابة استثمارية وتجارية لإفريقيا

أكد الدكتور إبراهيم مصطفى، استشاري الاستثمار والاقتصاد، أن مصر بحكم موقعها الاستراتيجي تعد البوابة الرئيسية للقارة الإفريقية، وتتميز بالاستقرار السياسي وقيادة رشيدة تمتلك رؤية واضحة تجاه القارة والعالم.
وأضاف، خلال استضافته في برنامج “الساعة 6” المذاع على قناة “الحياة” وتقدمه الإعلامية عزة مصطفى،أن القيادة السياسية المصرية تسعى بجدية إلى ترسيخ دور مصر كبوابة استثمارية وتجارية لإفريقيا، من خلال تعزيز التعاون الاقتصادي، وتوسيع فرص التصنيع المشترك، خاصة في ظل تشابه أوضاع العديد من الدول الإفريقية فيما يتعلق بالمواد الخام والبنية الإنتاجية
القارة الإفريقية تُعد أرضًا خصبة للاستثمار في مختلف القطاعات
أن القارة الإفريقية تُعد أرضًا خصبة للاستثمار في مختلف القطاعات، بما تمتلكه من ثروات معدنية، وأراض زراعية، وموارد بشرية ضخمة، إلى جانب قدرتها الكبيرة على التصنيع، مشيرًا إلى أنها تمثل سوقًا ضخمة تضم نحو 2 مليار نسمة، ما يجعلها محط أنظار القوى الكبرى التي تتنافس على مواردها وأسواقها.
أكد الدكتور أيمن محسب وكيل لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، أن مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في القمة التنسيقية السابعة للاتحاد الأفريقي بمدينة مالابو في غينيا الاستوائية، تعكس المكانة المرموقة التي باتت تحتلها مصر على الساحة القارية، والاعتراف الواضح بدورها القيادي في صياغة السياسات الإفريقية، خاصة بعد ترؤسها لكل من لجنة توجيه النيباد وقيادة إقليم شمال أفريقيا داخل الاتحاد.
وأوضح "محسب"، أن السياسة المصرية تجاه القارة الإفريقية منذ 2014 تمضي بخطى واضحة نحو تعميق العلاقات الثنائية، وبناء شراكات تنموية حقيقية، مشيرا إلى أن الدولة المصرية وضعت القارة ضمن أولوياتها الإستراتيجية، إدراكا منها لما تمثله إفريقيا من عمق جغرافي وسياسي وأمني، وأن استقرار القارة هو جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري.
وأضاف عضو مجلس النواب، أن الرئيس السيسي لم يكتفِ بخطابات الدعم أو التصريحات، بل اتجه إلى العمل الميداني على الأرض، عبر مبادرات ومشروعات حقيقية أبرزها دعمه لمشروعات البنية التحتية العابرة للحدود، كخطوط الربط الكهربائي والطرق، وتفعيل اتفاقية التجارة الحرة القارية، وإحياء الدور المصري في تسوية النزاعات، والعمل على التهدئة في بؤر الصراع مثل السودان وإثيوبيا وليبيا.
وأشار "محسب"، إلى أن مصر باتت شريكا رئيسيا في صياغة أجندة أفريقيا 2063، وتضع دائما على طاولة النقاش قضايا محورية مثل مكافحة الإرهاب والتطرف، وتحقيق الأمن الغذائي، والحد من تأثيرات التغير المناخي، وهي الملفات التي تمثل تحديات وجودية لغالبية شعوب القارة، مؤكدا أن رئاسة مصر للنيباد تمثل فرصة ذهبية لدفع مشروعات التنمية الإقليمية، وخلق بيئة استثمارية أكثر استقرارا.
وتابع النائب أيمن محسب، أن القمة التنسيقية تمثل محطة جديدة لعرض الرؤية المصرية حول آليات التحرك الجماعي الإفريقي، خاصة في ظل تفاقم الأزمات الاقتصادية بعد جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية، موضحا أن مصر ستدفع باتجاه تعزيز استقلال القرار الإفريقي، وبناء مؤسسات قوية وقادرة على مواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية، متوقعا أن تشهد المرحلة المقبلة تصاعد مستوى التنسيق السياسي والدبلوماسي، وتوسيع آفاق التعاون الاقتصادي والثقافي بين مصر وأفريقيا، بما يعكس رؤية مصر نحو قارة مستقرة.